المجر تقفل أوروبا بوجه اللاجئين والآلاف محتجزون على الحدود الصربية

توقف الزمن عند الساعة الرابعة من بعد الظهر عند عائلة #سورية، من أم وأب وطفلين، وصلت في توقيت سيء، قبل امتار قليلة من اجتياز الحد الفاصل بين حدود #صربيا و #المجر، فالجنود المجريون قرروا في هذه اللحظة بالذات تطبيق قرار حكومتهم اقفال الحدود عوض منتصف الليل . توسل الرجل بطأطأة الرأس واليدين وبأدعية عربية غير مفهومة لجندي خيل له أن هذا الرجل وعائلته هم العدو الجديد، لم يُسمح للعائلة بالدخول فافترشت أرض سكة الحديد لساعات مع عائلات وافراد من رجال ونساء تدفقوا الى المكان بلا توقف، قبل أن تأمرهم شرطة المجر بالتوجه الى المعبر الشرعي على مسافة كيلومترين.


وبحلول المساء كان السياج الشائك قد ارتفع مترين ونصف متر، وكان الخيالة قد بدأوا جولاتهم على طول الحدود القريبة لمراقبة أي اختراق، أما سيئو الحظ من الذين قطعوا دولا وحقولا وطرقات ولم تسعفهم الامتار الأخيرة فتوجهوا الى المعبر الشرعي، وهناك تبدأ معاناة من نوع آخر، فالقرار المجري يقضي بادخال من يثبت أنه #سوري فقط، وعلى دفعات صغيرة جداً، يتم نقلهم الى مخيم قريب لتسجيلهم وأخذ البصمات، بوتيرة بطيئة لا تتماشى مع العدد الهائل من القادمين عبر الاراضي الصربية، وما هي إلا ساعات حتى تحولت المنطقة العازلة بين حدودي المجر وصربيا الى تجمع بشري بالآلاف.
وظهر أمس، أوقفت السلطات المجرية الحدود بشكل نهائي أمام اللاجئين، مما دفع بالحكومة الصربية للتحرك ورفع الصوت، فهي، كما مقدونيا قد وافقتا على عبور اللاجئين القادمين من اليونان عبر اراضيهما بعد تعهدات اوروبية بقبول اللاجئين. ومع القرار المجري باقفال الحدود، تجد الدولتان الصربية والمقدونية (وهما ليستا جزءا من الاتحاد الاوروبي) بين فكي كماشة، من جهة هناك أعداد هائلة من اللاجئين دخلوا اراضيهما ومن الجهة الأخرة اقفلت اوروبا الحدود عليهما . وقال وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داتشيتش إن عودة اللاجئين إلى صربيا أمر "غير مقبول وإن الخطوات الرامية لتعزيز ضوابط الحدود في منطقة شينغن للتصدي لأزمة اللاجئين ستثير مشكلات لصربيا".
ومع بلوغ الأزمة أعلى مستوى من التعقيد بعد فشل اجتماع وزراء الداخلية للاتحاد الاوروبي الاثنين الماضي في اتخاذ قرار واضح حول برنامج التوزيع على الدول، حدد الاتحاد الاوروبي 22 ايلول الجاري موعدا لاجتماع وزراء الخارجية للاتحاد تلبية لطلب المانيا والنمسا. وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والمستشار النمسوي فيرنر فايمان خلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين ان #المانيا والنمسا واسوج، وهي دول تحملت العبء الاكبر لموجة اللاجئين، لا تستطيع التعامل مع الموقف وحدها. ودعت الى العودة الى الروح الاوروبية قائلة "التهديد ليس الطريق الصحيح للتوصل الى اتفاق". ويأتي ذلك في عقب تصريحات وزير داخليتها الذي طالب بفرض عقوبات مالية على الدول الاعضاء التي لا تقبل نصيبها من اللاجئين.
ويعاني الاتحاد الاوربي من انقسام حاد بين اعضائها بسبب الموقف من ملف اللاجئين، فالدول الشرقية، من المجر الى تشيكيا وسولفاكيا وبولونيا، ترفض بشكل قاطع التزام توزيع الحصص على الدول . وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو :"لن نقبل أبدا حصصا ملزمة لتوزيع اللاجئين"، وأضاف : "أبدا. حتى إذا بقينا وحدنا، نعتبرها غير منطقية وضارة ولن تنقذ أحدا أو تحل أي شيء".
وفي المقابل، اعلنت سويسرا، وهي ليست عضوا في #الاتحاد_الاوروبي، عن استعدادها لقبول حصة من المهاجرين "شرط أن يقبل الاتحاد الاوروبي خطة التوزيع".
ورأت الناطقة باسم المفوضية السامية للاجئين ميليسا فليمنغ ان فشل وزراء الاتحاد الأوروبي في التوصل لتوافق في الآراء حول خطة لتقاسم 120 ألف لاجيء قد تؤدي لمزيد من الوفيات في البحر المتوسط . وقالت "هناك حاجة إلى اتفاق حاسم ومن دون تأخير للتعامل مع الاحتياجات وكذلك التحرك الجريء المستند إلى التضامن من كل الدول الاعضاء".
وأضيف أمس 22 لاجئا الى لائحة الموت غرقا في بجر ايجة قبالة السواحل التركية، حيث تنتشر بكثافة مافيات تهريب اللاجئين #التركية، وتم انتشال 200 آخرين.