" طفح الكيل " فكان تحذير من بكركي\r\nما بعد نصرالله ... مزيد مما قبله!


بدت مفارقة لافتة غداة الإطلالة التلفزيونية للامين العام ل" حزب الله " السيد حسن نصرالله والتي خصصها للحديث عن ملف الاستحقاق الرئاسي بكل تشعباته وتطوراته في الأشهر الاخيرة تمثلت في تفجير قضية لا صلة مباشرة لها بالملف الرئاسي ولكنها على صلة عضوية بمسألة التوازن السياسي والطائفي التي لا يمكن عزلها عن هذا الاستحقاق العالق . والواقع ان اثارة موضوع التعيينات في وزارة المال من بكركي تحديدا وعقب اجتماع اتخذ طابعا استثنائيا في نهاية الاسبوع ما كان الا ليزيد توهج مسألة التوازنات المفقودة التي يعاني منها المسيحيون عموما وهي نفسها التي رفعت شعارا لإعادة التوازن عبر تفاهم معراب الذي جمع التيارين العوني والقواتي في خانة الترشيح للرئاسة وانما من بوابة المصالحة المسيحية . ولكن الاجتماع الذي جمع في بكركي أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وممثلين عن الأحزاب المسيحية ورئيس مؤسسة لابورا الأب أنطوان خضرا بدا على ما وصفته مصادر قريبة من المجتمعين ل" النهار " بانه نتيجة "الكيل الذي طفح " او النقطة التي فاضت بها كأس القوى المسيحية وكذلك بكركي لجهة الاستهانة بالاحتجاجات المسيحية المزمنة والمستمرة منذ زمن طويل بالخلل الذي راح يتعمق ويتخذ طابعا منهجيا ونمطيا في معظم دوائر الدولة ومؤسساتها ووزاراتها لجهة الافتئات على حقوق المسيحيين في وظائف الفئتين الثانية والثالثة علما ان هذا الملف صار يكتسب اهمية وخطورة لا تقلان عن مسألة التوازن السياسي المختل خصوصا في ظل الفراغ الرئاسي . ولفتت المصادر الى انه لم يكن ثمة رغبة لدى المجتمعين في بكركي في اثارة علنية لهذا الملف خصوصا لجهة المحاذرة من اتخاذ اي صرخة علنية الطابع الطائفي ولو ان متابعة حقوق المسيحيين في الإدارات والوزارات لا تعتبر مسألة طائفية ولا تجري من هذا المنطلق بل من منطلق الحرص على الحفاظ على الميثاقية والتوازن وتجنب محاذير الغبن لدى كل جماعة لبنانية . ولكن ما املى هذا الاجتماع وصدور موقف علني مندد بالتعيينات التي اجراها وزير المال علي حسن خليل خصوصا بتعيينه محمد سليمان ( شيعي ) مكان باسمة أنطونيوس ( مارونية ) جاء في ظل عدم التزام تعهدات من الرئيس نبيه بري شخصيا ومن الوزير الخليل في مجلس الوزراء بعدم المضي في هذه التعيينات ومن ثم وضعها وضع التنفيذ الأولي مع اعداد قرارات الوزير . واذا كان الوزير حسن خليل اصدر بيانا نفى فيه ضمنا هذا الامر فان المصادر نفسها أوضحت ليلا ل" النهار " ان هذا الملف وضع قيد المعالجة ويرجح ان الوزير سيعود عن قراراته ويعالج الامر مع مطلع الاسبوع المقبل .
اما بالعودة الى ملف الاستحقاق الرئاسي فان اصداء مواقف السيد نصرالله امس لم تخرج عن الانطباعات الفورية التي اثارتها هذه المواقف ولا سيما منها لجهة اتساع الاقتناع بان " حزب الله " لا يرغب في انتخابات رئاسية قريبة حتى لو كان المشهد الترشيحي لمصلحته بين حليفيه العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية .وتاليا فان ما بعد مقابلة نصرالله لن يكون الا مزيد من التعطيل . وربما تعين على الحزب ان يتوقف عند اقتصار ردود الفعل على مواقف سيده على التحفظ وإثارة مزيد من الشكوك حول اتجاهات الحزب في حين لم تبرز اي تعليقات بارزة من جانب الحلفاء باستثناء التغريدة السريعة والمقتضبة للنائب فرنجية مساء الجمعة التي وصف فيها نصرالله بانه " سيد الكل " . واذ افادت معلومات ان النائب السابق غطاس خوري زار امس بنشعي موفدا من الرئيس سعد الحريري والتقى فرنجية مطولا في اطار تأكيد استمرار مبادرة الحريري في دعم ترشيح فرنجية فان تعليقين لكل من رئيس " اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب " القوات اللبنانية " سمير جعجع حول كلام نصرالله تقاطعا عند طرح سؤال اساسي مفاده لماذا لا تجري الانتخابات الرئاسية ما دام الحزب يرى مكسبا كبيرا في ترشيح حليفيه عون وفرنجية . ولفت في تعليق جنبلاط قوله " لا نريد ان تنتقل الديموقراطية اللبنانية على هشاشتها رويدا رويدا لتماثل تلك الديموقراطية الايرانية " . اما جعجع فسأل " اذا كان السيد نصرالله يعتبر ان فريقه حقق ربحا سياسيا في الترشيحات الرئاسية فلماذا لا ينزل فريقه الى الجلسة ( الانتخابية ) ويترجم هذا الربح ؟ " .