المعادلة الجديدة R-S

سعد بن عمر- كاتب سعودي

بعد بداية الثورة السورية بثلاثة اشهر قابلت احد اركان النظام السوري الخمسة الكبار وطرحت عليه السؤال التالي :


لماذا لا تضع سوريا يدها بيد السعودية؟ ستقوم المملكة بمساعدة سوريا اقتصادياً وستهبط المشكلات الى رقم صغير جداً وتحل المشكلات السياسية ويسمح بانشاء احزاب وتتفتت الأصوات وينشغل الجميع بالتنمية.
فأجاب – وهو لا يزال في السلطة الى الآن- " لا يوجد لدينا ظهر".


 


وبعد أعوام والفتنة تطحن في بلاد الشام، لم يبقَ شيخ أو وليد أو امرأة أو رجل الا ولطمته، ولا صغير او كبير الا ومرّت من أمامه بالكوارث والاحزان، ولم يتبقَ من نواحي الحياة اليومية في شامنا العزيز الا وعرفت التدمير إما كلياً أو جزئياً، ولم يبقَ من أمم الارض الا وحضر الى هذه البلاد اما ذابحاً او رامياً او متجسساً او واغلاً في الدم السوري باي جهة، سواء كان حزبياً او ممثلاً لجماعة او مرسلاً من دولة، وها قد تحقق (الظهر) وأجبرت تركيا الروس على ان ينزلوا في ارض الشام، فبعد الطائرات أتت صواريخ "400 – س" ثم حظرت المقاتلات الحامية للطائرات المهاجمة وغداً نرى أفراد القوات الخاصة لإنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم، فماذا بقي وما هي الحاجه إذن لحزب الله و"لواء العباس"...
لم يبقَ للاعب السوري الا ان يعود الى المربع الاول ما دام أنه ضمن (الظهر)، فهل تؤدي السياسة لعبتها الواقعية ويعود الأسد عن اولئك الذين بوجودهم توافد الناس من كل حدب وصوب لقتالهم، وقامت الثورةعليه كواحد من الأسباب الرئيسية لنقمة الشعب السوري.



اعتقد أنه لم يعد هناك أي مبرر للحروب، فالعودة الى جادة الصواب أسلم لإنقاذ هذا الشعب الذي كتبت عليه المحن منذ خمس سنوات حتى تشرد على الشطآن وطرقات أوروبا، والله اعلم كم تعاني الحرائر في هذه الأماكن من المضايقات والمتاعب.
ان اقصر الطرق ليست طرق فيينا او موسكو اوباريس، ان الطريق الى الرياض أسرع واقرب واسهل وأضمن مما يتخيّل البعض.