مراكش 15: "النجمة الذهب" في يد فرنسيس كوبولا!

انطلق منذ أيام مهرجان مراكش السينمائي، أكبر منصّة للفنّ السابع في المغرب، ببرنامج حافل، وكالعادة، تتركز قوة هذه الدورة الـ15 (يستمر الى 12 الجاري) على الضيوف الذين تحتضنهم المدينة القرميدية الساحرة طوال تسعة أيام متتالية.


فرنسيس فورد كوبولا يترأس لجنة التحكيم. المخرج الأميركي الكبير الذي سبق أن زار مراكش مرتين، الأولى عام 2002، يوم تم تكريمه، والثانية عندما قدّم درساً في السينما قبل خمس سنوات. يجمع كوبولا تحت جناحه أسماء مهمة عدة: الممثل الايطالي سيرجيو كاستيلليتو، المخرج والممثل الهولندي انطون كورباين، المخرجة اليابانية ناومي كاوازيه، المخرج الدانماركي توماس فينتربرغ، المخرج الفرنسي جان بيار جونيه. هذا ليس كل شيء. فهناك أيضاً لجنة تحكيم موازية نجد فيها كلاً من جواكيم لافوس وفاليريا بروني تيديسكي وآخرين.
ثلاثة من كبار السينمائيين يحضرون الى المهرجان لتقديم درس في السينما: عباس كيارستمي، فاتي أكين وبارك تشان ووك. التكريمات تتوالى أيضاً جرياً للعادة في هذه التظاهرة التي تأسست غداة هجمات 11 أيلول الارهابية، وهي كانت دائماً محل نقد لاذع في الصحافة المغربية لطابعها الفرنسي. من المكرمين هذه السنة: الممثلان الأميركيان بيل موراي وويلَم دافو ومدير التصوير المغربي كمال الدرقاوي. هذه الدورة هي كذلك أول دورة يتسلمها المدير الجديد للمركز السينمائي المغربي الفاسي الفهري، بعد مغادرة الأب الروحي للسينما المغربية الحديثة نور الدين الصايل منصبه كمدير فني للمهرجان. "مراكش" يقدم أيضاً هذه السنة اطلالة على السينما الكندية، من خلال عرض عدد من أحدث انتاجاتها. في هذا الاطار، يُعرض آخر أفلام المخرج الكندي الأرمني آتوم ايغويان، "تذكر"، عن رجل عجوز ناجٍ من الهولوكوست يبحث عن عائلته.
93 فيلماً من 33 دولة شقت طريقها الى مراكش، وتُعرض في ثلاثة أقسام رئيسية: المسابقة وخارجها، وقسم "نبضة القلب". افتتح المهرجان بـ"روك القصبة" لباري لافينسون، فيلم من بطولة بيل موراي، المكرم خلال أمسية الافتتاح. مدير أعمال أحد المغنين يسافر الى أفغانستان مع زبونه. خلال سفره، تلتقي طريقه بطريق مراهقة صاحبة صوت ساحر فيرافقها الى كابول، حيث تجري مباراة متلفزة لاختيار صوت مميز. في الختام، الذي يجري في الـ12 من الجاري، تتحفنا ادارة المهرجان باختيارها واحداً من أفضل أعمال هذه السنة: "كارول"، لتود هاينز الذي عُرض في مهرجان كانّ الأخير. في نيويورك، في أحد أيام شتاء 1952، تدخل كارول (كايت بلانشيت) متجراً لشراء هدية في مناسبة حلول عيد الميلاد. تلتقي عينها عين البائعة (روني مارا التي فازت بجائزة التمثيل في كانّ وقد يتم ترشيحها لـ"الأوسكار")، المتحدرة من بيئة متواضعة. انها تيريز التي ستحبّها كارول، على رغم التباعد في كلّ شيء، المستوى الاجتماعي والعمر واختلاف النقطة التي منها تنظر كلّ منهما الى الحياة. انه الحبّ من النظرة الأولى في هذه الأفلمة لرواية باتريشيا هايثميث التي نُشرت في العام 1952. السؤال المطروح هنا: الى اي مدى يسمح مجتمع الخمسينات الذي سبق ان صوّره هاينز في "بعيداً من الجنة"، بعلاقة ممنوعة، وكم ستدفع المرأة ثمن هذا الحب؟
15 فيلماً تتنافس على "النجمة الذهب"، جائزة المهرجان الكبرى، سبعة منها عروض عالمية أولى. ثلثا أفلام هذه المسابقة الرسمية هي إما العمل الأول وإما الثاني لصاحبه. هكذا كانت دائماً المسابقة في مراكش، منفتحة على التجارب الفتية. تشارك السينما اللبنانية في المسابقة الرسمية بـ"فيلم كتير كبير"، اخراج مرجان بو شعيا الذي يُعرض حالياً في الصالات اللبنانية. والحقّ ان هذا العمل اللافت كان احدى مفاجآت هذه السنة. بو شعيا البالغ من العمر 26 عاماً يضع هنا مولوده السينمائي الأول ويلفّ به مهرجانات عدة، أبرزها تورونتو حيث كان عرضه العالمي الأول، فلندن وتسالونيك وصولاً الى مراكش ودبي. انها حكاية تاجر مخدرات وضيع يدير محلاً للبيتزا مستخدماً اياه لتغطية نشاطه غير المشروع. بقدرة قادر، يتحول هذا التاجر الى السينما، فيُجبَر على تصوير فيلم كي يستفيد من بكراته لتمرير المخدرات عبرها. يشارك في الفيلم مارسيل غانم عبر برنامجه "كلام الناس"، ما يتيح للمخرج مجال التأمل في موضوع التلاعب الصوري، راصداً تفاصيل البيئة التي تجري فيها الحوادث (الدكوانة).


hauvick.habechian@annahar.com.lb