المياه المقدسة ملوثة... ولكن "بمستويات آمنة"!

 


انها مجرد مياه. ملوثة! صح. ولكن "بمستويات آمنة"، حتى الساعة. ايا يكن، فان لمسها امر تبجيلي بالنسبة إلى ملايين الهندوس المشاركين في مهرجان "كومبه ميلا" الذي يقام على طول نهر "جودافاري"، ثاني اطول نهر في الهند بعد نهر الغانج. وبها يتطهرون من الخطيئة ويتقربون من الله، مستعيدين بذلك تقليدا يرجع إلى العصور القديمة.


بالآلاف، يتوافد الى "ناشيك" المؤمنون الهندوس من كل أنحاء الهند والعالم. ابناء قرى بأكملها وصلوا معًا، وتستمر احيانا تجمعاتهم الاحتفالية حتى ساعة متأخرة من الليل. كذلك، تجمع هناك آلاف الصوفيين.


في أديان كثيرة، تشكل المياه عنصرا أساسيا. فهي ضرورية للمعمودية عند المسيحيين، ولطقوس التطهير في حمامات "الميكفاه" عند اليهود الارثوذكس، وللوضوء قبل الصلاة عند المسلمين. كذلك، يجد المؤمنون الكاثوليك واتباع "الفودو" عزاء في مياه شلال "سوت دو" في هايتي.


ويعتقد الهندوس المتدينون أن أربع قطرات من الرحيق المقدس انسكبت من زمن بعيد خلال معركة بين الآلهة والشياطين. ومنذ ذلك الحين، تتناوب اربع مدن هندية على استضافة مهرجان "كومبه ميلا"، حيث انسكب الرحيق. وهذه السنة، يقام المهرجان في مدينة ناشيك المزدحمة طوال شهرين.


لحظة النزول في المياه هي لحظة الذروة التي يتوج بها المؤمنون سفرهم وجهدهم وصلاتهم. وتلمع مياه "جودافاري" الداكنة عند كل غطسة. بعضهم يعتمد الغطس بقوة، بعكس آخرين يفضلون النزول "اللطيف".


وقد عمدت السلطات الهندية الى فحص مياه النهر كل ساعات عدة، بحثا عن جراثيم مسببة للأمراض. وتصر على ان الملوثات لا تزال في "مستويات آمنة." يشار الى ان العديد من الأنهر في مختلف أنحاء الهند باتت قذرة، نتيجة تدفق مياه الصرف الصحي والمبيدات الزراعية والنفايات الصناعية السائلة في المجاري المائية بحرية، رغم قوانين حماية البيئة من التلوث.