النبطية بلا حاويات للنفايات... الفرز من المصدر بالتحفيز والعقوبات!

النبطية- سمير صبّاغ

ألقت أزمة النفايات الحاصلة بفعل الخلاف على تلزيم معمل فرز النفايات التابع لـ"اتحاد بلديات الشقيف" في وادي #الكفور بثقلها على مدينة النبطية وبلديتها التي وجدت نفسها "وحيدة" تصارع صرخات الأهالي المطالبة برفع النفايات من مركز المحافظة السادسة والبالغة 60 طن يومياً.
إلا ان هذه الأزمة حملت بذوراً ايجابية دفعت البلدية مع هيئات المجتمع المدني للبحث عن سبل للخروج من الأزمة المتجدّدة بطرق مختلفة دورياً الى أن استقرّ الرأي على إطلاق مشروع الفرز من المصدر الذي اعتبره رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل "حبل خلاص المدينة من أي أزمات مستقبلية كون الفرز من المصدر أساس أي مشروع حضاري بيئي".
ولفت الى أن"هذا المشروع يخفف من كمية النفايات المنتجة يومياً كما يتيح الإفادة من المواد الصلبة(40% من مجموع النفايات) والأسمدة العضوية لا سيما أننا سنلزم كل المدينة (مؤسسات، منازل، مدارس) بالفرز بعد تقسيم المدينة الى 11 مربعاً ولكل مربع فرق تتابع شؤونه".


شراكة والتزام
بالتأكيد لن تستطيع البلدية تأمين الـ150 عاملاً الذي يحتاجه المشروع لذلك ستعمد الى الشراكة مع #المجتمع_المدني فكيف سيتحقّق الهدف إذا؟ يجيب كحيل: "الإلتزام من الناشطين اللبنة الأولى للنجاح، على أن يتمّ بعد تأطيرهم في مجموعات تدريبهم من قبل خبراء على كيفية التعاطي مع الفرز والتأكد من كون عمال النظافة يرفعون النفايات من المنازل وفق ما هو مخطط".
ولفت الى أنه" بعد تدريب الناشطين لأسبوع ونصف سنبدأ بتوزيع الأكياس مجاناً على الوحدات السكنية بالتزامن مع حملة إعلانية مرئية ومكتوبة ومسموعة لإعلام الأهالي بقواعد العمل الجديدة فيما خصّ #النفايات، لا سيما أننا سنرفع كل الحاويات من الشوارع لأننا لا نريد لمشهد النفايات المكدسة في الحاويات على جوانب الشوارع أن يتكرّر ولو ليوم واحد من جهة، وكي نجبر المواطن على الفرز من جهة ثانية".


أزرق وأسود
بما ان الحاويات سترفع سيضطر المواطن الى الاحتفاظ بنفاياته داخل منزله أو وحدته السكنية وفق خطة البلدية، لكن كيف؟
يؤكّد كحيل أن "#البلدية ستعتمد الكيس الأزرق لكل أنواع البلاستيك والتنك وغيرها على أن يكون الكيس الأسود للنفايات العضوية والورق، مع العلم أن هذه الأكياس ستوزّع مجاناً لمدة عام". ويضيف: "بعد فرز النفايات من المنزل سيقوم عمال البلدية بالتعاون مع الناشطين بجمع الأكياس الزرقاء مرة في الأسبوع، فيما تجمع الأكياس السوداء يومياً".
وكشف لـ"النهار" أن" البلدية أنجزت "هنغار" في عقار تملكه في خراج بلدة الكفور، ليكون مقراً لتجميع النفايات الصلبة وكبسها، بعدما تم الاتفاق مع شركة لإعادة التدوير فيما النفايات الصلبة من المفترض تسليمها لمعمل فرز النفايات الخاص بالاتحاد لجعلها أسمدة عضوية". وهنا علمت "النهار" ان الإتحاد سيبادر الى اعلان مناقصة جديدة للمعمل الأسبوع المقبل على أن يبدأ العمل بتشغيل المعمل في غضون 15-20 يوماً كحد أقصى".


تحفيز وعقوبات
عند المبادرة الى أي مشروع جديدة في مجتمع لم يعتد الفرز يبقى السؤال المطروح هل يلتزم المواطن الذي اعتاد على الفوضى في كل جاونب حياته تقريباً؟
يرى كحيل على أن "الأزمة الأخيرة ستؤدي الى تحريض إيجابي لأن الأهالي طلبوا منا الحلول، لكن إذا كانت الانطلاقة بنسبة التزام 50 في المئة نكون قد نجحنا على أن تكون ساعة الصفر بعد 6 أشهر تقريباً، إذ نكون قد زرعنا فكرة الفرز في كل منزل وعائلة ومدرسة".
ولفت الى ان" البلدية ستطبق نظام تحفيز لكل حي أو مبنى ملتزم بالفرز كتقديم حملة تشجير أو حديقة أو تحسين للحي او حسومات ضريبية فيما ستطبق نظام عقوبات صارم لكل مخلّ وصولاً الى تحقيق نسبة التزام تتجاوز الـ 90 في المئة".
صحيح أن ازمة النفايات الحالية جعلت الأهالي يعانون لكنها فتحت نافذة أمل بعد ثلاثة أشهر من المعاناة، بحيث سترفع قبل عيد الأضحى كل النفايات والحاويات من الشوارع بالتزامن مع شطف وتطهير ورش الأدوية تمهيداً لإطلاق مشروع الفرز الشهر المقبل، فهل تنجح خطوة الفرز ام ان المواطن المطالب بالحلول سيستمر بسلوكيات تعيقها؟!
samir.sabbagh@annahar.com.lb



twitter:@samirsabbagh