بالفيديو- توفيق لم ينتظر... أضرم النار بنفسه

زينة ناصر

على طرق #لبنان اشخاص يرتشفون الأرصفة آملين حياة أفضل تخلّصهم من عذابهم، ومنهم توفيق الذي التقيناه في 4/8/2015 تحت جسر البسطة، مكان إقامته. قصّة الرجل السبعيني المأساوية دفعتنا لمحاولة مساعدته... لكنه لم ينتظرنا.


[[video source=annahar id=734]]


لسخرية القدر، وربما لشدة العذاب، أضرم الرجل المقعد النار بنفسه ليل الجمعة. كم كانت معاناته لا تسعه حتى أتى بالبنزين لينهيَ حياته، بحسب تقرير الطبيب الشرعي الذي كشف على الجثة وأكّد ان سبب الوفاة يعود لإضرام الرجل النار بنفسه.


يوم التقينا توفيق صدفة كان الهدف سؤاله عن تأثير أزمة النفايات التي ترافقت مع قطع التيار الكهربائي عن منازل اللبنانيين. عندها، لم يشعر الرجل بقساوة العيش الذي شعر فيه معظم القاطنين في بيروت، لأن مشكلته أكبر... جعلت كل المشاكل أقل قساوة بالنسبة له.


في اللقاء الثاني، روى لنا توفيق الذي لم يتزوّج رحلة عذابه، وكيف خانه أحد أعزّ أقربائه وسرق أمواله وأخرجه من منزله الذي كتبه باسمه. بعدها وضعه في مأوى للعجزة في سوريا، ودفع بدل إقامته لثلاثة أشهر فقط. ورد على المأوى عند طلب المال منه قائلاً: "ارموه. لا أريده". فجاء توفيق الى لبنان وسأله لمَ تخلّى عنه مع العلم أنه عامله مثل ابنه، وكان ردّ قريبه قاسياً، حيث عاد ليرميه على الرصيف تحت جسر البسطة.


لم يكن يقبل توفيق المال من أحد، حتى انه يعطي المال الذي يصر البعض على إعطائه إياه لأحد المتسوّلين. عمل الرجل المسنّ طوال حياته وضحى من أجل قريبه لكنه لم يجد من يعطيه حقّه أو يضحي من أجله.


توفيق ليس الشخص الوحيد الذي يعيش على طرق لبنان من دون مأوى، ومن مسؤوليتنا جميعاً ومسؤولية الدولة اللبنانية خصوصاً النظر لهؤلاء الاشخاص المهمّشين في مجتمعنا.


فأين أصبح #ضمان_الشيخوخة ؟ ما مدى وجود دور مسنين قادرة على استقبال الأعداد الكبيرة ممّن لم يبقَ لهم أحد يعطف عليهم؟ وما دور #وزارة_الشؤون_الاجتماعية في توفير الرعاية اللازمة، خصوصاً من ناحية احتضان المسنين المتروكين؟


تحية لروحك توفيق...