من الخامسة عصراً إلى السابعة مساءً

جوان سوز*

إلى لا أحد


5:00
كان الانتظار طويلاً في منزل صديقي الذي يعمل بالبناء. قلبي يخفق مع عقارب الساعة البطيئة. يدي تشتاق إلى يدكِ وأنتِ تسحبينها من خلف الكرسيّ كلما كنا معاً في سيارةِ أجرة. كانت عيناي تشتاقان إلى عينيكِ وأنتِ تحملين نظارتي في يدكِ. أصابعي تحلم أن تكون ذهبية في الصالون المطلّ على مولّدات الكهرباء حتى مرّت ساعة كاملة من زمننا الرديء هذا.
6:00


خرجتُ من البيت بكامل أناقتي، أرتدي بلوزتي التي أشتراها لي صديقي نزار وبنطالي البني الذي أشتريته منذ سنتين في أنطاكيا. في حقيبتي مجموعتكِ الشعريّة التي لم ترَ النور بصحبة أخطائكِ النحوية والإملائية التي تتقلّص كلّ يوم.
6:05
في صالون الحلاقة الذي يقع أسفل منزل صديقي تماماً، كنت أسرّح شعري الطويل. شعري الذي لم تسقط شعرة واحدة منه إلّا في غيابكِ. أتذكّر جيداً ماذا قال لي صديقي الروائي حينما ذكرتُ له أنّ إحدى حبيباتي، ستمضي قريباً مثل أشيائي كلّها.
6:10
في تاكسي الأجرة نحو منزل صديقتكِ قرب فرن المعجّنات، كنتُ أدخن وأتلهّف إلى رؤيتكِ من نافذة بيتها الصغير.
6:15
أقرع باب صديقتكِ. "أهلاً صهري"، قالتها صديقتكِ وهي تبتسم لي. في الصالون الكبير حيث تمدّين يدكِ لي، بينما تمضي صديقتكِ إلى المطبخ، لأحضنكِ هناك، كما لو أنّكِ كنت ستهربين منّي تلك اللحظة.
6:20
كنتُ أقبُّلكِ بشغف. لا أدري كيف تذكرتُ صديقي سوار وأنتِ تسحبين يدي اليمني إلى نهدكِ الأيسر من أسفل قميصكِ البني. حقاً لم أعد أتذكّر أين كان يسبح لساني في تلك اللحظة.
6:25
نهرب معاً من الصالون إلى غرفة النوم، وأحضنكِ أمام المرآة. ليتني أتذكّر الآن كيف كان وجهي، وكيف كنتِ واقفة إلى جواري، وكيف حملتكِ بين يديَّ إلى السرير، السرير الذي تنام عليه صديقتكِ بصحبة زوجها الذي يعمل في التلفزيون.
6:30
كنتِ تقولين لي أحبُّكَ وأنتِ تفتحين أزرار قميصي. كنت أحبُّكِ أكثر وأنا أفعل كذلك. ليتني أتذكّر لون حمّالة صدركِ السوداء ذلك اليوم وألوان أزرار قميصكِ البني. ليتني لم أنسَ شيئاً في غرفة النوم.
6:45
سأقفل الباب بالمفتاح. قلتُ لكِ هذا وكنتِ ترفضين ذلك. لقد انتصرت شقاوتي عليكِ وأغلقت الباب خلفي، حتى وجدت نفسي مرة أخرى، لكن إلى الآن لم أعرف أين؟
7:00
كتبتُ هذا النص في يومي الأخير مع شاعرة كرديّة.



* كاتب وصحافي كردي سوري.