الراعي يتابع جولته في الجبل: قسمنا ودمرنا وعطلنا كفاية فلنبن جسرا بين 8 و14

تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته في منطقة عاليه، وكانت محطته العاشرة في بلدة كفر عميه حيث غرس شتلة زيتون عند مدخل كنيسة مار يوسف، التي هي قيد الانشاء. وبعد رفع الصلاة في صالون الكنيسة، رحب رئيس البلدية يوسف ابو موسى البطريرك والوفد المرافق، وقال: "تطأ قدماكم تراب بلدتنا، هذا فخر لنا سنسجله من أحرف من ذهب ونعلمه للاجيال القادمة".


وقال الراعي: "نطلب من امنا العذراء ان تكافئكم على ما تبذلونه في سبيل بيت الله. لقد أتينا لنعبر لكم عن فخرنا وحبنا لكم، أنتم حضورنا في هذا الجبل، وكما كان يقول سيدنا الكاردينال صفير: مجد لبنان والبطريركية هو الشعب. نعم هذا الشعب هو الذي يحافظ على إيمانه ووحدته ورسالته في هذا الوطن، وبذلك يكون مجد البطريركية لانه اذا كان البطريرك في مكان والشعب في مكان آخر، فليس هناك لا بطريرك ولا من يخبر. عندما خلق الله الانسان على صورته مثاله أراد ان يقول لنا ان مجده ينعكس في صورة الانسان، ونحن كم نمجده في حياتنا وأعمالنا، فلنمجد الله جميعا لانه خصنا بنعم كثيرة".


أما في رشميا فزار كنيسة مار قرياقوس حيث رحب به وبالوفد المرافق كاهن الرعية جان ماري دوراني الذي قال: "انها لمناسبة فريدة بأن تشرفونا بهذه الزيارة، أبناء رعيتكم مجتمعون لاستقبالكم بفرح وسرور، نستغل هذه الفرصة لنطلب منكم ان تبقوا لنا الصوت الصارخ لإيقاذ ما تبقى من ضمائر عند المسؤولين والسياسيين في هذا الوطن"، آملين ان يكون "صوت الشعب التائق الى التحرر من نير الظلم مع صوتكم الراعد الذي يمثل صوت الله كافية لخلاص الشعب والوطن".


ورحب مختار البلدة زياد حبيقة بالراعي فقال:"هذه اللحظات لن ننساها، فهي تذكرنا باللحظات التي كرس فيها البطريرك اسطفان الدويهي كنيستنا عام 1973، لقد حاول الآباء والاجداد ترجمة تعلقهم بهذه الكنيسة وبإيمانهم المسيحي عبر إقامة أهم الأديرة في ربوع بلدتنا. نحن نفرح بزيارتكم لانها تجعلنا أكثر تمسكا بإيماننا وتاريخنا رغم كل المحن، منغرسون في ارضنا، نستلهم دعمكم الدائم في جميع الميادين".


بدوره، قال الراعي بعد الشكر والتقدير:"نحن في مدينة الرئيس بشارة الخوري، حبيب السعد والمطران اغناطيوس مبارك، يؤسفني عدم وجود بلدية، وآمل أن تحل هذه المشكلة، ولكننا نشكر عطاءاتكم كعائلات مسيحية ولبنانية محافظة على قيمها، وبشفاعة مار قرياقوس ستستمر رشميا مدينة معطاء".


أضاف: "لقد ارتفعت منها أصوات خدمت لبنان، نحن نتطلع اليهم لنكون شجعانا ورجالا على مثالهم. نعيش اليوم مرحلة صعبة للغاية وهي خارقة للعادة، لها نقطة تحول بدرجة 180، ولان أوضاعنا خطيرة، فنحن بأمس الحاجة الى اشخاص خارقي العادة، فالحياة بحاجة الى أبطال يطبعون التاريخ اللبناني، وعلينا عيش الحرية ولا يمكننا البقاء مصطفين صفين، لم يبق الا القليل من الاصوات الحرة الجريئة تقول كفى، نحن بحاجة الى تلك هذه الاصوات للنهوض بلبنان الذي نصبو اليه". وختم: "حجارة رشميا وهواها وتاريخ أشخاصها يجبروننا على قول هذا الكلام، فلتحيا رشميا".


