هل ايران حقاً أضعف مما تبدو؟

هل القدرة العسكرية لايران حقيقة أم خرافة؟ وهل #ايران حقاً اضعف مما تبدو؟.في مراكز الابحاث ومؤسسات الرأي في #الولايات_المتحدة نقاش واسع في شأن القدرة العسكرية لايران.في الاسابيع الاخيرة للمفاوضات النووية في فيينا، خرج الى العلن مقالات وآراء متناقضة في هذا الشأن. البعض على غرار الباحث راي تاكيه المناهض بقوة للاتفاق حذر من أن " امبراطورية الجمهورية الاسلامية" ستكون"الارث الاخطر " للاتفاق النووي. وفي المقابل، خرجت أصوات قوية تقول إن ايران أضعف مما تبدو، وذهبت أخرى الى الحديث عن "أسطورة " القدرة العسكرية لايران.
نقطة انطلاق النقاشات كانت العقدة التي كادت تطيح مفاوضات فيينا، والمتعلقة برفع العقوبات عن ايران وتحديداً الحظر على الاسلحة.واللازمة التي تكررت دائماً كانت تقول إن ايران المقيّدة بعقوبات تمكنت من بسط نفوذها على أربع عواصم عربية، العراق ودمشق وصنعاء وبيروت، فماذا يمكنها أن تفعل بعد أن تتحرر من العقوبات وتتمكن من استيراد الاسلحة؟.
تريتا بارسي، رئيس المجلس الوطني الاميركي-الايراني قال في مقال ل"الفورين بوليسي" وسمح ل"النهار" بالاقتباس منه، إن الروايات المبالغ فيها التي سرت في واشنطن عن صعود اقليمي لايران عقب الاتفاق النووي لا تنسجم مع الواقع. فعلى رغم أن السلوك الاقليمي لايران لا يمكن الدفاع عنه، يقول إن جيرانها يملكون أنظمة عسكرية قادرو على حمايتهم من اي خطر.
وفي تقرير ل"مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية" أن دول الخليج تتمتع بأفضلية ساحقة على ايران في كل من الاتفاق العسكري والقدرة على الوصول الى الاسلحة الحديثة.
الباحث أنتوني كوردسمان الذي يرأس كرسي أرليه بورك في الشؤون الاستراتيجية في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" يقول إن دول #مجلس_التعاون_الخليجي زادت الانفاق الدفاعي على القوات العسكرية التقليدية ستة أضعاف منذ 2007.ولئن يقول إن التقديرات لعام 2014 غير مؤكدة، يرجح أن دول الخليج أنفقت نحو 114 مليار دولار على الدفاع في مقابل 16 مليار دولار لايران.
وبين 2004 و2011، يقول كوردسمان إن ايران خصصت 2,4 ملياري دولار لعقود جديدة للتسلح ، بينما أنفقت دول الخليج 106 مليارات.
وكما لجهة حجم التسلح، يلفت تقرير "مركز الدراسات" الى أن دول الخليج تمتلك بعضاً من الاسلحة الاكثر تطورا وفاعلية في العالم، في الوقت الذي اضطرت ايران الى العيش في الماضي.وهذه الترسانة الخليجية تشمل الاسلحة الاميركية الاكثر تطورا على غرار المقاتلات الاحدث من "بوينغ" ولوكهيد مارتن" وطائرات "بريدايتور" من دون طيار ومقاتلات هليكوبتر من طراز "أباتشي" وأنظمة "باتريوت" لسلاح الجو ، اضافة الى الصوارخ والقذائف والاسلحة الاخرى الاكثر تطوراً.
وفي المقابل، يقول تريتا بارسي إن أنظمة الاسلحة في ايران عفا عنها الزمن.فباعتمادها على المعدات العسكرية من ايام الشاه ومع عججزها عن ايجاد شريك فاعل في الخارج يمكنها الاعتماد عليه لشراء أسلحة، اضطرت الى الاعتماد على قاعدتها الصناعية في اي تطور حقيقي لبرامجها العسكرية.
ومع اقرار واسع بأن ايران تمتلك المخزون الاوسع من الصواريخ الباليستية في المنطقة، يقول كوردسمان أن طهران كانت أقل من ناجحة في ذلك، وهو ما يجعلها في موقف غير مناسب لجهة الانفاق والتسلح مقارنة بخصومها الاقليميين.
بعد العقوبات
ولكن هذا كان في ظل العقوبات، وربما قبلها ايضاً، فما هو تأثير تحرر الاموال الايرانية والرفع المرتقب للحظر عن تصدير الاسلحة لايران في السنوات المقبلة، على الترسانة الايرانية؟
استنادا الى الاتجاهات السائدة، يقول بارسي إن الوضع لن يتبدل كثيراً ، لافتاً الى أرقام "معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام" تشير الى أن الانفاق العسكري السابق للجمهورية الاسلامية يظهر أن نفقاتها كانت دائماً في حدود ثلاثة في المئة من ناتجها المحلي الاجمالي.الى ذلك، أكد أن الانفاق العسكري الايراني زاد على نحو طفيف، ولم يتراجع خلال فترة العقوبات. أضف الى ذلك أن القوى الخارجية، وفي مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ستحافظ على انتشارها العسكري في الخليج، وربما يمكن أن تزيده.
كوردسمان من جهته يبرز الأهمية المتزايدو للدور الذي ستضطلع به واشنطن في عقود التسلح الجديدة التي "ستحدد التوازن العسكري الاستراتيجي الخليجي في المستقبل".
مدير "مؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري" رياض قهوجي المطلع على التوجه السائد في بعض مراكز الابحاث الاميركية لتقليل حجم القدرات العسكرية #الايرانية، يقول لـ"النهار" إن قوة طهران تكمن في الحرب الهجينة، اي ما يشبه #حرب العصابات والميليشيات والاعتماد على الصواريخ، فهي لا تملك عملياً سلاح جو متطوراً شبيهاً بسلاح الجو الذي تملكه الدول العربية، ولا تكنولوجيا متقدمة لسلاح البحر.ويقر بأداء عربي متطور ظهر في #اليمن أخيراً ، معتبراً أنه يناهز اداء سلاح الجو الاميركي.ولكنه لا يقلل قدرة الحرب الهجينة التي تستطيع ايران تحريكها عبر وكلاء ، على تقويض الدول من الداخل.
Monalisa.freiha@annahar.com.lb
Twitter: @monalisaf