سفير اوروبي: ما نراه في شوارع لبنان لم نشاهده في سوريا والدول التي تشهد حروباً

"عار على لبنان وعلى قادته ان يجعلوا من #النفايات مادة للاشتباك السياسي. وعار على وزراء ممثلين لفريق سياسي ان يجاهروا بأن هذه المعضلة لن تكون بندًا على جدول جلسة #مجلس_الوزراء الأسبوعية اليوم. وكان من الضروري ان ينعقد المجلس بشكل دائم لمنع تراكم النفايات في جوار المباني السكنية، تفوح منها الروائح التي يستنشقها المواطن أينما كان في بيروت او في اي مدينة او قرية منتشرة على الاراضي اللبنانية".
هذا الكلام القاسي قاله سفير دولة اوروبية بارزة لأحد الوزراء البارزين منبها الى ان هذا التقاعس في ترك موضوع النفايات المرمية على قارعة الطريق هو بداية لتلوث بيئي، سيجلب الأمراض التنفّسية المستعصية لمن يتنشقها ممن يسكن قرب أكوام النفايات .
ومما قاله السفير خلال المقابلة تردّدتُ في إثارة هذا الموضوع الذي ليس هو الهدف من اجتماعنا، لكنني لم أتمالك نفسي من ان أبلغك عن خطورة تفشي الأمراض التي يمكن ان تتكاثر لا سيما في هذا الطقس الحار. ولفت الى انه اذا كان عقد الشركة المكلفة جمع النفايات وطمرها قد انتهى، وان الوزارة المختصة ليست جاهزة لتكليف شركة اخرى الحلول محلها، ألَمْ يكن من الاجدى ان يمدّد للشركة التي كانت تقوم بمهامها فترة زمنية كافية لإيجاد شركة اخرى جديرة بأن تقوم بهذه المهمة التي هي أساسية لصحة الانسان.
ولفت السفير انتباه الوزير كنت أتوقع وانا أمارس مهماتي في #بيروت منذ نحو سنتين ان تسوء الأمور اكثر مما هي عليه، وان تُظهر الحكومة عجزها في معالجة قضايا اخرى، نظرا الى عدم وجود رئيس جمهورية يشرف على اعمال الحكومة، لكن ان تعجز هذه الحكومة عن موضوع كالنفايات، فهذا لم نسمع به لا في سوريا التي تشهد معارك شرسة على أراضيها منذ اربع سنوات ولا في العراق ولا حتى في اليمن. وتمنّى قبل الدخول في الموضوع الأساسي للمقابلة الاسراع في معالجة أزمة النفايات قبل ان تعجز المستشفيات عن استقبال جموع المرضى المصابين من جراء تنشقها.
هذا نموذج لما أصبحت عليه صورة الحكومة وبعض الافرقاء المتمثلين فيها العاجزين حتى عن التعاطي مع مثل هذه الازمة وترك معالجتها الى حين وقف الشركة خدماتها بانتهاء موعد العقد.
ومن يتابع انتقادات الناس لتقصير الحكومة عن معالجة العجز عن جمع النفايات من الشوارع، يتبين مدى فقدان الثقة بينها وبين الناس، الذين بلغ انزعاجهم الذروة مع أزمة النفايات بعد عجز #النواب من انتخاب رئيس للجمهورية، وقبولهم مع القوى السياسية بهذا الواقع، وغير متهيّبين للتداعيات السلبية للفراغ الرئاسي.
واللافت ان الناس تطالب بصوت عالٍ تغيير العاجزين عن معالجة أزمة النفايات التي لا تحتمل اي تسويف او تأجيل .