الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

معرض في المركز التركي "يونس إمره": أعمال يدوية وألوان تستحضِر سِحْر الأناضول

المصدر: النهار
ميليسا لوكية
معرض في المركز التركي "يونس إمره": أعمال يدوية وألوان تستحضِر سِحْر الأناضول
معرض في المركز التركي "يونس إمره": أعمال يدوية وألوان تستحضِر سِحْر الأناضول
A+ A-

استكمالاً للرسالة الثقافية التي يحملها من أنقرة إلى بيروت وتتويجاً لمساعيه الرامية إلى نقل الألوان التركية إلى لبنان، افتتح مركز "يونس إمره" الجمعة 7 آب الجاري في مقرّه في وسط العاصمة معرضاً وورشة عمل عن أبرز الأعمال اليدوية التركية ويستمرّ حتى الاثنين 11 آب من السادسة والنصف مساء. وقد عرض فنانان تركيان أمام الحضور لوحات استُخدم فيها فن الإيبرو أو فن الرسم على المياه وفن الألباد، وهو نوع من الختم على القماش، وسط أنغام تركية تقليدية وحضور لبناني وتركي واسع.


المعرض الذي رعاه وافتتحه السفير التركي في لبنان إينان أوزيلديز، تضمّن عروضاً حية عن كيفية استخدام هذين الفنين المهمين، مع لوحات وأقمشة عُلّقت على الجدران ونقلت عبق منطقة الأناضول وألوانها الحية.


وقد فسّرت الأستاذة في جامعة "هيتيت" التركية بيغول أوزكوجا لـ"النهار" أنَّ "فن الإيبرو من أهم الفنون التركية القديمة الذي ينتج منها أهم الأعمال اليدوية بالنسبة إلى بلادها، إذ له تاريخ طويل جداً وهو منتشر في كلّ أرجاء تركيا وفي المنطقة أيضاً". وكان هذا النوع من الفنون يُستخدم سابقاً في تجليد الكتب وتغليفها، وخصوصاً الصفحات الداخلية وأطراف الكتب. وعلى غرار الفنون الأوروبية التي تطوّرت مع الوقت، نال هذا الفن الكلاسيكي نصيبه من التطور إلى أنَّ أدخل في المناهج الدراسية في عدد كبير من الجامعات التركية، وتحديداً في كلّيات الفنون الجميلة.


وتتابع أوزكوجا أنَّ "الأصباغ المُستخدمة في الرسم طبيعية وعضوية، مُستخرجة من التراب ولا تدخل فيها الأصباغ الاصطناعية، ما يجعلها قادرة على مقاومة العوامل الخارجية والطبيعية، وعدم التأثر بها، وتالياً، تبقى كما هي لفترة طويلة. ويتفرّع من هذا الفن أنواع إيبرو أخرى، كالـ çiçek ebru والـ taraklı ebruمثلاً، وهي تصب كلّها في الخانة عينها لكنّ الفارق بينها يكمن في الأشكال التي تأخذها الألوان واللوحات المرسمومة". ومن أجل إكساب الإيبرو حقه في تخطّي الحدود التركية وأخذ سمة عالمية، تؤكّد أوزكوجا أنّها تحاول بقدر الإمكان التعريف بهذا الفن خارج تركيا، وخصوصاً في لبنان ومختلف دول الشرق الأوسط وأوروبا كفنانة وأكاديمية. ويستخدم الإيبرو أيضاً في صناعة الشالات، ربطات العنق والملابس، إلى جانب صناعة اللوحات الفنية.


وأثناء تقديم العروض، راحت أوزكوجا تنثر الألوان المختلفة بكلّ خفة على سطح الماء الموضوع في وعاء مسطّح، وفي يدها ريشة طويلة، قبل أن تستهلك الورق المرمري السميك وتلقيه على سطح المياه، ومن ثم تسحبه ببطء وعناية لتحصل على لوحة ذات ألوان منعشة وفرحة.
أما بالنسبة إلى النوع الثاني المذكور، أي فن الألباد، فهو نوع من الختم على القماش، نشأ في منطقة اسمها "توكت" في وسط الأناضول، قبل أن ينتشر في كل المناطق، وخصوصاً في كستامونو شمال تركيا. وتستخدم في هذا النوع من الفنون أيضاً الأصباغ الطبيعية، مع العلم أنَّ البعض قد يلجأ أحياناً إلى استبدالها بالأصباغ الصناعية، تسهيلاً لعمله وتسريعاً له، إضافة إلى خشب الجوز الذي لا يمتص الماء ولا يتغير شكله.


ويمكن لكلّ محبّي الفنون عموماً والتركية خصوصاً التوجه إلى المركز الثقافي التركي "يونس إمره" في وسط بيروت لحضور المعرض، إذ إنَّ الألوان هي الطاغية، بعيداً من كلّ المشكلات التي تعانيها البلاد على مختلف الصعد. وبهذا، تُثبت بيروت أنّها رغم كلّ الظروف، تبقى حاضنة للثقافة على مختلف أنواعها.


[email protected]  


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم