أنت حيٌ

خوناف أيوب

ترى ما شكلها


تلك التي غازلتكَ أمس
وسرقت نهاري
ليمطر قلبي الغيم
وأندب فيكَ حبّي المتوفى؟
ترى ما شكلها
تلك التي تظلل لكَ الطريق أخضر
وتحلّق بجناحيَّ المسروقتين منذ حبّ
تلك التي
تأتيكَ وتنساني
تلبس ثوبها الأسود وتنساني
تزرع خصلاتها في جبينكَ وتنساني
تذهب من بيتكَ فتبكي لذكرايَ المعلّقة بذراعك
ترى كم يداً لها
حتى حاكت لكَ قصيدة من الدانتيل البني
وأنتَ
أنتَ كيف متَّ في قلبي
وعشتَ في قلب تلك
ووضعتَ قبعةً على رأس المدى
تخاف غيابي آخر الليل
وتزرع الفجر خيانةً
ترى ما طول خصرها تلك
تلك التي تلبس معطفاً في الربيع
وتضحك في الصيف
تضحك وتضحك
وتبتسم أنتَ
كقاتل مربوط بحبل الرحيل
كأنكَ لستَ أنتَ
كأنكَ لم تكن أنتَ
حزينةٌ ليلتي
أعلم جيداً أنكَ لم تبقَ هنا
وأبحث عنك
هنا وهناك وهنا
أتدري سألتُ الجيران عنك
فضحكوا وأشفقَ بابهم عليَّ
ولم أتب، ولم أخجل،
ثمّ سألتُ عنكَ طفلة صغيرة مرّت بشارعنا
تركت ألعابها وارتمت في حضني تبكي
اعتقدتْ أنكَ ميت
وأنتَ حيٌّ
حيٌّ في مكان ما
ولكن، ليس هذا المكان.


* شاعرة كرديّة سوريّة من القامشلي.