تونس في حرب مع الإرهاب \r\nاستهداف حرس الرئاسة بعد السياحة

مرة جديدة يضرب الإرهاب قلب العاصمة التونسية، مستهدفاً هيبة الدولة هذه المرة بعدما أصاب السياحة سابقاً، إذ قتل انتحاري 14 من رجال الأمن الرئاسي وأصاب 20 آخرين في تفجير لحافلة كانت تنقلهم.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية التونسية: "استشهد 12 من أعوان الأمن الرئاسي وأصيب 16 آخرون في انفجار باص قرب شارع محمد الخامس" الرئيسي وسط العاصمة التونسية.
وصرح الناطق باسم الرئاسة معز السيناوي أن الباص التابع للأمن الرئاسي استهدف بـ"اعتداء". وأشار الى مقتل 14 رجلاً. وفي كل الأحوال، يُعتقد أن أحداً لم ينج. وتحدثت مصادر أمنية عن تفجير انتحاري نفسه لدى مرور الباص.
وروى صحافيون أن الحافلة تفحمت جزئياً، وشوهدت في المكان سيارات إسعاف ورجال أمن. وقال موظف يعمل في مصرف قريب إنه "سمع دوي انفجار قوي" ثم رأى النيران تشتعل في الباص.
وتفقد رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد ووزير الداخلية ناجم الغرسلي مكان الانفجار. واجتمع رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر مع رؤساء الكتل النيابية. وقطعت قوى الأمن الطرق المؤدية إلى المكان ومنعت مرور السيارات والمارة.
واتخذت السلطات بعض التدابير الأمنية مثل إقفال مطار قرطاج الدولي حيث منع المسافرون المغادرون والقادمون من الخروج من بهو المطار وسط تعزيزات أمنية مشددة.
ورفعت وزارة الداخلية التونسية حال التأهب إلى الدرجة القصوى ومنحت قوى الأمن مزيداً من الصلاحيات بعد التفجير.
وفي كلمة مقتضبة، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي "الحرب على الإرهاب"، داعياً إلى اجتماع طارئ للأجهزة الأمنية صباح اليوم. وقال :"نحن في حال حرب على الإرهاب وسنباشر هذه الحرب بما يجب من عتاد وعدة ورجال، والنصر سيكون حليف تونس. إننا الآن أمام حرب لها أبعاد دولية، والحكومة منكبة منذ مدة لضبط استراتيجية جديدة لمقاومة الإرهاب بناء على هذه المستجدات".
وقرر فرض حال الطوارئ مدة شهر ومنع التجول في العاصمة حتى الخامسة من صباح اليوم الأربعاء. وتعهد توفير "ما يلزم من عتاد لمواجهة الإرهاب"، ناعياً القتلى الذين سقطوا في "ساحة الشرف".
وهذا الهجوم الثالث الكبير في تونس هذه السنة، إذ قتل مسلحون 21 سائحاً في هجوم على متحف باردو في تونس، وأردى مسلح 38 شخصاً على شاطئ أحد فنادق سوسة، وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" الهجومين.
وجاء الهجوم بعدما كثفت سلطات الأمن انتشارها في العاصمة بعد هجمات باريس، وعززت الإجراءات الأمنية في محيط السفارة الفرنسية.


فرنسا وبلجيكا
وبينما لا تزال فرنسا تحت صدمة هجمات 13 تشرين الثاني، ساد الرعب بلدة روبيه الشمالية المجاورة للحدود مع بلجيكا حيث احتُجز رهائن قبل أن يتبين أن العملية ليست على صلة بالإرهاب.
وبعد نحو ساعة من الغموض، أفادت مصادر في الشرطة الفرنسية أن حادث احتجاز الرهائن جنائي ومرتبط بعملية سطو. وسُمع إطلاق نار كثيف، وأفيد أن هناك أولاد جرحى بين الرهائن.
وفي وقت سابق، أعلن القضاء الفرنسي أن عبد الحميد أباعود الذي يشتبه في انه مدبر هجمات باريس كان يريد تنفيذ عملية انتحارية مع شريك له في الاسبوع الذي يلي في حي لاديفانس للأعمال قرب العاصمة الفرنسية.