هل يتحوّل تبادل القصف في الجولان الى مواجهة واسعة؟

يمكن ادخال الرد الإسرائيلي القاسي على #صواريخ الغراد التي أُطلقت من داخل الاراضي السورية على الجهة الإسرائيلية من هضبة #الجولان وعلى اصبع الجليل، ضمن اطار المساعي التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد بناء #إيران قاعدة عمليات عسكرية في الجولان بمساعدة "حزب الله" وتنظيمات اخرى موالية لها يمكن ان تستخدم نقطة انطلاق للقيام بهجمات ضدها.


وقد شهدت الاشهر المنصرمة وقوع اكثر من حادث على جبهة الجولان، ابرزها عملية الاغتيال في شهر كانون الثاني الماضي التي استهدفت عماد مغنية ومسؤولين عسكريين إيرانيين كبار ومن #حزب_الله ، والتي رد عليها الحزب يومها بهجوم ضد دورية #إسرائيلية في مزارع شبعا ادت الى مقتل جنديين إسرائيليين.


فسّر المراقبون الإسرائيليون القصف الاخير على الجولان والجليل بانه رد انتقامي إيراني على قيام #طائرة من دون طيار يرجح انها إسرائيلية قبل 3 أسابيع بقصف قافلة مؤلفة من ثلاث سيارات قرب قرية الحضر الدرزية، مما ادى الى مقتل 5 اشخاص، اثنان من "حزب الله" وثلاثة من سكان قرية الحضر ينتمون الى تنظيم "المقاومة السورية" الذي يتزعمه وفقاً لمصادر إسرائيلية سمير القنطار ومصطفى مغنية شقيق عماد مغنية، والذي يعمل في اشراف مباشر من الإيرانيين.


في نظر إسرائيل مسؤولية القصف تتحمله بالدرجة الاولى سوريا وإيران، و"حزب الله" والتنظيمات الدائرة في فلك إيران. ففي رايها لا يمكن اطلاق صواريخ من قلب الجولان السوري الواقع تحت سيطرة النظام من دون معرفة الجش السوري. وهذا هو سبب القصف الإسرائيلي الشديد وغير المسبوق لمواقع تابعة للجيش السوري. بيد ان تحميل إسرائيل إيران المسؤولية لا يهدف فقط الى توريطها عسكرياً بما يجري في الجولان، بل يهدف ايضاً الى توظيف ذلك في الحملة الإسرائيلية ضد الاتفاق النووي مع إيران وابراز دور إيران التخريبي في المنطقة. وقد برز ذلك بصورة واضحة في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمهم وزير الدفاع.


لكن رغم ذلك، فقد عكست ردود الفعل الإسرائيلية بوضوح عدم الرغبة في تطور القصف الى اكثر من ذلك، والمحافظة على ابقاء المواجهة في اطارها المحدود. وتجمع التقديرات الإسرائيلية على ان ليس من مصلحة الإيرانيين ولا "حزب الله" في المرحلة الحالية التورط في مواجهة واسعة وقت يخوضون فيها معارك ضارية ضد مقاتلي المعارضة السورية في اكثر من جبهة. ويبدو ايضاَ انه ليس من مصلحة إسرائيل التسبب بحرب على جبهتي الجولان وجنوب لبنان في التوقيت الحالي، لا سيما ان الجيش الإسرائيلي بصدد وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الاخطار الجديدة.


ما يمكن قوله ان القصف الإسرائيلي الشديد على سوريا رفع درجة سخونة المواجهة الدائرة هناك بين إسرائيل وبين التنظيمات التي تعتبرها متحالفة مع إيران، لكن من دون المخاطرة بان تتحول هذه المواجهة الى حرب واسعة النطاق يبدو انها مؤجلة في الوقت الحاضر.