 فكانت محطته الثانية في بلدة بحمدون، إذ بعد توقفه لزيارة كنيسة مار الياس بحمدون - المحطة، دخل البلدة وسط استقبال حاشد حضر فيه بعض النواب.


وبعد تلاوة صلاة الابانا والسلام، رحب كاهن الرعية الاب جان الهاشم بالراعي والوفد، وقال: "كلمات أطلقتموها يا صاحب الغبطة والنيافة في احدى رسائلكم وهي: "لا تفقدوا الرؤية وقوة الرجاء، ان ضميركم المستنير بكلام الله يرى الحقيقة ويميزها، لا تخافوا"، وها نحن اليوم وسط عالم مليء بالضبابية والظلمة لا نتبين الطريق الصحيح او ندرك المسيرة التي يجب الولوج فيها وسلوكها لكي نصل الى الميناء الصحيح ولكن بالرغم من هذا التخبط الحياتي والإيماني ما زلنا نؤمن إيمانا راسخا بقوة وقدرة الكلمة الحية المتجسدة وبحقيقة البشارة التي أتت لخلاصنا. نحن أبناء هذا الجبل وتاريخنا الماروني يشهد لنا قساوة العيش ومقاومة الاضطهاد بالمحبة. آباؤنا عملوا في الارض واشتروها اما أبناؤنا فهم يبيعون الارض ربما مرغمين، ورجاؤنا يبقى بالمسيح وأملنا كبير بغبطتكم وبكل من يعمل على حفظ الارض لثبات المسيحيين الدائم".


وكانت كلمة لخيرالله قال فيها: "انتم يا سيد من أسياد القلم والورع والخبرات، زيارتكم لنا قداس شعبي يؤمه الجميع على قناعة بانكم اب وراع وداعية للتضامن وسط الفوضى في هذا المشرق، فالعين رانية الى امثالكم والى قدرتكم كيلا يتمزق شيء من نسيج هذه الوحدة".


بدوره رد الراعي: "بحمدون هذه الركيزة المسيحية المؤمنة التي تذكرنا باننا ابناء الموت والقيامة، كلماتكم غنية بمعانيها ومضامينها، لا يسعني الا ان أقول: أوافق ولا حاجة للتكرار، نحملها معنا للعمل مع راعي الابرشية ومعكم لما هو خير البلدة. نحيي عائلاتكم الارثوذكسية والمارونية التي سمعت صوت الله، ونحيي راعي ابرشيتنا في كندا المطران بول تابت والاب فادي تابت والاب غابي تابت أبناء هذه البلدة #المسيحية التي أعطتنا الكثير من ابنائنا على كافة المستويات ولا سيما أيوب تابت رئيس الجمهورية".


أضاف: "نحن ملتزمون بعد 5 سنوات إعداد المئوية الاولى من عمر لبنان ومسؤوليتنا جميعا بدءا من السادة النواب العمل من أجل هذا الاحتفال التاريخي لبلد أعطانا اسما في العالم، فالعرب يقولون انه ضرورة وواحة للقاء والغرب يقول لبنان محطة وجسر عبور بين العالمين الغربي والشرقي من خلال موقعه ونظامه السياسي".


وتابع: "دمرت بحمدون ولكن حبكم لها أعادكم وبنيتموها بسخاء ولا بد لنا من ان نشكر صندوق المهجرين والوزارة ومعنا اليوم رئيس الصندوق الذين ساعدوا على بناء البيوت والكنائس. التقينا بالامس اخوتنا من جميع الطوائف واليوم نتابع فرح اللقاء والمصالحة على المستوى النيابي، كفى 8 و14 علينا ان نبني جسرا بينكما، الجسر يجمع وهو يكفي. قسمنا ودمرنا وعطلنا كفاية، تعالوا نبني الجسر لنكون قيمة مضافة في هذا البلد التعددي".


بعد ذلك، قدمت الهدايا التذكارية وقدم كاهن رعية مار جرجس الارثوذكسية اسحق وهبة أيقونة تذكارية، قائلا: "تزيدون بزيارتكم نورنا ضياء وملحنا طعما".