تفاصيل هجوم داعش الكيميائي في حلب... ما دور "النصرة"؟

محمد نمر

منذ سنتين استخدم #النظام_السوري السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية وقتل المئات من السوريين. فانشغل #المجتمع_الدولي بالخبر واستطاعت أميركا أن تكسب قرار سحب #الترسانة_الكيميائية السورية، وعلى الرغم من تأكيدات بسحبها إلا أن النظام استخدم هذه الأسلحة عشرات المرات، ومنها أخيرًا في الرستن - شمال #حمص. 


نقل النظام عدوى الاجرام خنقاً إلى تنظيم #الدولة_الاسلامية الذي بات يعتبر الكيميائي من أسلحته النوعية، وآخر عملياته نفّذها في مارع - ريف #حلب، حيث قصف المدينة بأكثر من 40 قذيفة كيميائية، في ظلّ عجز المجتمع الدولي عن إنهاء هذا التنظيم أو على الأقل إنهاكه.
بعد سنتين وصل الصوت إلى مجلس الأمن الدولي واعتمد بالإجماع قرارًا ينصّ على تشكيل لجنة خبراء لتحديد المسؤولين عن هذا النوع من الهجمات، فهل يحتاج النظام إلى تحقيق لإثبات تورّطه؟ وهل تحتاج "داعش" إلى تحقيق لإظهار إرهابها؟



في مارع
"الرائحة في #مارع - ريف حلب الشمالي كانت كريهة طوال ساعتين بعد القصف، رأيت حالات عدة مرمية أرضاً، ومن المصابين رجل عمره 80 سنة وطفلة لا يتجاوز عمرها 11 سنة" هكذا استقبل الناشط الاعلامي بهاء الحلبي الخبر فور خروجه من منزله في مارع. فهو هناك منذ اسبوع تقريباً، ومهمته متابعة أحداث حلب ويتنقل من مدينة إلى أخرى بحثاً عن المصائب لنقلها إلى العالم الخارجي، ويقول لـ"النهار": وصلت إلى مكان القصف وكان لون الجدران هناك يميل إلى الاصفرار جراء القصف بغاز الخردل المحرّم دولياً".



هي المرة الثانية التي يستهدف فيها #داعش هذه المدينة، وهذه المرة كان النصيب الأكبر للأحياء الشرقية من المدينة ووسطها، ويشير الحلبي، الذي جال في المدينة بعد القصف إلى أن "الضربة الأولى كانت منذ 10 أيام حينما قُصفت مارع بـ 70 قذيفة كيميائية وأوقعت العديد من الجرحى، وبالامس تكرّر مشهد الاختناق وإصابة السوريين بالحروق وزاد عدد الجرحى بعد قصف المدينة بأكثر من 40 قذيفة تحمل الغازات الكيمائية متعدّدة الأصناف". ويضيف: "بدأت عملية القصف صباح الثلثاء وتواصلت حتى ساعات العصر، ما أدى إلى سقوط 20 شخصاً بينهم أطفال وشيوخ، بعض الحالات في المشفى الميداني كانت حرجة وبينهم طفل، تعافى بعضهم بجهود الفرق الطبية، خصوصاً في ظلّ عدم وجود أقنعة للحماية لما تبقى من المدنيين".



#غاز_الخردل
ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية لن يزيل حقد السوريين على النظام السوري الذي استخدم معهم الأسلحة نفسها، ويقول الحلبي: "إنهما شريكان في قتل المدنيين الآمنين، إنهما مجرمان لا يتورّعان عن ارتكاب أفظع الجرائم وأوحشها، في سبيل الوصول إلى غايتهما، والمشكلة أن المجتمع الدولي يكثر من الكلام لكنه على أرض الواقع لا يفعل شيئاً، مارع اليوم في خطر جراء الحصار الذي يفرضه تنظيم داعش".
ويوضح الحلبي الذي ارسل لنا بعض الصور من جولته الميدانية، أن "القصف جاء من تل مالد الواقعة جنوب شرق مارع، وتأكد الأهالي من أنها قذائف كيميائية، بعد أخذ عينة من القذائف وفحصها عن طريق مركز البحوث والدراسات، وأظهرت النتيجة أن القذائف تحوي غاز الخردل"، لافتاً إلى أن "داعش يعتمد في حربه على مارع على المفخّخات في المنازل السكنية ودخول انغماسيين بينهم أطفال".



مدينة الحاجي مارع
تعتبر مارع من أولى المدن الثائرة في وجه النظام السوري، وهي مدينة عبد القادر الصالح المعروف باسم "الحجي مارع" - أحد مؤسسي #لواء_التوحيد (توفي نهاية 2013)، ويوضح الحلبي أن "داعش تحاول أن تسيطر على مارع لكسر معنويات الثوار أولا، أما استراتيجياً فهي تعتبر بوابة ريف حلب الشمالي"، مذكراً بأن "مارع الآن محاصرة من ثلاث جهات من بلدة تلالين شمالاً، تل مالد شرقاً وحربل جنوباً، وبقيت جهة الغرب مفتوحة من ناحية بلدة الشيخ عيسى التي تفصل تل رفعت عن مارع".



الفرقة 30 دخلت - لم تدخل
مارع خالية من السكان وعدد العائلات فيها قليل جداً، فغالبيتهم نزحوا نحو المخيمات في ريف حلب الشمالي، وينتظرون مصير البلدة، خصوصا في ظل الحديث عن امكانية دخول "الفرقة 30" المدرّبة أميركيًّا في تركيا لكسر الحصار وطرد "داعش"، لكن الميدان لم يشهد على ذلك بعد.
المعلومات تشير إلى أن الفرقة باتت موجودة سرًّا داخل البلدة، لكنها لم تبدأ بمهماتها والعقبات كثيرة، ويقول أحد قياديي #الفرقة_30 لـ" النهار": "إذا سمحت #جبهة_النصرة بدخول الفرقة 30 إلى مارع سندخل إليها وبسرعة، لكن إلى الآن لم تسمح النصرة بذلك"، لافتاً إلى أن "النصرة انسحبت من كل الجبهات ضد داعش".



لا وجود للنصرة في مارع ويحميها اليوم أبناء المدينة، لكن القيادي يوضح أن "الجبهة مرابطة بجانب معسكر الفرقة 30 وتتطوق المكان، وبالتالي لا يمكن لعناصرنا التحرك وليس لدينا سوى خيار الانتظار لأن المنطقة على شفير الهاوية وأي تصعيد يُشعل المنطقة وهذا ما تريده النصرة"، مضيفاً: "الشعب حاول أن ينظم تظاهرات ضد النصرة دعما للفرقة 30، لكن منعهم الجيش الحر لأنه يحاول أن يتجنّب أي اشكال في ظل وضع يرثى له".
من المعروف أن عدد عناصر الفرقة ليس كبيراً، فعملية تخريج المتدرّبين لا تزال مستمرة، لكن القيادي يؤكد أن "العدد ليس مهما في هذه المعركة فمجرد دخول الفرقة إلى مارع سيشارك التحالف بالتمهيد لمعركتها جواً".
سألنا القيادي: ما موقف التحالف الدولي من محاصرتكم من النصرة؟ فأجاب: "لن يهتموا لأننا احجار شطرنج من دون كش ملك".



mohammad.nimer@annahar.com.lb
Twitter: @Mohamad_nimer