"حفره" على جسده وندم...

الدكتور داني توما

الوشم فن قديم يكتسب شعبية اليوم لا سيما لدى الشباب، وإلى جانب استخدامه لتخليد ذكرى شخص أو حدث معيّن، يعتبر كثيرون الوشم من أشكال التعبير يرمز إلى بعض المعتقدات أو الأيديولوجيات. ويضع آخرون أوشاماً تجميلية بمثابة ماكياج دائم، أو من أجل إبراز الحاجبَين أو الشفتَين أو حتى الشامات. بعد مرور بعض الوقت، قد لا يعود الوشم على الموضة، أو قد لا يحب الموشوم شكله أو لونه، أو يمكن أن يتسبّب له بالحساسية، أو قد يرغب في تفادي الوصمة الاجتماعية التي يمكن أن تلحق به بسبب وضعه للوشم.
تشمل وسائل إزالة الوشم القديمة التقشير الكيميائي، والجراحة، وكلها تترك ندوباً غير مقبولة، وقد لا تنجح تماماً. وفي بعض الأحيان لا ينجح الإختصاصيون في ازالة لون التاتو.


إزالة التاتو بواسطة اللايزر أكثر أماناً من الوسائل التقليدية بسبب قدرة اللايرز الفريدة على التركيز على الصباغ في الوشم وإزالته من دون لتأثير في البشرة المحيطة به. تنجح هذه التقنية في إزالة مختلف الأوشام، سواء أكانت محترفة أم غير محترفة أم تجميلية. تقنية اللايزر الأفضل لإزالة الأوشام المصنوعة بالصباغَين الأسود والأخضر، هي Q-switched lasers التي تعطي أشعّة لايزر ذات كثافة عالية في ذبذبات سريعة جداً حيث لا تتعدّى مدّة الذبذبة ثانية واحدة، ما يؤدّي إلى انفجار الصباغ وخروجه من جهاز المناعة الطبيعي للجسم. يمكن أن تترك أنواع اللايزر الأخرى مثل اللايزر المخصص لإزالة الشعر ندوباً غير مقبولة، ولا يُنصَح بها. لا تستطيع تقنية اللايزر Q-switched إزالة الأوشام التجميلية الملوّنة بالأحمر او البيج، وفي هذه الحالة، يُفضَّل اللجوء إلى اللايزر الكسري (fractional laser) لتجديد البشرة.


تتوقّف فاعلية اللايزر على موقع التاتو وعمقه، وكذلك تركيبة الأصباغ التي تعطي الوشم لونه. إزالة الأوشام غير المحترفة هي الأسهل على الإطلاق لأنها تتكوّن عادةً من لون/صباغ واحد يوضَع على سطح البشرة، فيما تتكوّن الأوشام المحترفة من أصباغ متعدّدة وتُحفَر على مستوى أعمق في البشرة. في شكل عام، من الأسهل إزالة اللون الأخضر /الأزرق/الأسود، في حين أن إزالة الألوان الفاتحة إلى الألوان البنية أكثر صعوبة. في جميع الأوشام، يجب تكرار الجلسات كل 4 إلى 6 أسابيع. في الإجمال، تحتاج الأوشام غير المحترفة إلى جلستَين إلى أربع جلسات، أما الأوشام المحترفة فتحتاج إلى 3 إلى 12 جلسة بحسب كثافتها ولونها ونوع الصباغ.


ينصح المتخصصون الراغبين بالتفكير ملياً قبل وضع أوشام على أجسادهم، ويقول أحدهم إن وضع التاتو يستغرق ساعةً واحدة، وكلفته بضع مئات من الدولارات، أما إزالته بالشكل الصحيح فتتطلّب شهوراً من العلاج وموازنة كبيرة نوعاً ما. إذا أردت أن تضع وشماً على جسمك، فاكتفِ بتاتو أخضر صغير، وتجنّب وشْم أسماءٍ عائدة لأشخاص. فالأسماء يمكن أن تتبدّل. أما الحاجبَان، فإن تقنية زرع الشعر فيهما تعطي نتائج أكثر طبيعية إلى حد كبير.