ليلة القنابل اليدوية في عين الحلوة

احمد منتش

 


سبعة قنابل يدوية القيت تباعا ، قبل منتصف ليل امس وفجر اليوم ، داخل مخيم عين الحلوة ، وتركزت في منطقة واحدة تقريبا ، في الشارع الفوقاني ، عند مفترقات بستان القدس ، الطيري ،عكبرا وسوق الخضار ، وانفجرت احداها بالقرب من احد حواجز القوة الامنية المشتركة ، التي يعول عليها الجميع ، السهر على تنفيذ مهمة حفظ الامن والاستقرار ، وملاحقة وتوقيف مطلقي النار في المخيم .
القنابل التي احدثت دويا هائلا ، لم تسفر عن وقوع اية اصابات في الاراح ، واقتصرت اضرارها على الماديات ، الا انها كانت كفيلة بقض مضاجع ابناء وسكان المخيم ، فاعادت الى اذهانهم ، كل اجواء الرعب ، التي عاشوها خلال الاشتباكات العنيفة والمدمرة التي وقعت في الايام الاخيرة من الشهر الفائت ، بين مسلحي حركة فتح ، ومسلحي العناصر الاسلامية السلفية المتشددة ، والتي نجم عنها عدد من القتلى والجرحى ، ودمار كبير في الممتلكات الخاصة والعامة ، لا تزال اثارها قائمة حتى الان .
غالبية القوى والمرجعيات الامنية والساسية ، اللبنانية والفلسطينية ، تساءلت عن اسباب وابعاد ، القاء هذه القنابل ، ومن يقف خلفها ، والغاية منها بعد ايام على تثبيت قرار وقف اطلاق النار في المخيم ،ومتابعة الاتصالات واللقاءات بين جميع الافرقاء، من اجل تحصين الوضع ومنع تجدد اي اقتتال داخل المخيم .
مصادر موثوقة كشفت ل النهار: عن زيارة قام بها وفد امني فلسطيني رفيع قبل يومين، اتى من رام الله وهو موفد من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، الى مخيمات الجنوب، وخاصة الى عين الحلوة والمية ومية في صيدا والرشيدية في صور ، وقام الوفد بجولة ميدانية اطلع فيها عن كثب على كل الاوضاع القائمة ، وعقد سلسلة من اللقاءات ، تركزت في عين الحلوة والمية ومية ، وشملت ممثلي القوى الاسلامية ، وكان لافتا اللقاء المشترك بين الوفد وممثلي كافة القوى الوطنية والاسلامية مع الامين العام لتنظيم انصار الله جمال سليمان في مخيم المية ومية ،
علما ان سليمان كان بدا حياته العسكرية ضابطا في حركة فتح ، وعندما كان مسؤولا عن كتيبة شهداء عين الحلوة ،قبل نحو عقدين انشق عن الحركة، واعلن تاسيس حركة انصار الله ، المدعومة من حزب الله ، على الرغم من اعلان سليمان قبل اكثر من سنة ، فك ارتباطه مع الحزب مع مواصلة تاييده لنهج المقاومة ، فيما كان يامل مسؤول الكفاح المسلح الفلسطيني السابق محمود عبد الحميد عيسى ، الذي فصل من حركة فتح نتيجة ارتباطه مع عضو اللجنة المركزية في حركة فتح المفصول ايضا محمد دحلان يامل باخذ دور ما على ساحة المخيمات الفلسطينية ، سيما في عين الحلوة،على الرغم من اعلانه عن تاسيس حركة اطلق عليها اسم الحركة التصحيحية داخل فتح .
من هنا تتوقع المصادر ، وجود رابط بين القاء القنابل اليدوية وبين زيارة الوفد الامني الرفيع ، وما نجم عنها او سينجم عنها في وقت لاحق من نتائج ، قد يجد فيها بعض المسؤولين حتى داخل حركة فتح ، ومن دون شك خصوم فتح تشكل ضررا ماديا ومعنويا لهم .
واعتبرت المصادر ان مطلقي القنابل ،وهي بمثابة رسائل صوتية لمن يعنيهم الامر حركتهم جهة واحدة ، او مسؤول واحد لن يكون من الصعوبة كشف هويته قريبا.
وكان لافتا ان الوفد الامني تجنب الاعلان عن زيارته والنتائج التي حققها ، كما تجنب الظهور واخذ صور له في كل اللقاءات وبدت صورة اللقاء الموسع في المية ومية مع سليمان من دون ان يظهر فيها اي من اعضاء الوفد ،وعلمت النهار ان الوفد طلب مع مسؤولي حركة فتح ، اقامة دورة تدريبة عسكرية لنحو مائة عنصر من الحركة على ان تقام في مخيم الرشيدية في اقرب وقت .


وقفة احتجاجية


وظهر الاحد خرج العديد من اهالي واطفال المخيم في مسيرة في الشارع الفوقاني ونظموا اعتصاما رمزيا احتجاجا على توتير الوضع الامني في الميخم من جديد وطالبوا بمحاسبة مطلقي القنابل اليدوية ، وبالتعويض عن الاضرار الناجمة عن الاشتباكات الاخيرة.