لقاء حواري في طرابلس حول مشاكل المدينة وحاجاتها الانمائية بحضور ميقاتي ونواب

عقد في قاعة الرابطة الثقافية في طرابلس لقاء حواري، بدعوة من تجمع مواطنة للرقابة والانماء، حضره الرئيس نجيب ميقاتي، النائبان سمير الجسر ومحمد كبارة، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، المحامي فادي الشامي ممثلا وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي،الدكتور خلدون الشريف، رئيس مجلس إدارة الرابطة الثقافية رامز فري وعدد من الإعلاميين، اضافة الى رئيس واعضاء التجمع، حشد من نقباء المهن الحرة ومسؤولي الجمعيات وهيئات المجتمع المدني في طرابلس والشمال.


بعد النشيد الوطني، ألقى الدكتور واثق المقدم كلمة أشار فيها الى "أن التجمع يحصر إهتمامه بالقضايا الأساسية الحياتية ذات المنفعة العامة مثل الإقتصاد، التربية، الصحة، البيئة. وهو يطالب ويؤكد ضرورة حضور الدولة بمؤسساتها الفاعلة لإنتظام المجتمع وإزدهاره كي ينعم بالأمن والإستقرار"، مشيرا الى "أن مواجهة الحقيقة هي التي تصحح الخطأ وترسم طريق الصواب".


وقال: "بداية إسمحوا لي بتوصيف الواقع العام وطرابلس بشكل مختصر لترابط الأمور في ما بينهم. إن ناسنا ومجتمعنا مضغوط لدرجة مرعبة ويعاني من مشاكل حقيقية تطال كل وجوه الحياة، المياه، الكهرباء، التعليم، الصحة البيئية ويشهد بطالة مفجعة، ما دفع البعض ليرى في الهجرة نعيما رغم ذلها ومخاطر الموت غرقا، وهناك آخرون يعبرون عن غضبهم بالفوضى والتظاهرات والإعتصامات، والبعض بتعاطي المخدرات للنسيان، وآخرون بالتطرف والأكثرية بالشكوى والتذمر في البيوت والمقاهي. وهذا الواقع نتاج طبيعي لعجز وإهمال ولا مبالاة مزمن عند أكثر مؤسسات الدولة، نتيجة التسيب وغياب المساءلة والمحاسبة بكل صراحة لا دولة ولا إنماء".


وأضاف: "من هنا كانت دعوتنا للتعاون والتكامل ما بين السلطة والفاعليات السياسية والمجتمع المدني لا للتهجم بل لتفعيل المؤسسات ودعمها في خدمة أمور الناس وتنظيمها ليشعروا أن الدولة لهم وليست عليهم. ولفتح كوة من أمل في جدار اليأس وإحداث التغيير ولو بخطوات متلاحقة، وبخاصة أننا نرى ما يحصل في الدول العربية من دماء ورعب طاول البشر والحجر والقيم الإنسانية".


وتابع: "طرابلسيا، القصة معروفة إهمال مزمن لم يقابل بفصل منظم موحد لرفع الغبن، مرافقها الأساسية المشهورة معطلة، مشاريعها إما تأتي مشوهة منقوصة، أو مجمدة معطلة، فحجم المشاكل التي تعاني منها طرابلس، يستدعي خطة شاملة للنهوض بالمدينة، ونأمل بإنتخاب مجلس بلدي إستثنائي منسجم فيما بينه وبين القوى السياسية والمجتمع فاعل وقادر على إختلاق الحلول لمشاكل المدينة ليعيدها على خريطة الإنماء والحياة.
وأشار الى أن المؤتمر كي ينجح إختار موضوعين أساسيين يمكن وضع الحلول لهما وتنفيذهما وهما مركز المعاينة الميكانيكية والضغط الحاصل فيه وصندوق الضمان الإجتماعي في طرابلس يخدم حوالي 40 ألف مضمون هناك 20 موظف من أصل 80 أي بنقص 75% من اليد العاملة وهذا منافي لأوليات مبادئ التكامل الإجتماعي بواجب إعطاء السلطة الحق لأصحابه دون منّة أو تباطؤ. لذا إستمرار هذا الأمر مرفوض ونطالب بملئ المراكز الشاغرة بسرعة وتجاوز البيروقراطية فالأنظمة والقوانين وضعت لخدمة وتسهيل أمور الناس".


