في سبلين... النفايات تفرق بين ابناء القرية الواحدة

تتكرّر عملية قطع طريق سبلين من قِبل أهالي وادي الزينة الذين هم ضمن النطاق العقاري لبلدية سبيلن وكان آخرها اليوم عندما قطع اهالي وسكان منطقة وادي الزينة طريق عام وادي الزينة-سبلين احتجاجا على تراكم النفايات وعلى" تقاعس بلدية سبلين عن ايجاد حل لهذه المشكلة في منطقة وادي الزينة"، واعتصامهم وسط الطريق ومنعهم السيارات والشاحنات من العبور رافعين اللافتات المُنددة ب"اهمال البلدية". ومطالبتهم جمع النفايات من شوارع وطرقات وادي الزينة اسوة بطرقات بلدة سبلين الضيعة، معتبرين أن " تكدس النفايات في الشوارع هو عقاب للاهالي بعد ان اقفلوا مكب البلدية منذ ما يقارب الاسبوعين ومنعوا رمي النفايات وحرقها فيه".
وما بين إقفال أهالي منطقة وادي الزينة للطريق منذ ثمانية أيام وكان الذي كان آخرها اليوم وما بين إقفالهم منذ عشرة ايام لمكب النفايات الذي إعتمدته البلدية (سبلين) على مشارف إحدى الوديان بين بلدتي سبلين والوردانية، وعدم قيام الدولة بإيجاد الحل لمشكلة النفايات ضاقت شوارع وادي الزينة بالنفايات، مما حدا بالأهالي لا سيما في شارع جنبلاط الى إتهام رئيس بلدية سبلين بمعاقبتهم لأنهم أقفلوا المكب الذي كانت تُحرق فيه النفايات. إلا أن رئيس البلدية محمد خالد قوبر أوضح ل "النهار" أن المكب الذي تمّ إقفاله كان حلاً مؤقتاً في إنتظار الحل الشامل لمشكلة النفايات، وأن هناك مفاوضات لإعادة فتحه بعد أن أعلن المعتصمون السبت الفائت بأنهم حلّوا إعتصامهم. مؤكداً أن الإعتراض كان على عميلة حرق النفايات. مشيراً الى أن قطع الطريق بين الحين والآخر أمام العابرين من وإلى عشرات البلدات في إقليم الخروب أمر مشين ولا يقبل به أحد وهو برسم الأجهزة الأمنية.
وفي وقت أعلنت البلدية أن هناك 18 طنا من النفايات اليومية من ساحل سبلين ومنطقة وادي الزينة وأن هناك أقل من طنين من سبلين ألأم أي القرية، تبقى النفايات مكدّسة في شوارع المنطقة لا سيما وادي الزينة وشارع جنبلاط وما يتفرع منه، فيما المكب الذي إستحدثته البلدية مع بدء أزمة النفايات مقفل بجرافة لا تزال حتى الساعة. أمّا الشيء الوحيد الحاضر الناضر هو الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات المُكدسة في معظم شوارع وادي الزينة، والتي تقاذف مسؤولية تراكمها البلدية وسكان المنطقة.
رئيس بلدية وادي الزينة محمد خالد قوبر قال ل"النهار": " منذ ما يقارب ال 15 يوماً اقدم مواطنون من شارع جنبلاط – رفيق الحريري على إقفال المكب الذي إستحدثته البلدية من خلال إعتصامات متتالية أمام موقع المكب، ومع العلم أنهم أعلنوا أنهم فكّوا اعتصامهم، كما أُبلغنا من قبلهم السبت الماضي، إلا أنه في ذاك النهار لم يكن هناك من مجال للتفاوض مع هؤلاء لأن بعضهم كان مُتشددا في مواقفه لجهة إعتراضه على حرق النفايات التي كنا نقوم بحرقها وكميتها كبيرة وتبلغ 20 طنا يومياً. في الحقيقة جرت إتصالات مع البعض من المعتصمين الذين يبادرون حتى الساعة بقطع الطرقات بالرغم من أن هذا العمل ليس بالمحسوب نهائياً وليس صحيحاً بأن تقطع الطريق امام 25 بلدة وقرية من إقليم الخروب، هذا غير مقبول وليس حضارياً وهو مُشين وليس منطقياً من اي طرف ٍ كان. هناك مشكلة على صعيد الوطن بالنسبة لمسألة النفايات".
