الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الممنوعاتُ ثلاثة؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

مقنعٌ في حديثه كما في تحليله لـ"الكركبة" اللبنانية، المتشابكة شرقاً وغرباً، والمستمرة منذ دهر الداهرين. خصوصاً أنه يستند في كلامه المباشر إلى أسماء علم ذات صلة مباشرة بالأحداث وصانعيها. قال:


ثلاثة ممنوعات في لبنان تحظى بدعم دولي وإقليمي: إنهيار الدولة والمؤسسات والصيغة والنظام، انفجار الوضع الأمني على غرار ما يحصل في سوريا والعراق والدول العربية الأخرى، الانفراج السياسي الذي يبدأ بملء الفراغ الرئاسي وينتهي بعودة الحياة الطبيعية ودورتها الى البلد قبل زوال "الأسباب الإيرانية" التي ساهمت في ترسيخه.
إلا أن هذه الممنوعاتُ، في حال تأكّد وجودها فعلاً وحصولها على ضمانات دولية وإقليمية، لن تحول دون الاهتزازات الأمنية على غرار ما تشهده الجرود الشرقية، أو بروز أزمات وتعقيدات كالتي افتعلت خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وما تبعها من تصريحات انفعالية لا تخلو من الغلو والاستخفاف والشطط...
في سياق الكلام عن النتائج المتطرفة لجهة "التقطيع الجغرافي" الجديد الذي تشهده سوريا، ويرزح لمثل خطره العراق، توقّف محدّثي عند سؤال عن لبنان واحتمالات قيام التقسيم بزيارة له في حال ثبوت وجود صيغة بديلة من مشروع سايكس – بيكو ليجيب متسائلاً بدوره: أما مرّ لبنان بحروب شرسة شهدت نماذج متعددة لتقسيمات محتملة؟
بلى، قال وهو يتابع في المنحى ذاته: لقد ثبت لـ"الشعوب" اللبنانية ولذوي الميول التقسيمية ان من المستحيل نجاح اية خطة تقسيمية لهذا البلد. أولاً لصغر مساحته حتى الهزال. فلبنان كله يشكّل بجغرافيته المتواضعة نموذج مزرعة واحداً في العراق، أو اليمن، أو سوريا، ناهيك بليبيا والسعودية والكثير من دول المنطقة...
ثمة سبب مهم جداً، يتصل مباشرة بالتعددية التي يتميّز بها لبنان. فعلى ضآلة مساحته وموارده يضم تحت جناحيه ثماني عشرة طائفة متفاوتة من حيث العدد والحجم والنفوذ، إلا أنها منتشرة على نطاق هذه الجغرافيا.
ومَنْ يقول إنه ليس في الأمر "إرادة" دولية إقليمية لـ"النأي بلبنان عن كل ذيول ما يحدث من حوله وبعيداً منه"؟
في كل حال، هذا "التصوّر" لا يعني أن لبنان لن يدفع "جزية" ما مقابل خروجه من مأزقه الرئاسي، ومن المرحلة المقبلة التي يتوقّع البعض أن تكون محفوفة بالأزمات والهزات. وتحديداً على صعيد الحكومة ومجلس الوزراء والمؤسسات الأخرى التي تُعتَبر من الشرايين الأساسية بالنسبة إلى دورة الحياة في لبنان.
إنما، لا مناص من انتظار ختام المفاوضات النووية، فبعدها سيكون لكل حادث حديث.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم