بوتين والسيسي أكّدا أهمية تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب خبراء روس ومصريون لبناء محطة كهرباء نووية في مصر

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأن الطرفين شددا خلال محادثاتهما على أهمية تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.


قال بوتين: "تم التشديد على الأهمية المبدئية لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب بمشاركة اللاعبين الدوليين الأساسيين ودول المنطقة، بما فيها سوريا". وأضاف: "لدينا مواقف متطابقة في ما يتعلق بضرورة تكثيف مكافحة الإرهاب الدولي، وهي مهمة تزداد أهميتها نظرا الى المساعي العدوانية التي تبذلها التنظيمات الراديكالية، وفي الدرجة الأولى، الدولة الإسلامية (داعش)".
ووصف المحادثات مع السيسي بأنها جرت في جو بناء وودي، إذ تبادل الطرفان الآراء في مجمل العلاقات الثنائية التي كانت تحمل دوماً طابعا وديا ومتبادل المنفعة.
وكان بوتين قال في مستهل محادثات القمة الروسية - المصرية في الكرملين: "أعول كثيرا على أنه سيتسنى لنا خلال زيارتكم البحث في مسائل اقتصادية، وفي المناسبة، إن التبادل التجاري بين بلدينا زاد خلال العام الماضي بنسبة 86%، وكذلك مناقشة الوضع في المنطقة بشكل عام والتسوية الفلسطينية - الإسرائيلية ومكافحة الإرهاب. ومصر في كل هذه القضايا تلعب بالطبع دورا محوريا".
وذكر أن "أكثر من 400 شركة روسية تعمل في مصر وتعمل على تطوير الكثير من المشاريع"، موضحا أن "الصندوق الذي إنشئ بمشاركة المؤسسات الروسية والمصرية والإماراتية يعمل على تشجيع الاستثمارات وخصوصاً في مجال الطاقة". وأكد أن "شركات روسية ضخمة عدة تعمل في مصر في مجال الطاقة والنفط، وأن من أكبر أوجه التعاون مع مصر بناء محطة تعمل بالطاقة الكهروذرية بناء على التقنيات الروسية"، مشيرا إلى أن هناك خبراء من الجانبين يعملان حاليا على تنفيذ هذا المشروع.


السيسي
أما السيسي، فأفاد أن اللقاء الحالي هو الرابع لرئيسي البلدين، وأن ذلك "يؤكد الطابع الخاص للعلاقات الثنائية بين مصر وروسيا". وقال إن "الشعب المصري ينظر بأمل إلى آفاق تطوير العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي وكذلك في مجال مكافحة الإرهاب وخصوصاً في تلك المنطقة التي تواجه مشاكل كبيرة تتعلق بالإرهاب والتطرف".
وأضاف أن "الحكومة المصرية تكافح هذا الشر ليس فقط من خلال استخدام القوة، بل كذلك بتنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا". وأعرب عن شكره القيادة الروسية لحضور رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف افتتاح قناة السويس الجديدة". وتحدث عن طفرة في العلاقات الاستراتيجية بين روسيا ومصر. واعتبر أن لقاءه بوتين يثبت خصوصية العلاقات القائمة بين الشعبين، وسيؤدي إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما في المجالات المختلفة.
وهذه الزيارة الثانية للسيسي لموسكو في السنة الجارية، وكان حضر في أيار الماضي احتفالات الذكرى السبعين للانتصار على النازية. كما زار الرئيس المصري روسيا في آب 2014، فيما زار بوتين مصر في نيسان 2015.
وكانت الدائرة الصحافية للديوان الرئاسي الروسي قد أعلنت في وقت سابق أن الرئيسين "سيتبادلان الآراء في تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وفي شمال افريقيا، مع التركيز على الأوضاع في سوريا وليبيا وعلى آفاق تسوية نزاع الشرق الأوسط. كما من المتوقع أن تركز المحادثات على مسائل التصدي للإرهاب الدولي، إذ أكدت الرئاسة أن روسيا تدعم الجهود النشيطة التي تبذلها مصر على هذا المسار، كما أنها مستعدة للمساهمة بشتى الوسائل في تعزيز القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية في هذه البلاد. وبالإضافة إلى القضايا الدولية، سيبحث الرئيسان في مجمل العلاقات الروسية - المصرية بما في ذلك آفاق تعزيزها في المجال التجاري -الاقتصادي".
ويذكر أن مصر وروسيا وقعتا حديثاً عقودا لتصدير معدات عسكرية تقدر قيمتها بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.