"غرينبيس": الإتفاق النووي المصري الروسي خطير ويفتقر إلى المسوؤلية

اعتبرت غرينبيس المتوسط الإتفاق المصري الروسي الذي أعلن مؤخراً لبناء شركة روساتوم التابعة للدولة الروسية محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة شمال مصر، قراراً خطيراً ويفتقر إلى المسؤولية ولا حاجة له، نظرا لثروات مصر الكبرى من الطاقة المتجددة.
وقال سؤول حملات العالم العربي في غرينبيس المتوسط جوليان جريصاتي: "مصر بلد يملك مخزونا هائلاً من الطاقة المتجدّدة، يكفي لضمان أمنها الطاقوي واستقلاليته إلى ما لا نهاية لتلبية حاجات سكانها. ونظراً إلى أن توليد الطاقة المتجدّدة أكثر أمانا وأقل كلفة وأنظف من الطاقة النووية بكثير، يبدو هذا القرار غير منطقيّ على أقلّ تقدير".
ويشكل هذا الإتفاق خطوة كبرى إلى الخلف لقطاع الطاقة المصري. فمحطات الكهرباء النووية تعتبر من أكثر تكنولوجيات الطاقة كلفة في القطاع. وتقدّر تكلفة آخر مشروع مماثل في بريطانيا بـ37 مليار دولار أميركي على الأقل لبناء مفاعلين فقط (1). كما ما زالت الحلول المثبتة معدومة لمواجهة مخاطر النفايات النووية والتهديدات المختلفة الناجمة عن حوادث غالباً ما تشهدها محطات الكهرباء النووية.
كما أن اللائحة الطويلة من الحوادث والكوارث أثبتت مع السنوات أن الطاقة النووية قذرة وخطيرة. فخطط مصر لبناء مصنع كهرباء نووية تعود إلى الثمانينيات، لكنها علّقت بعد كارثة تشرنوبيل، وأعيد إحياؤها في 2006. كما أن سجلّ روساتوم والصناعة النووية الروسية سيئ جدّاً من حيث التأخير والتكاليف المفرطة والتلوّث والحوادث والفساد (2).
وقالخبير الطاقة في غرينبيس روسيا فلاديمير شوبروف ان "الصناعة النووية ما زالت عاجزة عن حل مشاكلها الرئيسية، كالنفايات المشعّة، ومخاطر تكرار حوادث مثل تشرنوبيل (أوكرانيا) وفوكوشيما (اليابان)". وأضاف ان "الحلّ الأفضل هو تحسين طرق استخدامنا لأضخم مفاعل متوفّر، أي الشمس التي تضم وقوداً كافياً للعمل على مدار الساعة ولسنوات عديدة، ويبقي نفاياته النوويّة بعيداً. نريد من قادتنا أن يستيقظوا ويبعدوا تفكيرهم عن الوقود الأحفوري الجوفي ووقود اليورانيوم ويبحثوا عن الطاقة المتجددة حولنا".
وأضاف جريصاتي "اليوم لم يعد هناك شكّ على الاطلاق في أن الخطر الأكبر الذي يهدد كوكبنا هو تغيّر المناخ، والطاقة النووية ليست حلاً له. فهي ليست اكثر من تضليل باهظ الكلفة. الحل الحقيقيّ الوحيد هو أن يبتعد العالم أجمع تدريجيّاً عن الوقود الأحفوري بكافة أنواعه، بما فيها الغاز الطبيعي، وينتقل إلى طاقة منتجة 100% من موارد متجدّدة مع حلول العام 2050. وهذا ليس حلماً، بل هو واقع ممكن التحقيق" (3).