احتمالات اقفال مركز العيادات الصحية القطرية في وادي خالد

ميشال حلاق

أبدى اللاجئون السوريين القاطنون في منطقة وادي خالد قلقهم الشديد من احتمال اقفال مركز العيادات الطبية النموذجية القطرية في بلدة الكنيسة في وادي خالد نهاية الشهر الحالي .


وأشاروا في بيان الى ان هذا المركز أنشئ منذ اكثر من سنتين لتقديم الرعاية الصحية للاجئين السوريين في هذه المنطقة، والذين يربو عددهم على الـ 35 الف لاجىء سوري يعتمدون على ما يوفره المركز من خدمات صحية ومعاينات وادوية ومساعدات على غير صعيد، مكنتهم من تخطي العديد من الصعوبات على مر السنوات الماضية.


ويتساءل الللاجئون السوريون عن الأسباب التي قد تدفع لاقفال هذا المركز الصحي الحيوي الذي شكل الملجا ربما الوحيد للمرضى السوريين في هذه المنطقة. وقالوا ان اقفاله سيشكل خللا كبيرا في مسالة ضمان الرعاية الصحية لكافة العائلات السورية النازحة الى وادي خالد، التي تفتقر الى المراكز الصحية القادرة على استيعاب اعداد المرضى من اللبنانيين والسوريين على السواء (يعيش في وادي خالد حاليا حوالي الـ 37 الف مواطن لبناني و35 الف لاجئ سوري).


واملت العائلات السورية من امير قطر تميم بن حمد الذي كان له الفضل بانشاء هذا المركز، الاستمرار بمكرمته والعمل على العودة عن هذا القرار وابقاء تقديماته الصحية والانسانية والاجتماعية التي احدثت فرقا نوعيا ومحسوسا لدى كل اللاجئين السوريين في هذه المنطقة المستفيدين من تقديماته .
ولفت الاهالي الى انهم سينظمون لقاءً عاماً يجمع كل العائلات السورية في وادي خالد عند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة المقبل امام مركز العيادات القطرية في بلدة الكنيسة في وادي خالد للمطالبة بعدم اقفاله .


من جهته، ناشد رئيس بلدية وادي خالد الدكتور فادي الاسعد وفي بيان باسم رؤساء بلديات وادي خالد الـ 8 ، امير دولة قطر تميم بن حمد اعطاء توجيهاته للفريق القطري العامل في لبنان لاستمرار عمل هذا المركز لانه قد شكل صمام امان للاخوة السوريين المقيمين على الصعيدين الصحي والانساني .
واضاف: واننا كمجتمعات اهلية نرى في قرار اقفال المركز غاية الخطورة على مجمل الاوضاع الصحية في هذه المنطقة، وليس فقط على الاخوة السوريين المستفيدين بشكل خاص من تقديماته، لان تداعياته ستطال ايضا المجتمعات المحلية المضيفة التي هي بالاساس تعاني من ضعف الامكانات على الصعيد الصحي نتيجة الاحتياجات الصحية المتعاظمة لدى ابناء العائلات اللبنانية في وادي خالد بشكل خاص .


واننا نتخوف من فوضى عارمة في حال اقفل المركز ذلك ان المؤسسات الصحية الحكومية اللبنانية، تكاد لا تستطيع تأمين الرعاية الصحية للبنانيين، فكيف يمكنها تأمينها للاخوة السوريين، وليس بامكاننا نحن ابناء وادي خالد تحمل اعبائه . واننا سنكون كرؤساء بلديات واهالي وادي خالد الى جانب الاخوة السوريين عند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة المقبل للتضامن معهم في المطالبة بالابقاء على عمل هذا المركز الصحي وتقديماته .


من جهتها اشارت الدكتورة اميرة الصغير، مديرة مشروع مراكز العيادات النموذجية القطرية في لبنان، الى اهمية كلا المركزين القطرين العاملين في لبنان، وقالت ان اكثر من 5000 مريض من اللاجئين السورين يتلقون العلاج شهريا في كل مركز من المركزين التابعين للفريق القطري سواء في زحلة او في وادي خالد، و52 بالمئة منهم هم من الاطفال. بالاضافة الى عدد كبير من النساء اللواتي يعانين سوء التغذية والاثار السلبية التي ترتبت عن هذا الامر على صحة النساء الحوامل كما على الاجنة والاطفال حديثي الولادة.


وهذا المركز مجهز بكل التجهيزات المفترض توافرها في اي مستوصف صحي، حيث تتم معاينة المرضى من قبل اطباء اخصائيين في مختلف الاختصاصات، وتم التعاقد مع عدد من مختبرات الدم لمتابعة اوضاع المرضى بالاضافة إلى تأمين الادوية مجانا وتوزيع سلل خاصة للنظافة الشخصية. كما سهر المركز على تنظيم المئات من حلقات التوعية الصحية في كافة المناطق المحيطة بهذا المركز الذي شكل ضمانة صحية لكل السوريين المقيمين في وادي خالد ووقاية للمجتمعات الحاضنة المستفيد من هذه المراكز بشكل غير مباشر وذلك بالتسيق الدائم .
واحتضن المشروع عددا من حالات المرض الصعبة جدا ووقف الى جانب اهالي المرضى وتم دفع تكاليف وتغطية العديد من العمليات الجراحية.