وختم: "أخيرا نؤكد أن هدفنا من التحاور فتح صفحة جديدة وأسلوب جديد من التعاون والتكامل دعما للدولة ولمؤسساتها لتقوم بواجبها في خدمة الناس وتنظيم أمورهم وحياتهم لبناء سلامنا الداخلي. فقد دفعنا الكثير الكثير وما عاد الشعب يتحمل. أترك إدارة التحاور للدكتور باسم بخاش على أمل الخروج بحلول تأخذ طريقها للتنفيذ بالمتابعة الجادة ودعم كافة الفاعليات".


بخاش


بعد ذلك، ألقى المهندس باسم بخاش كلمة ترحيب وأدار اللقاء التحاوري الذي تركز حول مشكلة المعاينة الميكانيكية والضمان الإجتماعي وكانت مداخلة للرئيس ميقاتي الذي أكد أنه "لا يجوز أن يبقى مركز المعاينة الميكانيكية الوحيد الذي يستقبل كل المعاينات الميكانيكية في الشمال وعكار"، مشيرا الى "وجوب تفريع هذا المركز ويجب مراجعة البلدية من أجل تأمين أرض لإقامته".


وعن موضوع الضمان، قال: "لا يمكن أن نقبل بأن يكون هناك موظف واحد لأكثر من ألفي مضمون في حين لا يوجد هذا الشغور في مراكز ضمان أخرى، ونحن لن نرضى بأن يستمر على ما هو عليه ويجب بداية إقامة مركز جديد للضمان في المنية والضنية لتخفيف الضغط عن طرابلس وزيادة عدد الموظفين بالعدد الذي يرونه مناسبا ويتلاءم مع القانون ويجب إقامة مبنى للضمان يليق بأبناء طرابلس".


وسأل ميقاتي عن التأخير الذي يحصل في تسديد التعويضات للمواطنين والذي يمتد لأكثر من ستة أشهر في حين يستوفي المضمون فاتورته من غير مراكز بفترة لا تتجاوز الأسبوعين.


كما، كانت مداخلات للنائبين الجسر وكبارة اللذين أكدا "ضرورة الحد من تداعيات الضغط على المواطنين وتسهيل أمورهم عبر إقامة مركز جديد للمعاينة في طرابلس وفي المنية والضنية وتفعيل عمل الضمان الإجتماعي من خلال تأمين الكادر الوظيفي اللازم لخدمة آلاف المضمونين.


وبعد التشاور، صدر عن اللقاء التوصيات الاتية: في ما يخص موضوع الضمان الإجتماعي:
1-إجراء مباراة خاصة لمركز الضمان في طرابلس نظرا للنقص الحاد في عدد الموظفين العاملين وبخاصة أنه يعتبر المركز الأكبر بين كل المراكز في لبنان.
2-فتح مراكز جديدة في بعض المناطق مثل المنية والضنية لتخفيف الضغط عن مركز طرابلس.
3-بناء مركز جديد حديث ولائق لأن المركز الحالي بحالة سيئة جداً.
4-أن يتم تمديد دوام العمل أو أن يكون هناك دوامين مختلفين.
5-إعادة العمل على مكننة الضمان الإجتماعي بطريقة تكنولوجية حديثة.
6-معاملة مركز طرابلس ومساواته بمركز برج حمود حيث يحصل المضمون على حقه الماضي وغيره خلال ساعتين، بينما تأخذ المعاملة في طرابلس ما لا يقل عن سنة واحدة.
بخصوص موضوع مركز المعاينة الميكانيكية:
1-الطلب من إتحاد البلديات تقديم أرض مسطحة لا تقل مساحتها عن خمسة آلاف متر مربع قبل تاريخ 6-4-2016 (تاريخ فض المناقصات) لإنشاء مركز جديد في طرابلس للمعاينة الميكانيكية .
2-التنسيق مع القوى الأمنية لوقف عمليات التشبيح التي تحدث في مركز المعاينة وخارجها والتي تبتز الناس باموالهم ووقتهم.
3-أن يتم تمديد داوم العمل الى ساعة متأخرة أو أن يكون هناك دوامان لتسهيل أمور الناس.


على أن تتم ملاحقة تنفيذ هذه التوصيات من قبل القوى السياسية المختلفة والمجتمع المدني والضغط لعدم حصول أي تأخير في أي من هذه التوصيات الثلاث، وبخاصة في ما يتعلق بالنقطة الاولى أي تأمين الأرض نظرا لوجود مهلة محددة ليست ببعيدة.