جنبلاط: الحريري قال لي قبل 6 ايام من اغتياله إما ان يقتلوك او يقتلوني

أكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ، ان العلاقة كانت جيدة جدا عبر التاريخ بين "حزب الله" والنظام السوري، فالعلاقة بينهما قديمة بنيت على أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، مشيرًا الى أن "بشار الأسد كان ولا يزال أحد الطغاة الذين يحكمون في البلاد العربية".


و قال في اليوم الثاني خلال شهاته امام المحكمة أنه لم يكن على علم برأي الولايات المتحدة حول موضوع التمديد للرئيس إميل لحود، وقال: "قرأناه في الصحف، وكنت أتمسك باتفاق الطائف الذي كان يدعو إلى الإنسحاب السوري من لبنان ولكن لم أوافق على القرار 1559″، موضحًا أن الرئيس رفيق الحريري كان دائما متمسكا باتفاق الطائف ولم يغير موقفه ولا لحظة.
واعتبر جنبلاط أن عدم إلغاء الطائفية السياسية في لبنان كان حجة لبقاء السوري في البلد، لافتا الى أنهم كانوا يعرفون أن المجتمع اللبناني لا يستطيع إلغاء الطائفية السياسية، ومؤكدا أن "ما من أحد من جانبنا أي انا ولقاء قرنة شهوان رأى في صدور القرار 1559 تهديدا للقرار العربي".
وأضاف: "موقفي كان بإقامة علاقات جيدة مع سوريا كونه أمرا تفرضه الجغرافيا السياسية، وبعد التمديد للرئيس لحود، كنت حريصا على توسيع رقعة المعارضة للوجود السوري"، كاشفًا أن هدفه آنذاك كان توسيع التحالف من الأحزاب اللبنانية للاعتراض على التمديد القسري للحود. وقال: "الحملة كانت موجهة ضد التمديد، وعلى رئيس الحملة بشار الأسد وممثل التمديد كان لحود".


ولفت جنبلاط إلى أن مواقفه السياسية كانت بهدف مواجهة التمديد، مؤكدا أنه تشارك والرئيس الحريري القناعة نفسها بضرورة الإنسحاب السوري وفق الطائف، مضيفا "كانت هناك حملات على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من الفرقاء التابعين للنظام السوري والأبواق السورية معروفة والبطريرك صفير كان وفيا مع نفسه وطالب بالإنسحاب الكامل من دون قيد أي شرط، ولا أعلم إن كان صفير قد تلقى أي تهديد مباشر من بشار الأسد كالذي تلقيته أنا أو الرئيس الحريري".


وأشار إلى أن الشهيد جبران تويني كان في مقدمة من يطالبون بانسحاب الجيش السوري من لبنان، وقال: "يوم اغتيال الرئيس الحريري اجتمعنا واتخذنا قرارا مطلقا بمواجهة النظام السوري ورئيسه، وكنا نناقش في لقاء "البريستول" في كيفية توسيع المواجهات السياسية والتمديد غير الدستوري والقسري للحود وهذا كان جزء من عملنا الأسبوعي واليومي".


وذكر أن الإتهامات بالخيانة والعمالة لإسرائيل كانت تتوجه إليه بشكل علني من قبل أحزاب وشخصيات تابعة للنظام السوري، لافتًا الى أن "هذه الإتهامات السورية كانت الترجمة العملية لما قاله لي رستم غزالي بأنك ضدنا"، ومشيرًا الى أنه وجّه الى الرئيس رفيق الحريري تهديدًا سوريًا مباشر عندما التقى بشار الأسد.


وتطرق إلى محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، فقال: "يوم تعرض مروان حمادة إلى محاولة اغتيال اتصل بي حكمت الشهابي من فرنسا وقال لي "انتبه يا وليد، وكن حذراً"، وهي المرة الأولى التي ينبّهني فيها العماد الشهابي على الخطر".


وكشف أنه أثناء زيارة عبد الحليم خدام وقتذاك المستشفى للاطمئنان على حمادة، قال امام الجموع، إنه هو أيضاً تعرض لمحاولة اغتيال من قبل رفعت الأسد، فاستخلصت من حديثه، أن خدام حاول إيصال رسالة لي بأن النظام السوري كان وراء محاولة اغتيال حمادة، من دون ان يقولها جهارة، خصوصاً انه كام ما زال يمثل النظام السوري".


