انتحاريو باريس... جذور جزائرية ومغربية وسورية ومشاكل قضائية في فرنسا وبلجيكا

م. ف.

تتقدم التحقيقات في هجمات باريس التي أوقعت 129 قتيلا سريعاً. هويات خمسة من الانتحاريين السبعة الذين فجروا نفسهم الجمعة صارت معروفة، وصور العقل المدبر المفترض لهذه الهجمات استأثرت بحيز واسع من وسائل الاعلام الغربية .هذا فيما تستمر العمليات الامنية الواسعة في كل من فرنسا وبلجيكا.


العقل المدبر للهجمات هو على الارجح عبدالحميد ابو العواد ، وهو بلجيكي في السابعة والعشرين من عمره. ذهب الى سوريا عام 2013، وارتقى ، على غرار الفرنسي سليم بن غالم، سجان الصحافيين الفرنسيين الاربعة الذين اخذوا رهائن من حزيران 2014 وحتى نيسان 2014، سلم القيادة داخل "الدولة الاسلامية".وكلف مهمة تدريب الجهاديين على التخطيط لهجمات في اوروبا.


ذو لحية طويلة سوداء ينشط في الرقة منذ ظهر في شريط فيديو مرعب يقود سيارة رباعية الدفع تجر جثثاً عدة.وهو مقرّب من صلاح عبدالسلام (26 سنة)، أحد المشاركين المفترضين في هجمات باريس والذي صدرت في حقه مذكرة توقيف دولية الاحد.


وأفادت مصادر استخباراتية فرنسية وغربية أن أبو العواد كان في الاشهر الاخيرة على اتصال مع أيوب الخزاني ، منفذ الهجوم على قطار تاليس الذي كان يقوم برحلة بين أمستردام وباريس في 21 آب.و أشارت مصادر أخرى أنه أقام اتصالات أخرى مع سيد أحمد غلام، الطالب الجزائري البالغ من العمر 24 سنة والذي كان يخطط لهجمات على كنائس في فيلجويف بمنطقة فال- دو- مارن في نيسان.ويبدو شبه مؤكد بالنسبة الى المحققن أن أبو العواد يعرف مهدي نموش، منفذ جريمة المتحف اليهودي في بروكسيل في 24 أيار 2014 ، وأنه مر بحي مولنبيك ببلجيكا لدى عودته من سوريا.


هو ابن مهاجر مغربي نشأ في ضاحية مولينبيك سان جان المتعددة الاتنية في ضواحي بروكسيل ويحمل الجنسية البلجيكية. معروف أبو عمر السوسي ومتحمس للجهاد الى درجة أنه شجع اخاه الصغير يونس البالغ من العمر 15 سنة للانضمام اليه في سوريا قبل أشهر.


وتشتبه السلطات البلجيكية في أن ساعد في تنظيم خلية ارهابية وتمويلها في مدينة فرفييه البلجيكية.والخلية التي فككت في غارة للشرطة في كانون الثاني 2015 قتل فيها اثنان من المتآمرين معه.


وفي شباط، قال أبو العواد لمجلة "دابق" التي يصدرها "داعش" ، إنه عاد سرا الى بلجيكا لقيادة الخلية الارهابية ثم فر الى سوريا بعد الغارة، على رغم بث القنوات التلفزيونية صورته في نشرات الاخبار. وتباهى بأن شرطياً أوقفه وحدق به" كأنه يقارن بين وجهي والصورة ،الا أنه تركني أرحل لانه لم يلاحظ الشبه".


وشوهد أبو العواد في فيديو يقود شاحنة تنقل جثثا مشوهة الى مقبرة جماعية في سوريا على الارجح.


الانتحاريون الخمسة
أما الارهابيون المفترضون الذين أمكن تحديد هوياتهم، فهم ابرهيم عبد السلام (31 سنة) وسامي أميمور ( 28 سنة) وعمر اسماعيل مصطفى وأحمد المحمد وبلال حادفي وصلاح عبدالسلام.


ابرهيم عبدالسلام هو الذي فجر نفسه في "كو نتوار فولتير" ، المقهي الواقع في الدائرة الحادية عشرة. من سكان مولنبيك ايضاً ومعروف لدى اجهزة الاستخبارات البلجيكية ، لكن الشرطة الفرنسية لم تبلغ اي شيء عنه. استأجر هذا الرجل باسمه احدى السيارات التي استخدمت في هجمات باريس، وهي سيارة "سيات " سوداء عثر عليها في مونتريه وفيها ثلاث بنادق كلاشنيكوف مع خمسة مخازن ذخيرة (أمشاط) محشوّة و11 فارغة.


