صور سيزار تحرك القضاء الفرنسي ضد الأسد

باريس - سمير تويني

بناء على طلب من وزارة الخارجية الفرنسية، فتحت محكمة باريس تحقيقاً في"المجازر ضد الانسانية" التي تعرض لها الشعب السوري على يد نظام بشار #الاسد من عام ٢٠١١ حتى ٢٠١٣.
وهذا التحقيق مبني على معلومات وصور تقرير "سيزار" وهو الاسم الذي أعطي لتقرير أحد افراد الشرطة العسكرية السورية الذي فرّ من سوريا وفي حوزته أكثر من ألف صورة موثوقة للتعذيب والقتل في السجون السورية.


وقال وزير الخارجية لوران فابيوس: "امام هذه الجرائم التي تصدم الضمير الإنساني، وبيروقراطية الرعب، امام رفض القيم الانسانية، كان من واجبنا التحرك لمنع المجرمين من الافلات من العقاب"، موضحاً أن " السلطات الفرنسية استلمت العديد من صور تقرير "سيزار" ، ونظراً " الى خطورة الموضوع لقد قررت ان احول هذه الصور الى القضاء الفرنسي للسماح باستخدامها ومن ثم يقرر ما يجب اتخاذه ومنها ملاحقات جزائية". ودعا الامم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية الى متابعة تحقيقاتها في شأن تقرير "سيزار".


وأعلنت #الخارجية_الفرنسية اليوم "انها استلمت أواخر شهر اب عشرات الأفلام والصور التي تم توثيقها من قبل الإدارات المختصة". وأضافت:"بعد الانتهاء من هذا العمل ، قدمت وزارة الخارجية والتنمية الدولية امام المدعي العام (وفقاً للمادة ٤٠ من أصول المحاكمات التي تلزم جميع السلطات العامة وأي موظف حكومي، في حال علمه بوقوع جريمة خلال القيام بعمله، تقديم الى العدالة والى المدعي العام )جميع المعلومات التي في حوزته والمتعلقة بهذه الجريمة".


وترتكز المعلومات على افادة "سيزار" وهو اللقب الذي أعطي للمصور التابع لجهاز الشرطة العسكرية والذي هرب من سوريا في تموز ٢٠١٣ وكانت في حوزته ٥٥ الف صورة تشهد على القتل والتعذيب وقساوة النظام السوري مع الرجال البسيطين والنساء والأطفال. وهذه المجموعة من الصور هزت مشاعر العديدين من الذين تمكنوا من مشاهدتها كتاب.


وسيصدر الاسبوع المقبل كتاب للصحافية غارانس لوكاين عنوانه "عملية سيزار-داخل آلة الموت السورية" يوثق هذه الجرائم.
و"سيزار" يعيش حالياً في فرنسا مع العديد من أفراد عائلته متخفيا وتحت حماية أمنية مشددة.
وقال حسن شلبي، وهو أحد أفراد الشكبة التي نظمت فرار المصور من سوريا في مؤتمر صحافي في آذار أن " سيزار عمل عشر سنين في وحدة توثيق تابعة للمخابرات العسكرية.والنظام جعله مصورا لاحدى أسوأ الجرائم ضد الانسانية".


ولفت عماد الدين رشيد الذي شارك أيضاً في تهريبه الى "أننا أقمنا اتصالات مبكرة مع سيزار الذي كان يعمل في دمشق...لاحقا وفي مواجهة الرعب، سعى الى الفرار ولكننا أقنعناه بالبقاء في منصبه" من أجل أن يواصل الحصول على الصور.
وعرضت في المؤتمر الصحافي الذي عقد في معهد العالم العربي صورا يبدو فيها اشخاص اقتلعت عيونهم وآخرون مع حروق على البطن أو الظهر، اضافة الى صورة فيها مئات الجثث الراقدة في هنغار وسط أكياس من البلاستيك.


ويمكن هذه الصور أيضاً أن تشكل قاعدة لاعداد ملف اتهامي ضد الاسد أمام محكمة جنائية دولية.
وفي تموز الماضي، قدّم المصور شهادته أمام الكونغرس الاميركي حيث عرض بعضا من صوره.