جنبلاط الذي لفت إلى أن الرئيس رفيق الحريري قال له بعد محاولة اغتيال مروان حمادة ان الرئيس جاك شيراك وجه رسالة قاسية لبشار الأسد لوقف الاغتيالات، اعتبر أن الرئيس الشهيد كان مخطئاً عندما ظنّ أن رسالة شيراك يمكن ان تردع بشار الأسد عن وقف القتل والاغتيالات.


واعتبر أنّ محاولة اغتيال مروان حمادة شكلت بداية ترجمة تهديد بشار الأسد للبنان، كما كانت رسالة مزدوجة له وللرئيس الحريري، لافتاً إلى أن العلاقة بين الأسد وشيراك كانت جيدة قبل التمديد لكنها تدهورت بعده.


ورداً على سؤال، قال جنبلاط: "أعرف ناصر قنديل وغيره من القناديل اللبنانية الذين يستخدمون أدبيات التخوين. وناصر قنديل كان من الودائع السورية التي أجبر الحريري على قبولهم ضمن لائحته"، لافتاً إلى انه في وقت لاحق كان الرئيس الحريري قاطعاً في رفض تجديد التجربة المرة بضم الودائع السورية إلى لوائحه الإنتخابية.


وإذ أوضح أنّ الرئيس الحريري استقال بعد تأخير لظنّه بأن الجو السياسي قد يتحسن من خلال علاقاته الدولية، أكد جنبلاط أنه لم يكن هناك مجال للحرية أثناء الوجود السوري، وقد زادت القبضة الأمنية بعد التمديد للحود، مشيرا إلى أن حكومة عمر كرامي شكلها وقتها رستم غزالي. وقال: "إن عمر كرامي كان اسما ذات قيمة للسوريين لمواجهة الحريري".


جلسة بعد الظهر 


 وفي جلسة بعد الظهر قال:"إن مواجهتنا انا والرئيس رفيق الحريري كانت تقوم على الفوز في الانتخابات وتشكيل حكومة مستقلة عن الوصاية، وجرى تهديد كل موظف يتحدث الى وليد جنبلاط وعلمنا ذلك بالممارسة اليومية".


اضاف: "حكومة كرامي تلقت تعليمات من لحود بمنع اي موظف حكومي من التكلم معي، وتصعيد أزلام النظام السوري تجاهنا كان مستمرا ويوميا".


وتابع: "قبل 6 ايام من اغتياله قال لي لحريري: إما ان يقتلوك او يقتلوني". وكان يقصد النظام السوري، لأنه شعر بالخطر من هذا النظام، كما شعر كمال جنبلاط قبل استشهاده وكتب:ربي اشهد اني بلغت".


واشار جنبلاط الى ان "حزب الله متحالف مع سوريا وتظاهره بانه ضد القرار 1559 يلتقي مع التوجه السوري".


اضاف: "اوضحنا للرئيس شيراك ان هناك فرقا بين القرار 1559 وبين اتفاق الطائف. لم يكن الموقف موحدا في الاجتماع الثاني في البريستول، وفي البريستول 3 صدر موقف موحد حول الطائف وال 1559".


وتابع: "امين الجميل جاء الى المختارة في العام 2000 وهذا استمرار لمصالحة المختارة، فالجميل رئيس حزب عريق في لبنان ويمثل مع غيره شريحة كبيرة من المسيحيين".


وقال جنبلاط: "ان سياسة السوريين كانت التفريق، وعندما يجتمع اللبنانيون على ان لبنان اولا كان هذا يزعج السوريين"، مشيرا الى ان "القرار 1559 لا يناسب لبنان ولاسيما في شق تجريد الميلشيات من السلاح، وان الحريري لم يتطرق الى موضوع سلاح المقاومة وكان يسعى الى حل عادل للقضية الفلسطينية، فالحريري كان يرى ان بند نزع سلاح الميلشيات غير مقبول ومستحيل".