"فالديفيا" ارادت تعميد دميتها في الكنيسة

رايسا فالديفيا هيرنانديز كاثوليكية متحمسة، تحضر القداس بانتظام. لكنها أيضا من اتباع "السانتيريا"، وتمارس الـ"يوروبا" التي حملها العبيد إلى كوبا من وطنهم الام افريقيا قبل قرون. كثر في الجزيرة مزجوا، على غرار فالديفيا، بين معتقدات مسيحية واخرى افرو-كوبية، ليكوّنوا بذلك معتقدا يجمع بين الاثنين، ويُعرف باسم "سانتيريا".


وقد اصيبت فالديفيا بخيبة أخيرا، عندما قصدت الكنيسة الكاثوليكية في "رينكون"، خارج "هافانا"، لتعميد دمية في احتفال افرو-كوبي. فقد رفض الكاهن المحلي طلبها، قائلا ان الكنيسة ليست المكان المناسب لطقس مماثل. لكنه أخبرها أنه يمكن أن تأخذ معها بعض الماء المقدس لتجري بنفسها المعمودية في المنزل، لأن "الله موجود في كل مكان."


قبل ايام على وصول البابا فرنسيس الى كوبا، خرج اتباع "السانتيريا" في زياح في الجزيرة، تكريما للعذراء مريم، في عيدين لها: عذراء "ريغلا"، وعذراء الاحسان. وبينما تعترف الكنيسة الكاثوليكية بالعيدين، يربط اتباع المعتقدات الافرو-كوبية "العذراوين" ببعض الـ"أوريشاس"، أو الآلهة: عذراء "ريغلا" بالـ"يمايا"، وهي إلهة البحر في الـ"يوروبا"، وسيدة المحبة بإلالهة "اوشان". في كوبا، يتم التعبير عن المعتقدات الروحية بطرق عدة، حيث تحظى عقائد وممارسات دينية مختلفة بقبول واسع، وحتى يتم المزج بينها.


الى جانب الكاثوليك واتباع المعتقدات الافرو-كوبية، هناك ايضا يهود ومسلمون وبروتستانت وبوذيون في بلد كان ملحدا طوال عقود عدة. وقد سمح الحزب الشيوعي الحاكم العام 1991 للمؤمنين بان يصيروا اعضاء. والعام 1992، تم تعديل الدستور، بحيث ازيلت منه اي إشارة إلى الإلحاد. اليوم، يمكن ايجاد مختلط من معتقدات دينية مختلفة على مذبح واحد داخل بيوت، بحيث تتقاسم مريم العذراء الفسحة مع تمثال لـ"بوذا" بالسيراميك، وآخر يمثل روحا محاربا افرو-كوبيا.


ضمن الهدايا التذكارية التي تباع، يمكن ايجاد سلاسل مفاتيح بلاستيكية تحمل صورا كاثوليكية، كالملاك الحارس، طفل "أتوشا" المقدس، القديس لعازار، وعذراء الرحمة، جنبا إلى جنب مع صور للبطل الثوري ارنستو "تشي" جيفارا والعلم الكوبي في شكل قلب.


تتشارك فالديفيا في إيمانها الافرو-كوبي مع آخرين. وقد باتت اخيرا عرابة ماريسا جوتيريز راميريز البالغة 51 عاما، والتي يتوجب عليها ان تمر بسلسلة طقوس خلال السنة المقبلة لتصبح كاهنة "يوروبا". وقد رافقت فالديفيا "تلميذتها" جوتيريز في طقوس تلقين تضمنت مراسم تطهير في نهر "ألمينداريس" في هافانا، وارتداء ثوب واكليل ذهبيين على عرش رمزي. وقد تخللت أيضا الاحتفالات صلوات في كنيسة كاثوليكية مكرسة لعذراء الاحسان.