الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بين البطريرك افرام والبابا "كلام كثير" غدًا... و"معطيات" عن المطرانَين المخطوفَين

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
بين البطريرك افرام والبابا "كلام كثير" غدًا... و"معطيات" عن المطرانَين المخطوفَين
بين البطريرك افرام والبابا "كلام كثير" غدًا... و"معطيات" عن المطرانَين المخطوفَين
A+ A-

انه البطريرك الآتي من عمق الشرق، بسريانية نادرة على الشفتين تفتخر بجذور الارض. ارضنا. ومعه يكون الحدث الكنسي غدا في الفاتيكان. الموعد بين الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني والبابا فرنسيس حُدِّد الجمعة 19 حزيران 2015، "في العاشرة والنصف قبل الظهر بتوقيت روما". و"كلام كثير سيُقال"، يقول لـ "النهار". "ساشكر اولا للبابا محبته واهتمامه بالشرق الاوسط، وصلاته الدائمة من اجل سوريا والعراق ولبنان وكل الشرق، وخصوصا من اجل مسيحييه. وساطلب منه ثانيا ان يستعمل علاقات الفاتيكان باوروبا خصوصا، لايجاد حل سلمي للمنطقة، ووقف الحرب، والتدخل لدى دول اقليمية تساعد في دخول الارهابيين الى سوريا والعراق ولبنان".


حجر سوري اصيل
الخوف على مسيحي الشرق يضعه ايضا البطريرك على مكتب البابا. "ساقول له ان لدينا مخاوف من ان يتقلص وجودهم الى نقطة العدم. وهذا يضر، ليس بهم فحسب، انما ايضا بكل ابناء المنطقة، لاسيما المسلمين منهم. ساقول له انه رغم هجرتهم الكبيرة، هناك مسيحيون كثيرون مصممون على البقاء في ارض آبائهم واجدادهم. وسنطلب منه ان يتواصل الفاتيكان مع الدول الاوروبية التي لها تأثير في المنطقة وفي القرارات المصيرية فيها".


مقتنع البطريرك افرام الثاني بان الفاتيكان قادر على التأثير. "لا، الازمة في المنطقة لا تتجاوز قدراته. يجب الا ننسى انه دولة وكنيسة"، يقول. من اهداف زيارته للفاتيكان "ان اجتمع بكرادلة كبار مسؤولين في الدوائر الفاتيكانية يستطيعون ان يتخاطبوا مع نظرائهم في الدول الاوروبية. كذلك، يتمتع الفاتيكان بسلطة روحية واخلاقية على عدد من الدول الاوروبية التي لا تزال تتمسك بجذورها المسيحية. وبالتأكيد، لا يزال لكلام البابا وزن كبير".


يومان في الفاتيكان. وفي حقيبة البطريرك هدية الى البابا: منحوتة حجرية تمثل القديس بطرس، صنعت من حجر سوري اصيل وقديم، وتزن 5 كيلوغرامات. انها اول زيارة رسمية للبطريرك افرام الثاني الى الكرسي الرسولي منذ تنصيبه بطريركا. ويواكبه فيها بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الذي سافر خصيصا الى روما، لاستضافة البطريرك والوفد المرافق في مقر بطريركيته، "تعبيرا عن محبته وايمانه بالعلاقة القوية بيننا ككنيستين". وفي الاجندة البطريركية، لقاءات يجريها افرام الثاني اليوم الخميس مع كرادلة كبار في الدوائر الفاتيكانية. ويتوّجها "باجتماع ثنائي مطول مع البابا الجمعة، يعقبه اجتماع عام ينضم اليه اعضاء الوفد البطريركي ومسؤولون فاتيكانيون. وبعد صلاة قصيرة مشتركة من اجل السلام في سوريا والشرق الاوسط، يبقي البابا ضيفه البطريرك ووفد المطارنة المرافق الى غداء مشترك".


طالما النية موجودة
قديمة الصداقة بين كنيسة السريان الارثوذكس والكرسي الرسولي. العام 1971، وقّع البطريرك يعقوب الثالث والبابا بولس السادس "اعلانا مشتركا مهما". والعام 1984، وقع البطريرك زكا الاول مع البابا يوحنا بولس الثاني بيانا آخر "مهمًا سمح بالتناول المشترك لمؤمني الكنيستين. "وكان ذلك اول تقارب عملي بين الكنيستين". واذ يأمل البطريرك افرام الثاني ان يحقق مزيدا من التقارب، يعتبر ان "الخطوة المنطقية التالية هي الشركة الكاملة. لكن الامر يحتاج الى دراسة ووقت"، على قوله.


وفي الانتظار، لديه ما يقوله للبابا بخصوص التقارب والشركة. "ساشكر له تصريحه المهم جدا قبل يومين، والذي اقترح فيه ان يحتفل جميع المسيحيين بعيد الفصح في الوقت نفسه". ويتدارك: "ساشجعه على المضي قدما في مسعاه، لاننا ككنيسة سريانية ارثوذكسية دعينا في مجمعنا المقدس منذ العام 1981 الى تعييد الفصح في يوم ثابت كل سنة، ويكون الاحد الثاني من نيسان. وهذا القرار يتوافق مع موقف البابا".


