ملحدة، حرّة جنسياً وتحبّ الوعظ!

نلمح في مسلسلاتٍ لا تدهش المُشاهد، شخصياتٍ تؤدي أدواراً يمكن التوقف عندها. لا بدّ أن يلمع اسمٌ أو وجهٌ أو دورٌ جاذب. سنتيا خليفة في مسلسل "أحمد وكريستينا" ("الجديد") تحمل في ملامحها ما قد يفرض التمهُّل والتمعُّن. تملك شيئاً من الكاريزما التي تخوّلها إيفاء الشخصية حقّها بلا جمود أو افتعال. سنا دورٌ يتطلّب شابة تملك في أعماقها الاستعداد للمغامرة. لا يستقيم الدور في جسد جامد وعقل لا يثور. ولا في عينين خائفتين من نظرات قاسية. سنا هي الهيبية التي تتحمّل جنون العيش من أجل قيمة الحرية، لكنّ العمل يربط "جنونها" بجنون مجتمعٍ لم يترك لأبنائه الخيار الحرّ، ويُبيّنها مكسورة من الأعماق، يائسة، مصيرها التنقُّل بين الهزائم.


لم يَحُل اعتبار سنا مجرّد "ردّ فعل" على مجتمع القيد بسلطتَيْه الدينية والعائلية، دون الإبقاء على خصوصية الشخصية وفرادة خِصالها وسط السيستم الطاغي. يغرق المسلسل في كليشيات الإسلام والمسيحية وحسابات المذاهب، ويُقدِّم سنا كبديل "متطرِّف" لن يلقى إجماعاً. يضع التمذهب والتعصّب في مواجهة الإلحاد والانعتاق الديني، ويضع، عبر شخصية سنا أيضاً، الزواج "المُبارك دينياً" في مواجهة الزواج المُتحقق من دون شرط. سنا شابة عزباء، غزيرة العلاقات الجنسية، تتمسّك بحرية ألا يمتلكها عقدٌ أو رجل. تجمع ما يثير السخط الاجتماعي: الإلحاد والجنس والتمرّد، فتكون للصخر الأصمّ نقطة الماء التي تجهد لتحفر في العمق، ولن تستسلم مهما طال الحَفْر. يُسيء المسلسل الى الدور بسوقه الى الوعظ، فتبدو سنا في معظم مَشاهدها مثل مدرِّسٍ يؤدّب تلامذته، وفي بعض الأحيان مثل مرشدة.


fatima.abdallah@annahar.com.lb


Twitter: @abdallah_fatima