وناشد قوبر الدولة بالإسراع بالبت بموضوع أزمة النفايات "لأن البلديات هي عاجزة بحد ذاتها عن معالجة هذه الأزمة على المدى الطويل". وقال:" نحن عالجنا هذه الأزمة بشكلٍ مؤقت وإن شاء الله يعطينا القدرة ان أُكمل في الشهر القادم لكن أكثر من ذلك لن يكون بإستطاعتنا".
وقال:" لا شك أن المكب الذي إستأجرناه هو قريب من مناطق سكنية وبالطبع هناك متضررون منه، هناك لا شك فئة متضررة من هذا المكب، لكن يبقى هناك فرق بين الضرر الشامل، إذ هناك ما يقارب 250 مستوعبا في تلك المنطقة (وادي الزينة) ويتم حرقه، وبين ما كنت اقوم به كبلدية بأن أقوم بتدمير هذا المكب بطريقة معينة بأن أشعل في النهار وأُطفىء في الليل حتى لا يتأذى أحد. إلا اننا فوجئنا بالإعتراضات وبإقفال المكب حتى تاريخه أي منذ ما يُقارب العشرة ايام. ولهذا فإن تراكم النفايات في الشوارع اليوم ليس مسؤولية البلدية بل مسؤولية إقفال المكب. اليوم هناك تفاوض مع صاحب الأرض، موقع المكب، ومع الجهات المتضررة من هذا المكب لمعالجة المشكلة".
وأوضح قوبر:" إن النفايات متراكمة في شوارع وادي الزينة وقامت البلدية برش الكلس والمبيدات بمساعدة إتحاد بلديات المنطقة".
إيلينا سروجي مقيمة في منطقة وادي الزينة قالت ل"النهار": "إن ما نتعرض له اليوم هو أن النفايات تتكدس على الطرقات في غياب أي إتصال أو علاقة مع رئيس البلدية. وحاولنا ان نرفع النفايات من على الطرقات إلا انه واجهنا بعدم رفعها بسبب إستمرار الإعتصام الذي يُشكل خطرا عليه. ولذلك نرى أن تراكم النفايات يزداد يوما بعد يوم وليس هناك من حل لديه سوى الحرق إلا أن المكب أُقفل، ولم يبقى هناك من مكب، خصوصاً وأن نفايات شحيم والوردانية كانت تُرمى في هذا المكب وقد قطعت النفايات الطرقات".
أما بشار بحسون وهو طالب جامعي وناشط بيئي ومُقيم في وادي الزينة أيضاً قال ل"النهار": " إن النفايات ملأت الطرقات وعندما هطلت الأمطار توسّعت رقعة النفايات على طرقات المنطقة. رئيس البلدية قال أن هناك 18 طن يوميا من النفايات في المنطقة، إلا أنه لا يوجد غير طن واحد من النفايات اليومية في هذه المنطقة. وعندما أقفلنا هذا المكب الذي إستحدثه والذي كان يقتلنا بروائحه، قال لنا هذا عقابكم: الزبالة على طرقاتكم، في وقت إن نفايات أعالي المنطقة والمناطق المجاروة تُرمى، لكن أين لا نعرف!".
وختم:" إن الحل لن يكون من هذه المنطقة بل سيكون على صعيد الوطن، إلا اننا والبلدية نستطيع أن نقوم بعمليات فرز، اي أن يبدأ الحل من المنازل وستستطيع البلدية من جني المبالغ من وراء ذلك. الحل سيكون عبر الفرز من المصدر وليس بالحرق".