وداعاً لسيّدة البيت الأبيض الأنيقة...

يارا الحلو

فقط قبل أيام قليلة من اليوم العالمي للمرأة، يودّع العالم امرأة لمعت في التمثيل، في دورها كأمّ والسيّدة الأولى للبيت الأبيض، إضافةً إلى كونها أيقونة في عالم الموضة. توفّيت #نانسي_ديفيس_ريغان أو آن فرانسيس روبنز في السادس من آذار 2016 عن عمر يناهز الـ94. وريغان هي أرملة #رونالد_ريغان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، وسيّدة الولايات المتحدة الأولى لمدة ثمان سنوات، من 1981 وحتى 1989.





أصبحت السيدة الأمريكية الأولى في كانون الثاني 1981 وتلقت انتقادات عدة خلال الولاية الأولى لزوجها بسبب طلبها إضافة فخامة أكثر إلى البيت الأبيض ولاهتمامها الزائد بالموضة. وفي وقت مبكر من رئاسة زوجها، أفصحت نانسي عن رغبتها في إنشاء "منزل رئيسي" يليق بالبيت الأبيض، بعدما أصبح المبنى في حالة من الفوضى بعد سنوات من الإهمال. وبدلًا من أن تستغل نانسي التبرّعات الحكوميّة في ترميم البيت الأبيض وإعادة طلائه، طلبت نانسي تبرّعات خاصّة. وعام 1981 أطلقت نانسي عمليّة ترميم واسعة لعدد من غرف البيت الأبيض شملت الطابقين الثاني والثالث، والغرف المحيطة بالمكتب الرئاسي، ومن بينها قاعة الصحافة، واشتملت عمليّة الترميم على إعادة طلاء الجدران، وترميم الأرض، وإصلاح المواقد، وإعادة توزيع القطع الأثريّة، والنوافذ، والأسلاك . وتمّ تحويل الخزانة الموجودة في غرفة النّوم الرئيسيّة إلى قاعة تجميل وغرفة ملابس؛ أمّا غرفة النوم الغربيّة، فقد تحوّلت إلى قاعة ألعاب رياضيّة.





صنّفتها جريدة تايمز بـ" السيّدة الأولى النموذجيّة" نسبةً لسحرها، أسلوبها، وحيويّتها فكانت نانسي الهدف الدائم لكاميرات المصوّرين الصحفيّين . كان اهتمام نانسي بالموضة من بين العلامات المسجّلة عن حياتها. فبينما كان زوجها ما يزال مرشّحًا رئاسيًّا، ركّزت التقارير الصحفيّة على حياة نانسي الاجتماعيّة وشغفها بالموضة. وفي كثير من الروايات الصحفيّة كانت تُعقد مقارنات غير محايدة بين حسّ نانسي للموضة، وحسّ جاكلين كينيدي السيّدة الأولى التي سبقتها إنّما لكلّ منهم بصمتهما الخاصّة.
وتكوّنت خزانة ملابس نانسي من فساتين، عباءات، وبدلات مصمّمة بأيدي مصمّمي الأزياء الفاخرة، من بينهم جيمس جالانوز، بيل بلاس، وأوسكار دي لا رينتا .وقد قُدّر سعر الفستان الأبيض اللّون المزيّن يدويًّا بالخرز، ذو الكتف الواحدة، الذي ارتدته نانسي في حفل التولية، والذي صمّمه جالانوز بـ 10.000 دولار أميركي؛ بينما قيل إنّ تكلفة خزانة ملابس نانسي عند التولية كانت تقدّر بـ 25.000 دولار أمريكي. وكانت نانسي تُفضّل اللون الأحمر، وتسمّيه "المنتقى ذو الذّوق الرفيع"، وكانت خزانة ملابسها دائمًا تحتوي على اللون الأحمر، حتّى إنّ درجة لون سيّارات الإطفاء الحمراء كان يطلق عليه "حمراء ريغان" وعيّنت نانسي مصفّفّتين خاصّتين بها لتصفيف شعرها داخل البيت الأبيض بانتظام.





أصبح ذوق ريغان الفاخر موضوع جدلٍ كبير. وعام 1982 شعرت نانسي أنها أنفقت آلاف الدولارات على ملابسها ومجوهراتها وما إلى ذلك، لكنّها برّرت أفعالها بأنّ هذه الملابس كانت على سبيل الاستعارة، إمّا أن تُرد أو تُرسل للمتاحف وقالت إنّها كانت تحاول أن ترتقي بصناعة الموضة في أميركا. ورُغم الجدل الذي أًثِير حولها، قال معظم مصمّمي الأزياء الذين سمحوا لها أن تستعير الملابس من الخارج: إنّ الترتيبات كانت ذات فائدة لهم، ولصناعة الموضة الأميركيّة كافة. وعام 1989 كُرّمت نانسي في مهرجان عشاء الجوائز السنوي الذي يقيمه مجلس مصمّمي الموضة في أمريكا؛ والذي تسلّمت فيه جائزة المجلس للإنجاز الدائم. وقالت عنها باربرا جيل والترز: لقد ساهمت نانسي بالكثير في عالم "موضة"، كل يوم وعلى مدار ثماني سنوات.
رغم أنّ نانسي كانت امرأةً تُثير كثيرًا من الجدل حولها، إلّا أنها كانت تحظى بشعبية 56 في المئة من الشّعب الأمريكي بعد ترك زوجها لمنصبه في 20 كانون الثاني عام 1989، و18 في المئة لديهم صورةٌ سلبيّةٌ عنها، أمّا البقيّة فلم تعطِ رأيها، ولكن بالنّظر إلى شعبيّة رفيقتيها روزالين كارتر وهيلاري رودهام كلينتون عندما ترك زوجاهما منصبيهما، نجد أن شعبية نانسي كانت تفوقهما.