أوروبا تحاول تبديد الخلافات في كيفية التعاطي مع أزمة اللاجئين... فما علاقة لبنان؟

يلتقي وزراء خارجية #اوروبا الشرقية، في محاولة لتبديد الخلافات حول سياسات اللجوء فيما تتفاقم الازمة مع توجه الاف المهاجرين من حدود دولة اوروبية الى اخرى في نهاية الاسبوع. وقد دعا رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الى ضرورة "رصد الحد الاقصى من الاموال" خلال قمة بروكسل الاربعاء وخصوصاً لمساعدة الاردن ولبنان وتركيا، الدول التي تواجه تدفقاً كبيراً للاجئين.


وتمكّن الاف الاشخاص أخيراً من دخول النمسا الاحد في حافلات وقطارات مكتظة فيما غرق 13 مهاجراً قبالة سواحل تركيا، في أحدث فصول مأساة المهاجرين الذين يفرون من النزاعات في دولهم ومعظمهم من الشرق الاوسط وافريقيا.


وقد وصل بعضهم الى اوروبا الغربية حيث سجلت النمسا دخول 22 الفا و700 شخص في الايام الماضية لكن حافلات تقل اخرين اوقفت من قبل دول مترددة في استقبال مهاجرين.


وبعدما أمضوا الليل على طريق سريع في اسطنبول، اعترضت الشرطة التركية مئات المهاجرين ومعظمهم من السوريين الاثنين في طريقهم نحو مدينة اديرين الحدودية (شمال غرب) على أمل الوصول الى اليونان.


واليوم يجتمع وزراء خارجية الجمهورية التشيكية والمجر وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا ولاتفيا مع نظيرهم من لوكسمبورغ التي تتولّى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي بهدف بحث الخلافات بين هذه الدول المتجاورة.


وقال وزير خارجية بولندا غريغورز شيتينا الاحد "سنبحث كيفية حل مسألة #المهاجرين وكيف يمكن لاوروبا ان تحمي حدودها وكيف تميز #اللاجئين من المهاجرين لاسباب اقتصادية".


ولفت الى ان الدول التي ستجتمع لا تزال معارضة لنظام الحصص الذي اقترحته المفوضية الاوروبية لتوزيع اللاجئين على الدول الاعضاء.
وقال: "على كل دولة ان تقرر عدد المهاجرين الذي يمكنها استقباله. ان فرض حصص محددة سيكون مناقضا للمبادىء الاوروبية".


في المقابل، حث وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير أوروبا على استقبال لاجئين مباشرة من دول النزاع لمواجهة التدفق الحالي ووقف انشطة شبكات المهربين.


من جانب اخر، شدد مدير الوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس" فابريس ليغاري على ضرورة وضع سياسة أوروبية "متجانسة" للحدود بشكل عاجل، مطالباً أيضاً الاتحاد الاوروبي بتقديم "دعم انساني" أكبر.


وسيجتمع وزراء داخلية #الاتحاد_الاوروبي أيضاً الثلثاء على أمل إحراز تقدّم في المحادثات قبل القمة الطارئة للاتحاد الاوروبي الاربعاء.


وألمت كارثة جديدة بالمهاجرين الفارين عبر البحر اذ قضى 13 مهاجراً من بينهم اربعة اطفال قبالة ساحل تركيا عند اصطدام عبارة بمركب كان يقلهم الى اليونان الاحد، بحسب ما ذكرت وكالة انباء دوغان التركية.


وصرح ناج قال ان اسمه حسن، لوكالة الانباء اليونانية الرسمية "آنا" ان المركب اصطدم بسفينة. وقال "كان الظلام مخيما، ورأينا السفينة تتجه نحونا. حاولنا لفت الانتباه بالمصابيح والهواتف لكنهم لم يرونا".


وبعدما سقطوا في المياه، ناضل الركاب لعدم الغرق فيما ضربتهم امواج عاتية. واضاف حسن "لقد فقدنا اطفالا. لم نتمكن من رؤيتهم في الظلام".
وتوفي اكثر من 2800 شخص من اصل حوالى نصف مليون جازفوا بحياتهم لعبور المتوسط والوصول الى اوروبا هذه السنة بحسب ارقام المنظمة الدولية للهجرة.


والى بلدة نيكلسدورف النمساوية الواقعة على حدود المجر، دخل حوالى سبعة الاف لاجىء ومهاجر الاحد. وكان الواصلون ينتظرون في صفوف طويلة للصعود الى حافلات فيما يامل اخرون في ايجاد سيارات اجرة تقلهم الى فيينا.


وقال سعيد احد الواصلين من دمشق والذي يرغب في التوجه الى المانيا "من المعروف انه حين تصل الى النمسا، يعني ان الرحلة انتهت".
واضاف "كلما اقتربنا من اوروبا التي نريدها، نشعر بأن الناس أكثر لطفاً".


ومع وصول الاف عدة من المهاجرين الى النمسا الاحد قادمين من المجر عبر كرواتيا، قررت بودابست فجأة اعادة فتح حدودها مع صربيا والتي ادى اغلاقها الاثنين الى تزايد تدفق اللاجئين الى كرواتيا.


وفتحت السلطات معبر هورغوس-روسكي 1 الواقع على طريق سريع كان الطريق الرئيسي الذي يربط بلغراد مع بودابست قبل ازمة اللاجئين.
وادى اغلاق المعبر الى زيادة المسافة على الاف اللاجئين الذين يقطعون رحلة مرهقة عبر دول البلقان للوصول الى دول اوروبا الغربية، وقالت كرواتيا ان 25 الف شخص دخلوا اراضيها خلال الايام الاربعة الماضية.


وخلال الايام التي أغلق فيها المعبر، اعلنت كرواتيا انها غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين وبدأت بإعادتهم في اتجاه المجر او سلوفينيا.


وكرواتيا والمجر وسلوفينيا أعضاء في الاتحاد الاوروبي ولكن فقط المجر وسلوفينيا أعضاء في اتفاقية شينغن لحرية التنقل في اوروبا.
ومعظم المهاجرين هم من سوريا، وقد تلقى الاتحاد الاوروبي نحو ربع مليون طلب لجوء من نيسان وحتى حزيران.
ويتوقّع ان تتلقى ألمانيا نحو مليون طالب لجوء هذه السنة.


وهذه أكبر موجة هجرة في القارة الاوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقد تسبّبت بخلافات عميقة بين الدول الغربية والشرقية الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حول كيفية توزيع اللاجئين بصورة عادلة، وأثارت تساؤلات حول مصير اتفاقية شينغن التي تسمح بالتنقل الحر.


وواجهت الحكومة المجرية اليمينية بشكل خاص انتقادات دولية بسبب الصدامات العنيفة مع المهاجرين، وسارعت الى اقامة سياج شائك على طول حدودها مع صربيا.


وبدأت السلطات المجرية بنقل آلاف المهاجرين الى حدودها مع النمسا الجمعة في محاولة لاخراجهم من أراضيها بالسرعة الممكنة.
ولكن على رغم اشتداد اللهجة بين بودابست وزغرب، اظهرت سلطات البلدين مستوى عاليا من التعاون على الارض.


وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد انه لا يمكن اعفاء اي دولة اوروبية من تقاسم حصص استقبال اللاجئين.
كما اعلنت الولايات المتحدة الاحد انها ستستقبل 85 الف لاجئ في سنة 2016 بينهم عشرة الاف سوري، ثم مئة الف في 2017.