حين يشعر طفلك بالغيرة من ابن الجيران الثريّ

م.ب.

من الصعب أن يعيش الطفل في محيطٍ اجتماعيّ لا يشبهه، خصوصًا في حال وجد اختلافًا جذريًّا في أساليب العيش، ووجد نفسه محرومًا من حاجاتٍ وحقوقٍ يتمتّع بها أطفالٌ آخرون دون عناء. إلّا أن الفقر لم يشكّل يومًا مشكلة حقيقيّة في وجه الأطفال، في حال تدارك الأهل الأزمة التي قد تستجدّ، وأحاطوا ولدهم بالحنان والعاطفة اللازمة لاستيعاب جميع أسبار التمرّد التي قد تستجد في تصرّفاته ويكون سببها الغيرة من طفل الجيران الثري الذي يملك الألعاب والثياب ويتذوّق الأطعمة اللذيذة. قد يكون التعامل صعبًا للوهلة الأولى في حال وجد الأهل عناءً في تفسير ما حقيقة الأمور لولدهم، لكن لا بدّ للحلول أن تجد طريقها في حال كان الوالدين على قدرٍ يعوّل عليه من الحكمة.


• الألعاب للتسلية لكنها لا تحقّق السعادة
من الضروري أن يعلم الطفل بدايةً أن الألعاب التي يريدها ويحلم بها في يوميّاته لا تؤمّن له السعادة. يعلم ذلك من خلال اختبارٍ شخصيّ يقوم به أحد أفراد عائلته، ويتمثّل هذا الاختبار في مقارنة صريحة بين المرح الذي تحقّقه لعبة بلاستيكيّة، والفرح الذي تؤمّنه عمليّة التواصل مع الأصدقاء والأهل. يحصل ذلك حين تشاركون أولادكم في لعبة الغميضة مثلًا ومن ثمّ تستغلون فرصة لعبته البلاستيكيّة والمبادرة بالسؤال: "ماذا تفضّل الغميضة أم هذه اللعبة؟" الجواب سيكون بالطبع لصالح ألعاب الحركة والمشاركة مع الأصدقاء. من هنا لا بدّ من تكثيف لحظات المشاركة في اللعبين الطفل وأصدقائه لأنها ستنسيه حتمًا تلك القشور التي سيجدها في أولاد الأغنياء ولن يجدها لديه.


• الملابس لا تصنع النجاح
تعتبر الملابس الجميلة عاملًا أساسيًّا يجتذب الأطفال وخصوصًا الفتيات. وفي حال وجد الطفل أن ثيابه لا تليق به إذا ما قارنها بثياب أولاد الأثرياء، فهو حتمًا سيشعر بالنقص والحزن. في هذه الحالة لا بدّ من توجّه الأهل الى مصارحة أولادهم في أن النجاح الحقيقي في الحياة لا يكمن في ارتداء ثوبٍ جديد بل في الاجتهاد المدرسيّ، لأنه السبيل الوحيد نحو لفت الأنظار ونيل التقدير في كلّ الأوقات. وهنا لا بدّ من القول في أن نوعيّة الملابس وكثرتها لا تهمّ، بل انها صنعت كي تقي الإنسان من البرد وتحمي جسده، ولم تأتِ يومًا نتيجة لحبّ الظهور والمفاخرة.


• المأكولات اللذيذة لا تعني أنها مفيدة
في حال وجد الطفل اختلافًا بين الأطباق التي يتناولها وتلك التي يتلذّذ بها ابن جيرانه الثريّ، من الضروري حينها أن يعلم أكثر عن فوائد الأطعمة وأهميّتها الصحيّة، لأن ذلك الأمر عوضًا عن أن يحلّ أزمة الغيرة والرغبة في التماثل، يشجّع الطفل على تناول الأطباق المفيدة للصحّة. ومن أصدق الأمثلة على ذلك، ضرورة مقارنة الأطعمة التي تسبّب تسوّس الأسنان، وتؤدّي الى معاناةٍ كبيرة لدى الطفل مستقبلًا، بتلك التي تساهم في تقوية بنيته الصحيّة وتقيه الأمراض. وهو حتمًا في هذه الحالة سيسلّم رأيه لصالح المأكولات التي يتناولها وسينسى فكرة مقارنة نفسه بالآخرين.