The voice kids: المفاضلات الصعبة بين المغنين الصغار

نداء عودة

في سهرة ممتعة ثانية من مواجهات المغنين الصغار عبر شاشتي MBC و MTVأطلّ The voice kids ليل السبت الفائت مجدداً ليثير اهتمام المشاهدين من الأعمار كافة، فلعلّ البرنامج يزيد عن نسخته للكبار بأنه يجمع مضامين إنسانية للمتبارين الصغار الذين يصلون الى حدّ إطراب الأسماع لشدّة موهبتهم الموسيقية والغنائية.


وقد واصل الفنانون الثلاثة غربلتهم للمواهب التي ستتأهل للمرحلة النهائية والأكثر حماسة، من هنا كانت اختيارات الفنانين الثلاثة للأفضل بين المتبارين ضمن فرقهم كثيرة الصعوبة والدقة إذ إن المتبارين لا يتفاوتون كثيراً في مستوى أدائهم العالي.


حصل هذا بشكل لافت في فريق الفنانة نانسي عجرم التي أحسنت اختياراتها للمتبارين على أساس تقييم فني يعتمد الركوز والإحساس في الأداء معاً، الأمر الذي جعلها تفضّل السورية غنى أبو حمدان على السوري جميل بقاعين واللبناني سلافيو هيكل عندما أدّى الثلاثة "إسمع قلبي" لماجدة الرومي، ورغم الأداء الجيد للفتيين إلاّ أن أبو حمدان أثبتت أن تأثيرها لم يكن إنسانياً فقط عندما أبكت الجمهور بغنائها في المرحلة الأولى "أعطونا الطفولي"، فالصغيرة ترافق النغم والإيقاع بشكل سليم وبصوت رقيق يدخل إلى القلوب. وبعودة نانسي عجرم الى اختيار أفضل صوت غربي اعتمدت تقنية اللبناني غدي بشارة وأداءه الواثق والمبتكر، رغم أن اللبنانية ياسمينة نحاس صوت غربي أنثوي وقوي في آن واحد، وكذلك الفلسطينية منى حجير التي تتقن هذا النمط وتؤديه بحيوية. وفي اعتمادها على الإحساس الغنائي لم تترد عجرم في تأهيل الفلسطينية ميرال عياض للمرحلة التالية بما أنها كما لاحظنا تتفوق في إحساسها وأدائها السلس على المغربية نهيلة القليعي الصوت الطربي الجميل الذي يبشر بنجومية مستقبلية، لكن المتبارية اعتمدت أكثر في "يا سيدي" لوردة على حرفيتها كونها تشارك في مهرجانات غنائية ببلادها. أما المصري أحمد الحسين الذي يستطيع أداء أنماط كلاسيكية عربية قديمة فإنه لم يستطع تقديم شخصية غنائية متماسكة في هذه الأغنية.


الفنان تامر حسني وبشكل شفاف جداً فضّل إبقاء أحمد السيسي على حساب اللافت في شخصيته يوسف فرج وكذلك مروان طارق، فالمتبارون المصريون الثلاثة أدوا بشكل جميل موالاً أرفقوه بالأغنية الشعبية "بلاش اللون ده" لأحمد عدوية، ورغم كاريزما يوسف فرج الأخاذة إلاّ أن السيسي بقي الأكثر تعايشاً مع النغم وهو الذي كان أذهل الفنانين والجمهور معاً بأدائه "دار يا دار" لوديع الصافي. كما أحسن حسني اختيار المصرية جويرية أحمد التي كانت الأفضل في أداء "آه يا ليل" لشيرين، لتمتعها بغناء طربي شعبي سلس وحسّاس وأكثر توازناً من غناء منافستيها المصريتين هاجر طه وزينب حسن. تامر حسني عاد وأحسن اختيار السوري أمير عموري بعد أدائه "ما وعدتك بنجوم الليل" لوائل كفوري مع اللبناني علي هادي والسوري مروان نصوح، فصوت عموري الكبير قياساً الى سنه كان أكثر انطلاقاً واتزاناً، وكونه يتمتع بصوت رفيع مرتفع الطبقات فإن الطبقة المختارة للأغنية لم تكن مناسبة للمتباري علي كصوت ألتو جميل أيضاً، وهو أمر قد يكون ظلمه إلى حدّ معقول.


في مكان آخر حظي الفنان كاظم الساهر بأصوات مميزة بعد دقة منه في اختيار المتنافسين وأغانيهم، فاللبنانية لين حايك كانت الأفضل أداء لأغنية "يا دلع" لصباح، فهي التزمت الإيقاع بأداء خفيف الظل ودون مبالغات، بينما أتقنت اللبنانية شيرين أبو أسعد أداء الأغنية بركوز، ومع ذلك لم تتعايش كثيراً معها مما جعل أداءها جامداً. كذلك أدى المصري يوسف حسن الأغنية بانسجامه على مقام البياتي كونه يمارس مهنة الغناء في الأماكن العامة. وتفضيل أداء لين حايك عند الساهر قابله تفضيل صوت السوري عبدالرحيم الحلبي كصوت طربي مذهل ومشبع بالغناء العربي الكلاسيكي، رغم أن المصرية نور قمر مذهلة لكنها لم تتقن إيقاع "غنيلي شوي شوي" لأم كلثوم، كما كانت اللبنانية جوان جبور ذات الأداء السليم بعيدة عن هذا النمط الغنائي.