سامي عميمور مولود في باريس ولكنه عاش في دراسي بمنطقة سين- سان- دوني.قتل في الهجوم الذي نفته قوى الامن ليل الجمعة-السبت على باتاكلان، بعد احتجاز الارهابيين الرهائن.اسمه معروف لدى القضاء منذ 19 تشرين الاول 2012 عندما اتهم بعلاقته ب "جمعية اجرامية ارهابية" اذ كان يستعد للمغادرة الى اليمن.انتهك مراجعته القضائية في خريف 2013 وصدرت في حقه مذكرة توقيف دولية في السنة التالية.
ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن أفراد من عائلته التقتهم قبل اسابيع في اطار تقرير صحافي أن عميمور غادر الى سوريا في ذلك الوقت، وكان لا يزال فيها في صيف 2014 وحتى أنه تزوج هناك.


مصطفى
عمر اسماعيل مصطفى الذي فجر نفسه في مسرح "باتاكلان" هو الارهابي الاول تحدد هويته بفضل اصبعه المقطوعة. في التاسعة والعشرين من مواليد كوركورون بمنطقة الاسون الفرنسية وذو جذور جزائرية.معروف لدى اجهزة الشرطة إذ دين ثماني مرات بجرائم حق عام بين 2004 و2010.وفتح في حقه ملف "أس" صادر عن أمن الدولة.سافر الى تركيا عام 2013 وانتقل منها الى سوريا على الارجح.وأعيد تجديد ملفه قبل شهراً تقريبا.ونشرت صحيفة "الفيغارو" أمس أن تركيا أنذرت باريس مرتين في شأن مصطفى من دون أن تحصل على اي رد.


أحمد المحمد وبلال حادفي
الى ذلك، قال المحققون إن جواز السفر باسم أحمد المحمد والذي عثر على باسمه قرب أحد الانتحاريين الثلاثة الذين فجروا نفسهم قرب "ستاد دو فرنس" قد يكون للانتحاري، لان ثمة "تطابقا بين بصماته وتلك التي رفعت خلال تدقيق في اليونان في تشرين الاول 2015"، الا أن ذلك لا يعني أن الارهابي يطابق فعلاً هوية المحمد ، لانه الانتحاري قد يكون اشترى جوازاً مزورا أو سرق الوثيقة من صاحبها الحقيقي.ومع ذلك، تأكد أن هذا الارهابي المولود في ادلب، دخل أوروبا أخيرا، لان جوازه مسجل لدى السلطات اليونانية في الثالث من تشرين الاول على جزيرة ليروس الواقعة على مسافة 35 كيلومتراً من الشواطئ التركية، مع مجموعة من 70 مهاجرا، غالبيتهم سوريون.ومن هناك انتقل الى مقدونيا فصربيا حيث قدم طلب لجوء قبل أن يختفي اثره في كرواتيا.


وأمكن أيضاً تحديد هوية انتحاري آخر فجر نفسه في ملعب "ستاد دو فرنس" هو بلال حادفي (20 سنة) .مولود في فرنسا ويعيش في بلجيكا.


المطلوب الرقم واحد
وصار صلاح عبد السلام (26 سنة) صار المطلوب الرقم واحد في اوروبا للاشتباه في انه خطط كل الهجمات في باريس.
وتعتقد الشرطة الفرنسية أنه استأجر السيارتين اللتين استخدمهما الارهابيون الجمعة.
وبثت اذاعة "أر تي أل" ان صلاح عبدالسلام كان في "السيات ليون" السوداء التي عثر فيها على ثلاثة بنادق كلاشنيكوف استخدمت في الهجمات التي نفذت في بعض شوارع باريس.


وبثت القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي "فرنس2" أن عبدالسلام أوصل شقيقه ابرهيم الذي فجر نفسه أمام أحد المقاهي، ثم ترك سيارته في مونتريه.ومن هناك أوصله شخصان متآمران معه الى بلجيكا.


والمفارقة أنه عند الساعة 9,10 صباح السبت وخلال تفتيش للدرك، أوقف المشتبه فيه على طريق أ2 عند نقطة كامبريه.وبعد التدقيق في اوراقه ،اخلي سبيله لان لا ملف في حقه في فرنسا.


وأفادت النيابة العامة الفييدرالية في بلجيكا ان العملية الامنية في حي مولنبيك قرب بروكسيل والهادفة الى القبض على صلاح عبد السلام، انتهت من دون توقيفات.


الى ذلك، أفادت مصادر قضائية في بروكسيل ان السلطات افرجت عن خمسة مشتبه فيهم من اصل سبعة اوقفوا في اطار التحقيق حول اعتداءات باريس، بينهم محمد عبد السلام شقيق صلاح.


ووفقا للتلفزيون الخاص "ار تي ال تي في اي" ان الشخصين المحتجزين "هما مالك وناقل" سيارة تم تفتيشها على الطريق السريع المؤدي الى بلجيكا قبل ان يتم اعتراضها في كامبراي.