مخاوف حيال أكراد محاصرين في جنوب شرق تركيا

ابدى نواب اتراك مؤيدون للاكراد مخاوفهم حيال مصير اكراد محاصرين في قبو احدى المباني في بلدة جيزري في جنوب شرق #تركيا اثر مواجهات دامية مع القوات الامنية.


ويقبع نحو عشرين جريحا كرديا في قبو مبنى تعرض للدمار بشكل واسع في البلدة المحاصرة منذ نحو اسبوعين.
وتفرض السلطات حظر تجول منذ ستة اسابيع على جيزري بالتزامن مع استمرار الجيش التركي في حملة لا هوادة فيها ضد حزب العمال الكردستاني المحظور في محاولة لاجتثاث المتمردين من شوارع هذه البلدة الكردية.


وتدور حرب كلامية عنيفة بين السلطات والسياسيين الاكراد حول مصير سكان البلدة بحيث يخشى ان يكونوا من دون رعاية طبية ومياه وكهرباء منذ 23 كانون الثاني.


وقال صلاح الدين دمرتاش، الزعيم المشارك لحزب الشعوب الديموقراطي الموالي للاكراد، الثلثاء ان ستة اشخاص محاصرين في الطبقة السفلية قضوا فعلا، اما عطشا واما نزفا.


وادعى ان سيارات الاسعاف منعت من الوصول الى المكان.
واضاف "لا نعلم ما اذا كان الذين في القبو لا يزالون على قيد الحياة ام انهم تمكنوا من الفرار".
من جهته، قال النائب في الحزب فيصل سري يلدز انه تبادل رسائل نصية مع الموجودين في القبو لكن الاتصالات انقطعت منذ السبت.
ونشر النائب صورا للجرحى على تويتر، بعضهم يرقد بجوار جثث متحللة، مؤكدا ان العديد منهم فقدوا الوعي فيما كان اربعة بينهم ينازعون حتى السبت.
وتابع سري يلدز ان المحاصرين ابلغوه ان الطوابق فوقهم انهارت جراء القصف العنيف للمبنى المكون من اربعة طوابق. وبين المحاصرين اثنان من المراهقين، وفقا للنائب.


بدوره، قال النائب عثمان بيدمير من الحزب ذاته ان قوات الامن هاجمت السبت المبنى فيما كان يجري انقاذ المحاصرين، استنادا الى مكالمة هاتفية مدتها 16 دقيقة مع احد عناصر الحزب في المكان.


وخاطب وزارة الداخلية خلال جلسة برلمانية الاربعاء متسائلا عن "السبب وراء عملية الجيش أثناء اخلاء المبنى؟ من اعطى الاوامر"؟.
وقال بيدمير ان هناك 25 شخصا على الاقل في القبو، بينهم 15 جريحا.


وبدأ نواب من حزب الشعوب الديموقراطي اضرابا عن الطعام منذ الخميس احتجاجا على فشل عملية اجلاء المجموعة.
لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نفى بشدة الجمعة منع سيارت الاسعاف من الوصول الى القبو واتهم النواب المضربين عن الطعام بالتصرف مثل "خدم" لدى حزب العمال الكردستاني.


وقال: "هذه مزاعم كاذبة. هناك سيارات اسعاف بشكل دائم في المكان انهم لا يريدون اجلاء الجرحى عن قصد".
من جهته، قال رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو الاربعاء ان الاشخاص في المكان يرفضون الخروج للعلاج وان القناصة يطلقون النار على سيارات الاسعاف من داخل المبنى.


وتابع متسائلاً: "اين الجرحى؟ ربما ليس هناك اي مصابين".
وكان وزير الداخلية علاء افكان قال الثلثاء ان قادة حزب العمال الكردستاني بين الذين يختبئون في الطابق السفلي، وكذلك في نحو مئة مبنى آخر في جيزري.


وقالت ايما سنكلير ويب، مندوبة هيومن رايتس ووتش في تركيا الاسبوع الماضي "انها حالة طارئة. على الحكومة التركية الاستجابة بسرعة تجنبا للوفيات".


واليوم، كانت القذائف لا تزال تسقط في الشوارع المهجورة في جيزري، بحسب ما اكد سكان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف.
ويحتمي العديد منهم في سراديب ضيقة، غير قادرين على سحب موتاهم او دفنهم.


واظهرت لقطات بثتها وسائل الاعلام الرسمية هذا الاسبوع قوات الأمن تفتش المباني المتضررة مع محلات تجارية ومنازل تحولت الى ركام بفعل قذائف الهاون على ما يبدو.


وتقول الحكومة التركية ان العمليات في جيزري وبلدتين في جنوب شرق البلاد ضرورية للقضاء على المتشددين الذين سيطروا على الاحياء من خلال بناء المتاريس وحفر الخنادق.
ويشكل الهجوم في جنوب شرق البلاد تصعيدا جديدا في النزاع المستمر منذ عقود مع حزب العمال الكردستاني بعد انهيار هدنة هشة في تموز الماضي.


من جهته، يقول الجيش انه قتل نحو 500 متمرد في جيزري وحدها منذ بدء العملية في 14 كانون الاول. لكن يصعب التحقق من ذلك بشكل مستقل بسبب حظر التجول واغلاق المنطقة امام وسائل الإعلام.
وكان حزب الشعوب الديموقراطي اعلن الاسبوع الماضي مقتل نحو 200 مدني على الاقل منذ معاودة الاعمال العسكرية في تموز يينهم 70 طفلا مؤكدا مغادرة نحو مئة الف شخص المدينة من اصل عدد سكانها البالغ 120 الفا.
وكانت الامم المتحدة دعت انقرة الاثنين الى التحقيق في إطلاق النار على مجموعة من المدنيين في جيزري، بعد ان اظهرت لقطات فيديو هذا الامر "بشكل صادم للغاية".


واللقطات التي صورها على ما يبدو شخص يدعى رفيق تكين قبل نحو اسبوعين، تظهر لحظة اطلاق النار على مجموعة من العزل يرفعون اعلاما بيضاء بينما كانت قوات الامن تراقبهم من مسافة.


وصور تكين الذي كان مصابا بجروح ومستلقيا ارضا هذه اللقطات فيما كان ينزف على ما يبدو أمام العدسة، مع ما يشبه الجثث مكومة امامه.
وقال مفوض حقوق الانسان في الامم المتحدة رعد زيد الحسين للصحافيين في جنيف "احض السلطات التركية على احترام الحقوق الاساسية للمدنيين خلال العمليات الامنية".