الجلسة الـ 35 فولكلور بغياب عون وفرنجيه وحضور مؤيديهما حرب يقترح تعديلاً دستورياً وسامي الجميّل ينعى الديموقراطية

"همروجة" إعلامية ومزايدات تلفزيونية لا اكثر ميّزت الجلسة الـ35 لانتخاب الرئيس. لم يكن هناك ما يستدعي "الدفق" الاعلامي والتغطية الزائدة ما دامت النتيجة معروفة سلفا ولا جلسة ولا رئيس.


مشهد حشد الصحافيين في ساحة النجمة لاقى "إعجابا" عند النائب جورج عدوان الذي بادرهم بالقول: "لاحظتم كم هو (كبير) تأثير مبادرة القوات اللبنانية على هذا الحضور".
لكن الحضور الاعلامي لم يواكبه حضور نيابي، اذ "وفد" فقط 58 نائباً ولم يتأمن النصاب للجلسة التي تأجلت الى 2 اذار المقبل.
الجديد الوحيد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كان اول الواصلين الى المجلس امس خلافا للجلسات السابقة، انما الحضور والغياب كان نفسه. حضر نواب كتل "المستقبل"، "القوات اللبنانية"، "التنمية والتحرير"، الكتائب و"اللقاء الديموقراطي"، إلى النواب المستقلين، وغاب نواب كتل "المردة"، السوري القومي الاجتماعي، "الوفاء للمقاومة" و"التيار الوطني الحر"، ونائبا حزب البعث العربي الاشتراكي.
انها من المفارقات اللبنانية، يحضر من رشح ويغيب المرشحان الرئيسيان، إذ كان في البرلمان المرشح النائب هنري حلو بينما غاب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه.
وكالعادة، وبعد نصف ساعة من موعد الجلسة، اعلن بري التأجيل وبدأت المواقف.
الجديد كان ما كشفه وزير الاتصالات بطرس حرب حين لفت الى ان "القوى السياسية الحليفة تعمل على اقتراح تعديل دستوري ينص على اعتبار النائب الذي يتغيّب ثلاث مرات من دون عذر شرعي عن جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بحكم المستقيل، ولا بد من ان يستمر رئيس الجمهورية بمتابعة مهماته حتى انتخاب رئيس جديد".
وقال: "متمسكون بأن يبقى مجلس النواب مصدر السلطات، وهو من ينتخب رئيس للجمهورية، لا ان يتقرر اسم الرئيس خارج المجلس ونأتي الى هنا للبصم عليه. كما ان نظرية لا انتخاب بوجود اكثر من مرشح نظرية مرفوضة".
والى جانبه، جلس رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون الذي اكتفى بالقول: " لا بد من وضع دفتر شروط لكل من يريد أن يترشح لرئاسة الجمهورية. لا يمكن لأي شخص أراد أن يكون رئيساً أن يتمكن من ترشيح نفسه".
وأسف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل "لأننا بعد كل التحرك السياسي الذي شهدناه أخيراً نحضر إلى جلسة من دون نصاب وبحضور مرشح واحد، والمؤسف ايضا أن أكثرية النواب حضروا لانتخاب مرشحين يرفضان ممارسة الديموقراطية ولا يحترمان الدستور".
واذ اعتبر ان " الكتل السياسية سقطت"، سأل: "هل الرأي العام مستعد لأن يحاسب؟ ثمة ضرورة للاحتكام إلى الديموقراطية والقبول بالنتائج، فليس دائما يربح الشخص بالسياسة، والمهم التزام الدستور والديموقراطية. نحن ندفن اليوم عملية الانتخاب السرية المنصوص عنها في الدستور والتي تمارس منذ أكثر من 80 عاما".
وكعادتهما عقد الرئيس فؤاد السنيورة والنائب عدوان خلوة، اكد بعدها السنيورة ان "التواصل مع القوات اللبنانية لن ينقطع ولم ينقطع يوماً"، وحمّل "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" المسؤولية عما تصل اليه الامور، والمسّ بمستقبل الدولة وانتظام عمل الحكومة.
اما عدوان فحدّد خطوتين نحو الرئاسة، فاعتبر ان "الخطوة الأولى هي أن يتفاهم "حزب الله" مع رئيس "تيار المردة" كي يبقى العماد عون المرشح الاساسي لـ8 آذار"، وقال: "هذه الخطوة أساسية، وينبغي على الحزب أن يقوم بها مع فرنجيه للتوصل الى انتخاب رئيس، والخطوة الثانية هي التفاهم بين عون وتيار المستقبل ومكونات 14 آذار ومنها الكتائب".
وأشار الى أن "الاجتماع الذي حصل اليوم مع بعض نواب المستقبل وانتهى بخلوة مع الرئيس السنيورة يؤكد أن كل الشائعات التي تحكى عن خصام وعدم تواصل غير صحيحة. نحن والمستقبل ندافع عن المبادئ نفسها، كما اننا والكتائب نتشارك بعمق في المبادئ النضالية، والنقاط العشر التي أقررناها مع عون مرتكزة على هذه المبادئ، ولا أستغرب انضمام النائب سامي الجميل الى النقاش".
انتهى "الفولكلور" وعادت الكتل الى مكانها، فالفراغ الرئاسي سيطوي حكماً عامه الثاني بعد ثلاثة اشهر، ولا من يستعجل... أو يتأثر! وهذا اخطر من مجرد مرور الوقت.


manal.chaaya@annahar.com.lb
Twitter: @MChaaya