المواجهات بين حزب العمال الكردستاني والجيش تنعكس في الشارع التركي

تثير الهجمات الدامية الاخيرة للمتمردين من حزب العمال الكردستاني ضد الجيش غضب القوميين وانصار السلطة في #تركيا الذين كثفوا التظاهرات ضد ابرز حزب مؤيد للاكراد في البلاد.


ولليلة الثانية على التوالي نزل الاف المتظاهرين مساء الثلثاء الى الشارع في عدة مدن تركية للتنديد بـ"ارهابيي" حزب العمال الكردستاني وهاجموا مكاتب لحزب الشعوب الديموقراطي الذي يتهمه نظام الرئيس رجب طيب اردوغان بدعم حركة التمرد.


والاربعاء قال صلاح الدين دمرتاش رئيس حزب الشعوب الديموقراطي لللصحافيين ان "حملات الهجمات هذه تديرها يد واحدة هي يد الدولة".


وتظاهر حوالى سبعة الاف شخص في وقت متاخر ليل الثلاثاء في وسط انقرة تنديدا بـ"ارهاب" حزب العمال الكردستاني، على ما افاد مصور وكالة فرانس برس. وقامت الشرطة بتفريق اعنف المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع. وقامت مجموعة اخرى من حوالى مئة شخص بمهاجمة مكاتب حزب الشعوب الديموقراطي في حي كافاكليديري واحرقت فيه قاعة المحفوظات. واحرق مقر الحزب بالكامل في منطقة الانيا (جنوب).


وقال دمرتاش "خلال اليومين الاخيرين جرى اكثر من 400 هجوم (ضد حزب الشعوب الديموقراطي والاكراد) اننا نتعرض لحملة من التعديات والهجمات".


كما هاجم انصار للحكومة مساء الثلاثاء مقر صحيفة حرييت في اسطنبول للمرة الثانية منذ الاحد، لاتهام الصحيفة بانها معادية للرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان. وحاول حوالى مئة متظاهر اقتحام المبنى مرددين "الله اكبر".


وندد رئيس الوزراء احمد داود اوغلو مساء الثلاثاء بهذه التظاهرات داعيا الى الهدوء.


وكتب على موقع تويتر "ان هدف الارهاب هو النيل من روابطنا الاخوية الثابتة. مهاجمة الصحافة واملاك الاحزاب السياسية امر غير مقبول" مؤكدا انه "لا يمكن لاحد ان يحل محل القانون".


وقال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش للصحافيين الاربعاء "كحكومة نلعن هذه الحوادث وندين المسؤولين عنها" في اشارة الى الهجوم على صحيفة حرييت.


من جهته قال زعيم المعارضة الاجتماعية-الديموقراطية في البرلمان كمال كليتشدار اوغلو "ادعو المواطنين الى التعقل والحكمة".


ومنذ نهاية تموز الماضي استؤنفت المواجهات الدامية بين حزب العمال وقوات الامن التركية ما ادى الى وقف محادثات السلام التي اطلقت في خريف 2012 لانهاء النزاع الكردي الذي اسفر منذ 1984 عن سقوط 40 الف قتيل.


ومذذاك يشهد جنوب شرق البلاد حيث الغالبية الكردية حالة حرب. والاحد والثلثاء تسبب كمينان بمقتل 30 جنديا او شرطيا تركيا. وردا على ذلك شنت تركيا غارات جوية على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وعبرت القوات الخاصة الحدود لمطادرة المقاتلين المتمردين.
وياتي هذا التصعيد قبل اقل من شهرين على الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في الاول من تشرين الثاني.


وخلال الاقتراع في السابع من حزيران خسر حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان الغالبية المطلقة التي كان يتمتع بها في البرلمان منذ 12 سنة خصوصا بسبب النتائج الجيدة التي حققها الحزب الموالي للاكراد (13%).


واطلق الرئيس حملة لاستعادة هذه الغالبية لفرض نظام رئاسي قوي.


واتهم دمرتاش نظام اردوغان بتأجيج النزاع الكردي لاهداف سياسية.


وقال "لسنا نحن من قرر اغراق هذا البلد في الحرب وتكثيفها. لم نساند يوما مثل هذا القرار، انه قرار اتخذه الرئيس (رجب طيب اردوغان) والحكومة". واضاف "يريدون ان يقولوا لنا اذا لم نحصل على 400 نائب ستدفعون الثمن".


وصرح سنجيز اختار الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة سليمان شاه في اسطنبول لوكالة فرانس برس "انها الفوضى واصرار اردوغان على جعل النظام في تركيا بيد الرئيس مسؤول عن ذلك". واضاف "اذا استمرت الاوضاع على هذا النحو ستغرق تركيا في حرب اهلية".