عون يتدخّل لتوريث باسيل رئاسة "التيار" \r\nناشطون: ما جدوى المبادئ إذا تصرّفنا مثل غيرنا؟

لم يستطع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون كبح جماح النواب ومنسقي المناطق عن الكلام المباح في احوال "التيار الوطني الحر" وانتخاباته وشجونه. فما ان خرج هؤلاء من الرابية قبل أيام، حتى بادرت غالبيتهم الى تسريب اخبار عما جرى في الاجتماع الطارئ الذي دعا اليه العماد عون تحت عنوان البحث في انتخابات "التيار الوطني الحر" ورئيسه الجديد، لتصبح على كل شفة ولسان.


لم يتوقع الناشطون ان تصل الأمور وحدة خطاب عون الى المستوى الذي وصلت اليه، وفي رأيهم ان سبب غضبه وانفعاله يعود الى حسابات الماكينة الانتخابية في "التيار" لنتائج الاصوات المجمعة لدى كل من باسيل ومنافسه الان عون، والتي اظهرت هزيمة محققة لوزير الخارجية، وانتصاراً لابن شقيقة العماد عون اي النائب آلان عون، الذي يستند الى حركة واسعة من المعترضين سواء بين النواب أو منسقي المناطق، اضافة الى الناشطين المؤثرين في جماهير "التيار" والذين جرى ابعادهم تدريجاً عن مراكز القرار في الحزب لمصلحة المتمولين من "العونيين الجدد". وتعني حركة كل هؤلاء الاصلاحيين والمعترضين ان الطاولة انقلبت على باسيل بما لا يمكن تصحيحه في المدى المنظور وقبل الانتخابات المقررة في ايلول، وهو ما يعني تبدل خريطة كل الحسابات "الرئاسية" في "التيار الوطني الحر"، ومعها تبخر كل الاحلام في وراثة الترشح لرئاسة الجمهورية ايضا خلفا للعماد عون بعد عمر طويل.
وتظهر حسابات الاصوات الانتخابية في "التيار"، ان مراكز الثقل الرئيسية المتمثلة في اقضية المتن وبعبدا وزحلة وجزين وجبيل خرجت في غالبيتها الساحقة من تحت عباءة باسيل، الأمر الذي اضطر العماد عون الى التدخل، بعدما بقي الى جانب باسيل قضاء البترون، مع خروق واسعة لمنافسيه، وقضاء عكار الذي يجهد معارضون لباسيل هذه الايام لشد عصبهم فيه من خلال الجولات المتكررة على الناشطين العونيين في البلدات والقرى، مستندين الى التأثير الكبير للعميد المتقاعد جورج نادر الذي يقف الى جانب مشروع "مأسسة التيار الوطني ورفض التوريث السياسي". ونجاح الاصلاحيين في "التيار" في سحب البساط من تحت اقدام باسيل في عكار يعني حسم المعركة الانتخابية في شكل جذري ونهائي، وقد يؤدي ربما الى تأجيل الانتخابات الى أجل غير مسمى بعدما بلغت الانتفاضة الصامتة ضد باسيل ذروتها بين محازبي "التيار".
ويقول ناشطون في وصف ما يجري ان المعركة هي بين المبادئ والتناقضات، وان العماد عون لا يمكنه ان يدعو المحازبين الى الديموقراطية ومواجهة الاقطاع السياسي والعائلي ويبادر في الوقت عينه الى اعتماد مسار التوريث الذي تطبقه الاحزاب المسيحية الاخرى ويشير هؤلاء الناشطون في "التيار" الى ان عون لا يمكنه ان يتبنى الشيء ونقيضه، وتالياً فإن قسماً كبيراً من المحازبين هم من الخارجين على احزابهم المسيحية لرفضهم السياسات التقليدية، واقتباس تجارب الاحزاب المسيحية الاخرى يعني ان كل تجربة حزب "التيار الوطني الحر" ومشروعه السياسي والاصلاحي في التغيير تتجه الى الانهيار والعودة الى النقطة الصفر التي لا قيامة لأي حزب من بعدها، وهذا ما يعمل الاصلاحيون في "التيار" على مواجهته.