تفاصيل موجعة سبقت وفاة حسين... فحصH1N1 ايجابي في مستشفى وسلبي في آخر!

ينضم مرض "انفلونزا الخنازير" الى قائمة ما يقلق اللبنانيين هذه الايام، بعد حالات الوفاة التي جرى التداول بها، ومنها مهاجمة الفيروس اللعين لـمحمد خضر( 67 عاماً) في الشمال قبل اسابيع منهياً حياته، ليعلن قبل يومين عن وفاة الطفل حسين عليق بسبب المرض عينه. في حين بيّنت وزارة الصحة وجود 4 حالات وفاة بسبب الفيروس واثنتين بحكم غير المؤكدتين.


أيام عدة قضاها حسين(5 سنوات) يعاني من الام في البطن، فرحلته مع المرض لم تكن قصيرة، زار وأهله خلالها 9 أطباء ومستشفيين قبل أن يحطوا الرحال في مستشفى حمود في صيدا ويخضع لفحص H1N1 ، وبحسب ما قاله والده فادي لـ"النهار" ، فقد "كانت النتيجة ايجابية واظهرت اصابته بفيروس انفلونزا الخنازير، الذي كان السبب في وفاته".
قبل أسابيع، عاد حسين من مدرسته اطلع والدته أنه يعاني من آلام في الرأس، سارعت الى الاتصال بوالده الذي عرضه على طبيب، شخّص حالته أنها "كريب" أثر على بطنه، وانه بحسب فادي "لا يحتاج الى دخول مستشفى كي لا تنتقل اليه جرثومة ما، التشخيص نفسه ردده 8 أطباء آخرين، والفحوصات التي اجريتها في احد المستوصفات بينت أن المناعة لديه متدنية كذلك ان دمه ليس قويا"، واستطرد ان " أحد الاطباء وضع له مصلاً والآخر أعطاه ابره والباقون اكتفوا بدواء".


تقاذف المسؤولية
من الأطباء الذين زارهم ابن بلدة القنطرة قضاء مرجعيون، دكتور الأطفال علي دقماق، وقال عليق " أعطاه ابرة مسكن لوقف آلام البطن، لنعود ادراجنا الى المنزل، في اليوم التالي اتصلت به واطلعته ان صحة حسين ليست جيدة، عندها أجاب ان كنت تريد مزيدا من الاطمئنان يمكنك القيام بصورة لبطنه"، لكن الطبيب أكد لـ"النهار" أن "عليق زارني يوم سبت بعد معاناته مع المرض لنحو ثلاث اسابيع، طلبت من والدته نقله الى المستشفى لكنها رفضت كونها تخشى من ان يلتقط جرثومة، تدهورت حالته في اليوم التالي ونقل الى المستشفى"، وقال: "طلبت اجراء صورة صوتية لبطنه وبدلا ًمن القيام بها في المستشفى اجروها في مركز صحي ليضطروا في اليوم عينه لنقله الى مستشفى بسبب تدهور وضعه".


نتيجة ايجابية!
ثلاثة مستشفيات قصدها عليق وقال: " لم يستقبل مستشفى النبطية ابني لعدم وجود مكان على الرغم من ان حرارة جسده كانت تصل الى 40 ، نقلناه الى مستشفى تبنين حيث اجريت له فحوصات اظهرت ان مناعته متدنية مع وجود التهابت، و اجروا صورة لبطنه أظهرت عن تضخم في كبده"، وأضاف ان " نهاية الرحلة كانت في مستشفى حمود يوم الاثنين ما قبل الماضي، منذ دخوله قالوا لنا انه بنسبة 98 في المئة يعاني من فيروس H1N1، وقد ارسلت عينات الى مستشفى رفيق الحكومي، حيث اجري له زرع ظهرت نتيجته بعد أربعة أيام، وكانت ايجابية ".


نتيجة سلبية!
من جانبه، أكد مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار لـ"النهار" أن" نتيجة فحص H1N1 التي اجريت لحسين في مستشفى حمود كانت ايجابية بأنه يعاني من H1N1 ، في حين أن المختبر المرجعي المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية في مستشفى رفيق الحكومي الذي نعتمد أظهر انه سلبي". وأضاف " من المؤكد أن حسين كان مصاباً بانفلونزا ولم يعد مهماً ان كانت H1N1 أم لا".


علامات استفهام
علامات استفهام طرحها عليق على جواب المركز الذي اجرى فيه الفحوصات لابنه قبل أن ينقله الى المستشفى وروى: "اتصلت مستشفى حمود بالمركز لمعرفة نتائج الفحوصات التي اجراها، فكان الجواب شعرنا بوجود أمر غير طبيعي لكن "ما حبينا نقول للأهل". وأضاف "اسبوع واحد قضاه حسين في المستشفى قبل أن يفارق الحياة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين الماضي على الرغم من أن وضعه الصحي كان مستقراً لكن فجأة توقف قلبه".
وحاولت "النهار" التواصل مع مستشفى حمود في صيدا للحصول على تفاصيل الملف الطبي للطفل الراحل، لكن أحد الاطباء الاداريين أبلغنا بأن ليس لدى المستشفى ما تقوله في هذا الشأن طالباً منا التواصل مع عائلة الطفل ووزارة الصحة.


الوضع ممسوك!
فحص H1N1# مجاني ويجرى على نفقة وزارة الصحة ضمن معايير وضعتها، وبحسب عمار" نغطي تكلفة الفحص لأي مريض من اي جنسية كان، وفي كل مستشفيات لبنان شرط ان يكون في العناية الفائقة وليس لكل من عانى من الكريب ". وكان وزير الصحة وائل ابو فاعور اكد في خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده للحديث عن المستجدات في موضوع فيروس H1N1، ان "لا حاجة إلى إجراءات استثنائية في هذا الشأن وعلى وجوب تلقيح الاشخاص المعرضين للانفلونزا". ولفت الى "ازدياد نسبة الحالات المصابة بفيروس H1N1 في الاسابيع الاخيرة عالميا وليس في لبنان فقط"، مشدداً "ألا زيادة في حالات الوفاة". واوضح أنّ "ثمة 4 وفيات مؤكدة بسبب الفيروس وحالتي وفاة غير مؤكّدتين هذه السنة ولا علاقة مباشرة او غير مباشرة بين #النفايات والاصابة بفيروس H1N1". ودعا في إطار من الدعابة إلى ضرورة "تخفيف التبويس".
لا شك أن حسين دفع ثمن تقصير اما الاطباء الذين لم يتمكنوا من تشخيص حالته أو الاهل الذين لم يدخلوه الى المستشفى في وقت مبكر لكن النتيجة واحدة، الخسارة كبيرة على عائلته التي فقدته!