"ضهور الشوير أول مين بيعملها"

فيفيان عقيقي

أكثر من مئة يوم مرّت على بدء أزمة النفايات، أقفل مطمر الناعمة – عين درافيل في تموز الماضي، وانطلقت الاحتجاجات والتظاهرات في وسط العاصمة لإيجاد حلول علميّة بيئيّة للمشكلة، فيما اكتفت الحكومة بعقد الاجتماعات وإطلاق البيانات. وهكذا تكدّست الأوساخ في الشواع، وعجزت الحكومة واللجنة الوزاريّة المكلّفة لمتابعة الأزمة في إيجاد حلّ والبدء في تطبيقه، في مقابل عدم صرفها أموال البلديات التي ألقيت على عاتقها أزمة أكبر من قدرتها على التصرّف.


في ضهور الشوير يختلف الوضع، فقد بادرت البلدية وبدعم من وزير التربية الياس بو صعب (رئيس البلدية السابق) ومن وزير السياحة السابق فادي عبود إلى إحضار محرقة من شركة بريطانيّة في محاولة منها لإيجاد حلّ جديّ للمصيبة التي أثقلت كاهل بلدة الاصطياف المتنيّة.


تصل المحرقة إلى البلدة خلال أيّام، مشحونة من بريطانيا، على أن تعمل لفترة تجريبيّة قبل اتخاذ القرار النهائي بإبقائها وسريان العمل اليومي فيها، بحسب ما يؤكّد رئيس البلديّة حبيب مجاعص لـ"النهار"، ويتابع: "لقد عانت ضهور الشوير كما كلّ البلدات اللبنانيّة من أزمة النفايات المستمرّة منذ أشهر، والتي تهدّد صحّة المواطنين وسلامتهم. لقد وُضِعنا أمام الأمر الواقع بعد كفّ يد سوكلين عن معالجة النفايات، ما أثّر علينا اجتماعياً وسياحياً وبيئياً، فلم يكن أمامنا إلّا البحث عن حلول جديّة للتخلّص من النفايات".


أطلقت البلدية محاولات كثيرة للحدّ من الأزمة، بدأت بالفرز من المصدر، كما أنشأت مطمراً لم تكن نتائجه صحيّة 100%، إضافة إلى المحاولات الفرديّة العشوائيّة لحرق النفايات التي لوّثت البيئة وفاقمت الأزمة، إلى أن أتى الحلّ الأمثل بجلب محرقة من الخارج مطابقة للمواصفات الصحيّة والبيئيّة العالميّة، ويضيف مجاعص: "طرح وزير التربية الياس بو صعب والوزير السابق فادي عبود الحلّ باعتبار أن ضهور الشوير لطالما كانت السبّاقة في تأمين الكهرباء والمياه لأهلها وإنماء شوارعها والعناية ببيئتها، وكونها وجهة اصطيافيّة وسياحيّة معروفة، ومن الواجب المبادرة إلى إيجاد حلول جديّة. فكان الاتصال مع الشركة البريطانيّة، والاتفاق مع القيّمين عليها على إحضار المعمل إلى البلدة".


سيبدأ العمل في المعمل خلال أسبوع، وستكون فترة تجريبيّة للتأكّد من مطابقته للمعايير البيئيّة والصحيّة، ويتابع مجاعص: "بحسب الدراسات فإن نسبة التلوث المنبعثة من المعمل لا تزيد عن النسبة المنبعثة من سيّارة، ولكن سنجرّبها مستعينين بخبراء وشركات لقياس نسبة التلوّث الناتجة عنها، للتأكد من أنها لا تتعدّى النسبة المسموح بها صحياً وبيئياً". وعن التكاليف المترتبة على البلدية يردّ: "لقد تكفّل الوزير بو صعب بكلّ المصاريف، كما أن الرماد الناتج عن الحرق يمكن الاستفادة منه في أعمال البناء أو دمجه مع أحجار الباطون والإسفلت، وهو ما قد يستهلك لتغطية تكاليف التشغيل".


ويؤكّد رئيس البلدية أن ضهور الشوير تنتج 5 طن يومياً من النفايات في الصيف، و3 طن في الشتاء، فيما المعمل قادر على معالجة طن واحد في الساعة، ولا تتعدّى كلفته الستين دولاراً أميركياً، وهو ما يعتبر أقل بكثير من الكلفة التي كانت تدفعها البلديات لشركة سوكلين سابقاً. فيما تجدر الإشارة إلى أن عملية الحرق تتم على مرحلتين، أولاً على حرارة تبلغ 900 درجة مئوية، ثم يسخّن البخار والغازات على درجة تصل إلى 1200 درجة مئوية، ما يخفّض التلوث إلى حده الأدنى. ولا تحتاج المحرقة إلى بناء لوضعها فيه، بل هي عبارة عن ماكينة متنقّلة.