الغارات التركية "نقطة تحول" في الحرب على "داعش" أم خدعة جديدة؟

أعلنت #تركيا السبت شن أول غارة نفذتها مقاتلاتها داخل #سوريا ضد تنظيم #الدولة_الإسلامية، وذلك ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، فما الذي ستغيره الغارات التركية؟


الغارات التركية الاولى تأتي بعد شهر تقريبا على موافقة أنقرة في 22 تموز الماضي على استخدام الجيش الاميركي قاعدة أنجيرليك الجوية الرئيسية قرب الحدود السورية عقب أشهر من التردد. في حينه نسبت "النيويورك تايمس" الى مسؤول بارز في الادارة الاميركية أن هذا التطور يمثل "نقطة تحول" في الحرب ضد "داعش"، وخصوصاً في ما يتعلق بتنفيذ مزيد من الغارات على مواقع التنظيم في شمال سوريا. فبدل أن تنطلق من حاملات طائرات أو قواعد في الخليج، يزيد اقلاع المقاتلات من أنجيرليك المدة التي يمكنها التحليق فيها فوق مناطق "الدولة الاسلامية" ويفترض أن يتيح لها تأمين دعم جوي لمقاتلي المعارضة السورية المدعومين من الائتلاف، بمن فيهم أولئك الذين يدربون بموجب برنامج تشرف عليه وزارة الدفاع #البنتاغون.
في الخامس من آب، بدأت #واشنطن تنفذ غارات من مقاتلات تنطلق من انجيرليك الى سوريا. وبعد ذلك، بأربعة ايام، أعيد نشر ستة مقاتلات "ف 16" و300 عنصر دعم من قاعدة أفيانو في ايطاليا الى أنجيرليك، اضافة الى عدد من طائرات التزويد بالوقود.


وفي 12 آّب، بدأت مقاتلات "اف 16" تنفذ غارات ضد مواقع "داعش" في سوريا. البريغادير جنرال كيفن كيليا رئيس اركان القوات المشتركة في عملية "العزم الصلب، وصف أنجيرليك الاسبوع الماضي بأنها "موقع استراتيجي رائع بالنسبة الينا للانطلاق منها ودعم الجهود المناهضة لداعش في سوريا والعراق"، مضيفا أن "الاستخدام الاوسع للقاعدة في العلميات الجوية في سوريا يثبت آثارها المضاعفة الرائعة في ساحة المعركة".
مع أن المدة منذ بدأت واشنطن استخدام أنجيرليك ليست طويلة، الا أن الاثار "الرائعة" ليست ظاهرة.والاسبوع الماضي، نجح "داعش" في غزو قرى جديدة في شمال سوريا ويتقدم في انجاه مارع التي تسيطر عليها المعارضة السورية.


قد تكون تركيا وضعت قيودا على قوات المعارضة التي يمكن واشنطن دعمها.وزارة الخارجية أفادت صراحة أن "دعم وحدات حماية الشعب الكردية ليس وارداً في الاتفاق" بين #أنقرة والاميركيين، بينما قال ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية قبل ذلك بيومين بأن "وحدات الحماية استفادت من الدعم الجوي للائتلاف".


باتريك كوكبرن كتب السبت في صحيفة "الانيدبندنت" أن هناك اقتناع كبير في واشنطن إن تركيا خدعت الولايات المتحدة، عندما أظهرت أنقرة أنها تريد ضرب "الدولة الاسلامية" في حين كانت نيتها استهداف الأقلية الكردية .ويرى أن هناك دلائل أخرى تشير إلى أن تركيا تهدف أيضا إلى اضعاف حلفاء الولايات المتحدة المعارضين لتنظيم "داعش" في سوريا.


كوكبرن يستند في نظريته الى الفخ التي وقت فيه "الفرقة 30" التي دربتها القوات الاميركية لمحاربة "داعش" وسقط عدد كبيرر من أفرادها في قبضة "جبهة النصرة" لدى وصولهم الى سوريا في تموز.
وكان موقع "ماكلاتشي "أفاد قبل أيام أن "جبهة النصرة" حصلت على معلومات عن تلك الفرقة من المخابرات التركية، وأن دافع تركيا هو تدمير الفرقة التي أسستها الولايات المتحدة لقتال "الدولة الاسلامية".
حتى الان لا يبدو أن الحملة الدولية على "داعش" هي على طريق تحقيق الجزء الاول أقله من الهدف المرجو منها،وهو اضعاف التنظيم تمهيدا للقضاء عليه. وانضمام تركيا الى الحملة لم يكن "نقطة تحول".بالعكس،منذ اعلان تركيا رسميا فتح انجيرليك أمام مقاتلات الائتلاف، سجلت طلعات أقل ضد مواقع "داعش" في سوريا.


ويقول كوكبيرن إن تركيا تضع واشنطن أمام خيار وحيد هو تدريب قوات لها علاقة بتركيا ويكون هدفها الأساسي إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. فهل تنتظر تركيا المنطقة الامنة التي تطالب بها في شمال سوريا لتنخرط فعليا في الحرب؟


الخلاف بين أنقرة وواشنطن حول استراتيجية لمواجهة "داعش"، لا يزال قائماً. والدليل الرفض المتكرر لواشنطن إقامة منطقة آمنة في سوريا قرب الحدود مع تركيارفين.والخلاف بينهما يتعدى ذلك إلى اصرار واشنطن على أولوية إضعاف وهزيمة تنظيم "داعش" أولوية، وتشديد أنقرة على ضرورة إزاحة الرئيس السوري أولا ومن ثم مكافحة الإرهاب. وفي ظل هذا الخلاف الجوهري، قد لا يغير انخراط تركيا مباشرة في الحرب أكثر مما غيره فتح قاعدة أنجيرليك أمام االائتلاف الدولي.


Monalisa.freiha@annahar.com.lb
twitter:@monalisaf