"أريده أن يستمر في حبّي لكنّي لن أحبّه": مخادعة أم مجنونة؟

م.ب.

حين يتّخذ الحب أسلوب المدّ والجزر من دون الوصول الى نتيجة. يرضى الجميع بتفاصيل القصّة الغامضة، فيستمرّ الرجل في المحاولة ويسعى الى التقرب من الفتاة بشتّى الطرق، في حين أنها تسعد بأسلوبه المنمّق لكنها لا تعطيه جواباً صريحاً. هي في واقع الأمور تريده أن يحبّها ويستمرّ في إغداق الإطراءات كلّ ما رآها أو بعث اليها برسالة نصيّة أو فاتحها بحديثٍ، فتبتسم وتلمع عيناها بشغف، لكنها لا تعطيه جواباً واضحاً حول حقيقة مشاعرها. تتركه يغرق أكثر في حبّها، أمّا هي فلن تحبّه، وكأنّه تقول له: "أريدك أن تستمرّ في حبّي لكنّي لن أبادلك المشاعر الجميلة". أسئلةٌ كثيرةٌ تطرح في هذا السياق: ما هي الحقيقة المخفيّة وراء علاقاتٍ غامضة كهذه؟ والى ماذا تسعى الفتاة في رحلة المدّ والجزر التي تتبنّاها اراديّاً أم دون معرفة سبب تصرّفها المثير للريبة؟ هل هي مخادعة؟ أم بريئة؟ أم ربّما مجنونة؟


• المعجبون يعزّزون شعور الثقة بالنفس
غالباً ما تنظر الفتاة الى الرجل في مواقف كهذه على أنه مكسبٌ لها وواحدٌ من معجبيها الذي يكسبها ثقةً بنفسها وعزماً ايجابيّاً وهي لا تريد أن تخسر اعجابه بها على رغم أنه قد لا يعني لها واقعيّاُ، والعكس يصلح على الرجل الذي يتغنّى بامتلاك المعجبات. وتعتبر خسارة الفرد لمعجبيه، في حال وجدوا، عاملاً سلبيّاً يحبط عزيمته ويشعره بأنه فقد شيئاً ثميناً كان يعني له الكثير. من هنا على المعجبين أن يعلموا أنهم ليسوا سوى ورقة رابحة في الحياة الإفتراضيّة لمعجبهم، لكنّ ذلك لا يعني أنهم سيدخلون حياته الحقيقيّة.


• فارس الأحلام الحقيقيّ لا يزال غائباً
اللعب على ثقافة الإنتظار هو أيضاً من العوامل الأساسيّة التي تفسّر لجوء الأفراد الى منطق المهادنة في تقبّل مشاعر الآخرين تجاههم من دون أن يبادلوهم المشاعر نفسها. في هذه الحالة يفتقر الطرفان الى الحبّ الحقيقيّ في حياتهم ويحاولون تمرير الوقت وتفادي ارتدادات الفراغ العاطفي فيلجأون الى ما يشبه منطق المواساة الأقرب الى التسلية. وفي حال تأخّر قدوم فارس الأحلام الحقيقيّ الذي ترسم صورته الفتاة في عقلها، فهي تالياً قد تقدم على اختيار أحد معجبيها ليؤدي هذا الدور دون اقتناعٍ صريح بسلميّة قرارها، وهذا من شأنه أن يحوّل العلاقة العاطفيّة بينهما الى غير مستقرّة.


• بين البراءة والخداع والجنون
تختلف طبائع الأفراد باختلاف نظرتهم الى فحوى العلاقات العاطفيّة. بينهم من يتمتّع بصفات البراءة أو السذاجة في التصرف فيلجأ الى تقبّل إطراءات الجميع من باب اللياقة أو حبّ الظهور او بهدف استمالة شعبويّة. البعض الآخر يتبنى هذه السلوكات من باب الخداع وفتح الباب أمام المصالح الماديّة والاستفادة من الإعجاب بهدف نيل الهدايا والاستغلال الماديّ. وفي حال ارتبطت تصرّفات الشخص بمعجبيه بمنطقٍ غريبٍ يدخل في مفترقاتٍ غامضة كمن يتعامل مثلاً مع عشرات المعجبين بالطريقة نفسها ويشرع أمامهم أبواب الدخول الى حياته الخاصّة والحميمة ربّما، فهو حتماً يقترب من تبنّي سلوكاتٍ مجنونة.