ماذا تخبئ عاصفة "Thalassa" بعد "Ursula"؟

نيكول طعمة

في اليومين الماضيين عجّت مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية بأخبار تُنذر اللبنانيين بعاصفة ثلجية ستضرب لبنان بدءاً من مساء السبت المقبل وتستمر حتى الخميس 28 الجاري. وصفها البعض بأقوى عاصفة يشهدها لبنان منذ 1992، وحذّر البعض الآخر الناس من ترك منازلهم لما ستخلفه من أضرار بفعل حجمها وقوتها... فهل لبنان فعلاً أمام عاصفة ثلجية غير مسبوقة؟


كثيرة هي المعلومات أو الشائعات عن أجواء الطقس السائد في فصل الشتاء، غير أن الأجوبة الموثوقة عن هذا الموضوع يطلعنا عليها الخبراء مثل رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت. المهندس عبد الرحمن زواوي. يؤكد زواوي عبر "النهار" أن لبنان "أمام عاصفة ثلجية تبدأ ليل السبت الأحد 23- 24 الجاري، وليس صحيحاً أنها غير مسبوقة، بل هي شبيهة بسابقاتها "زينة" التي ضربت لبنان العام المنصرم، إلا أن ميزتها في الكتل الهوائية الشديدة البرودة التي ستستمر لفترة طويلة". وهل ستكون من العواصف التي لم يشهدها لبنان منذ 1992 حتى اليوم؟ "لا أحد يعلم بهذا الأمر"، يجيب، "لأننا نملك من المعلومات فقط مصدر العاصفة، قوتها، حجم الكتل الهوائية الباردة فيها ومدتها الزمنية".
"Thalassa" بعد "Ursula"؟
"Thalassa" اسم العاصفة الجديدة المرتقب وصولها إلى لبنان بعد "Ursula" الأخيرة. لماذا أُطلق عليها هذا الإسم؟ "Thalassa" كلمة يونانية ومعناها البحر، "والهدف من هذه التسمية"، يقول زواوي، "إننا نتوقع في المرحلة الأخيرة من العاصفة احتمال أن يلامس الثلج البحر".
ويشرح مراحل العاصفة الجديدة، موضحاً أن المرحلة الأولى، ستكون عبارة عن منخفض جوي مسحوب بكتل هوائية باردة تبدأ بالسيطرة على لبنان بدءا من مساء السبت المقبل، يترافق ذلك مع انخفاض في درجات الحرارة وكتل هوائية رطبة. وتتساقط الثلوج على مرتفعات منخفضة تصل إلى حدود 1000 متر في المرحلة الأولى، وإلى 600 متر في المرحلة الثانية، "لهذا السبب نتكلم عن عاصفة ثلجية، لكن من دون اشتداد في سرعة الرياح".
إذاً، في المرحلة الأولى، يؤدي المنخفض الجوي الى تساقط الأمطار مع انخفاض في درجات الحرارة، على أن يبدأ تساقط الثلوج ليل السبت الأحد على ارتفاع 1200 متر وما فوق، لكن من دون اشتداد في سرعة الرياح. وترتكز Thalassa أكثر على العاصفة الثلجية، على عكس ما شهدته عاصفة Ursula الأخيرة التي وصل معدل سرعة الهواء فيها إلى 110 كلم في الساعة، "لهذا السبب ستكون الأمطار غزيرة، أما يوم الأحد فسيشهد إنخفاضاً إضافياً ومستمراً في درجات الحرارة بسبب الكتل الهوائية الباردة التي مصدرها شمال أوروبا، وتتجه تدريجاً صوب حوض البحر المتوسط في شكل مستمر ما يؤدي إلى تدفق الثلوج على ارتفاع 800 متر". ويعتقد أن يوم الأثنين 25 الجاري سيكون الثلج على ارتفاع 600 متر، وربما 400 متر يوم الثلثاء 26، على أن تنحسر موجة تساقط الثلوج مساء الثلثاء مع كتل هوائية باردة ناشفة، لكن مع احتمال حصول جليد مع هواء شمالي غربي يومي الأربعاء والخميس.
وعن معدل المتساقطات يقول إنها بلغت منذ أيلول الماضي وبعد عاصفة Ursula إلى اليوم، 370 ملليمترا بينما كان المعدل في الشهر عينه من العام الفائت 500 ملليمتر والمعدل العام 450 ملليمتراً"، متوقعاً أن نقترب بعد عاصفة Thalassa من معدل العام الماضي".
لا داعي للقلق؟
صحيح أن لبنان سيكون في نهاية الأسبوع أمام عاصفة ثلجية شديدة البرودة ولكنها شبيهة بعواصف سابقة مرّت على البلد، يقول زواوي، داعياً المواطنين الى عدم القلق سوى أخذ الحذر من سلوك الطرق الجبلية، مرجحاً قدوم عاصفة أخرى في 30 الجاري من دون التطرق إلى تفاصيلها... والعلم الأكيد يبقى في طيات الغيب.
nicole.tohme@annahar.com.lb
Twitter: @NicoleTohme