من سرور البطريرك ان يجد على الخط نفسه "الكنيستين الارثوذكسية والقبطية اللتين تروجان لهذه الفكرة. وبالتالي هناك قبول في المنطقة لها"، يؤكد. وقد توصل الى هذا الاقتناع من خلال لقاءاته باترابه القادة الارثوذكس والكاثوليك والسريان الكاثوليك، وايضا الموارنة. "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من المؤيدين ايضا لان يكون هناك يوم موحد للفصح". هل يمكن ان يعود بكلمة سر من الفاتيكان بهذا الخصوص؟ يجيب: "اتمنى، لكن الموضوع يحتاج الى تحضير وتهيئة وقرارات رسمية. نأمل في ان يتحقق. طالما النية موجودة وتبذل جهود في هذا الاتجاه، فتوحيد الفصح سيتحقق".


رنة تنبيه... و"لكن"!
امل جميل يدغدغه، حتى قبل الوصول الى الفاتيكان، وهو "ان تكون لزيارتي وتشجيعي للبابا حول موضوع توحيد الفصح تأثيرهما، وان يبادر قداسته الى ان يعمل على الموضوع رسميا ويتبناه. وآمل في ان يعقد لقاء موسعا مع كل البطاركة للحديث عن هذا الموضوع". بعد كلامه هذا بقليل، تستوقفه رنة تنبيه: خبر عاجل يصل الى هاتفه، بعنوان لافت. "بطريركية موسكو للبابا: تحديد موعد لعيد الفصح اشارة على النية الحسنة"، يقرأ عاليا امام عدد من اعضاء الوفد المرافق، قبل ان يضيف: "ولكن..."، وفقا للعنوان نفسه. وتلك "لكن" تستوقفه، ويقرأ اشاراتها.


عندما يستحضر البطريرك ازمة المنطقة، يعوّل على توحيد الجهود الدولية لتحقيق السلام فيها. "هناك شخصيات دولية كثيرة ممن تريد هذا الامر، لاسيما الوسيط الدولي ستفيان دو ميستورا. ولدى لقائي اياه قبل اسبوعين في جنيف، لمست لديه اقتناعا بضرورة ايجاد حلّ سلمي، وهو يعمل من اجل ذلك. ولكن اعتقد ان الدول التي بيدها القرار، خصوصا الدول الغربية، لم تأخذ حتى اليوم موضوع الحل السلمي جديا. لا تزال تراهن على اضعاف كل الجهات عبر اطالة مدة الازمة، من دون الاخذ في الاعتبار معاناة الناس وآلامهم التي لا تقاس".


انه الواقع المرير. وفي الكلام الكنسي المسؤول، وجهت القمة الروحية لقادة الكنائس المسيحية التي انعقدت في سوريا اخيرا، رسالتين، "الاولى تطمين ابناء الكنيسة في الشرق، وتأكيد اننا معهم، وان الكنيسة بكل قياداتها تحاول قدر المستطاع ان تخفف آلامهم. والاخرى للآخرين، اي المسلمين من ابناء الوطن- وايضا المجموعة العالمية من الدول الاجنبية- وهي انهم لا يستطيعون العيش من دون المسيحيين، ولا المسيحيون يستطيعون العيش من دونهم. عمليا، يتوجب الا نكتفي بالكلام على العيش المشترك، بل يجب ان نعيش معًا، وان تكون لدينا برامج توعية وتنمية مشتركة وورش عمل ومشاريع صغيرة تقوي العلاقات. اكبر خطر هو الجهل".


معطيات... وليس براهين
ايا تكن السوداوية في المنطقة، يتمسك البطريرك بالامل. "لا نستطيع ان نعيش من دون امل. اذا فقدناه، نموت. نشعر بالاوضاع الصعبة، لسنا مخدرين او غائبين. لكن علينا ان نؤمن بالامل وان نعطيه ابناءنا المؤمنين"، يقول. وهذا الامل يبنيه على ايماننا بالله "وبانه مع كنيسته الى الابد. ونبنيه ايضا على تحسسنا ومعرفتنا بضرورة ان يبقى المسيحيون في المنطقة التي عاش فيها السيد المسيح وانطلقت منها البشارة الى كل العالم".


من البداية، نادى البطريرك افرام الثاني للحفاظ على الوجود المسيحي، الذي يسميه "عامل توازن كبير في المنطقة"... ولكن من دون جواب فاعل. "لا، لست غاضبا. ناديت، وينادي ايضا بطاركة اخوة. لم نلق آذانا صاغية في الخارج؟ لا، يوجد من يسمعنا هناك. ربما لا نرى نتيجة. لكن هناك اشخاص، مسيحيون وغيرهم، ممن نلتقيهم في اميركا واوروبا يسمعوننا، ويتأثرون. لكن كلامنا لا يؤثر على السياسيين، لان المسيحيين لا يشكلون شيئا مهما على اجندة السياسة العالمية. ونعرف ذلك. ولكن اذا اكملنا، واصررنا على اسماع صوتنا، فسيُسمع".


غائبان قسراً، ولكن حاضران دائما في بال البطريرك: المطرانان المخطوفان يوحنا ابرهيم وبولس يازجي. "لا شيء اكيد عنهما حتى اليوم. لكن لدينا امل كبير. عندنا لجنة بطريركية تتابع ملفهما، ولديها بعض المعطيات انهما موجودان وعلى قيد الحياة. لا اقول براهين، بل معطيات. لم نتلق اي طلب (من الخاطفين)، ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها. انما هناك اصحاب مسعى خير يجرون وساطة. ولا يمكن القول اكثر من ذلك. ونصلي من اجل عودة المطرانين".


[email protected] 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم