تعيين الأمير محمد بن سلمان رئيساً لـ"أرامكو" إعادة هيكلة لتمكين الشركة من الاستقلال عن الوزارة

أعلنت شركة "أرامكو" السعودية تشكيل مجلس أعلى جديد لها برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تندرج في اطار إعادة هيكلة كبرى شركات الطاقة في العالم، لتمكينها على ما يبدو من العمل باستقلال أكبر عن وزارة النفط والثروة المعدنية القوية.

وتوقع محللون أن يحصل الخبراء والفنيون على حرية أوسع في إدارة الشركة الحكومية العملاقة. وقال بعضهم إن إعادة الهيكلة قد لا تكون سوى الخطوة الأولى في تعديل قطاع الطاقة السعودي، وربما مهدت لتولي أحد الأمراء الوزارة نفسها التي كان يديرها في العادة خبراء لا أفراد من الأسرة المالكة.
وبثت قناة "العربية" الفضائية أن السعودية وافقت على إعادة هيكلة شركة "أرامكو" الحكومية، بما يتضمن فصلها عن وزارة النفط في الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبيك".
وقال محمد الصبان المستشار السابق لوزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي إن "هذا القرار سيعطي الشركة مزيدا من المرونة في اتخاذ القرارات على أساس تجاري والاحتفاظ بالسيطرة المالية الكاملة".
غير أن محلل شؤون النفط لدى "كي بي سي إنرجي إيكونوميكس" إحسان الحق رجّح أن يعين نائب وزير النفط الأمير عبد العزيز بن سلمان نجل الملك وزيراً للنفط.
ورقى الملك سلمان الأمير عبد العزيز، العضو في الوفد السعودي لدى "أوبيك"، منذ فترة طويلة إلى رتبة نائب وزير النفط، من منصب مساعد وزير الذي تولاه سنوات.
وقال مصدر في قطاع النفط في السعودية: "إنهم يحاولون إعادة ترتيب أرامكو وإعادة هيكلة الشركة كلها. وهم يحاولون أيضا إعادة هيكلة وزارة النفط وتسمية الأمير عبد العزيز وزيرا . وبهذا ستصير أرامكو موجهة بكاملها على أسس تجارية وليست ذراعا للوزارة".

إعادة هيكلة رئيسية
وكانت "أرامكو" في وقت من الأوقات تتخذ الولايات المتحدة مقرا لها ويديرها أميركيون، لكنها صارت منذ وقت طويل شركة حكومية سعودية. وهي تتفوق بمراحل على كل الشركات الأخرى في قطاع النفط وتبلغ احتياطاتها من الخام 265 مليار برميل أو أكثر من 15 في المئة من كل الاحتياطات النفطية العالمية.
وتنتج "أرامكو" أكثر من 10 ملايين برميل يومياً أو أكثر من ثلاثة أضعاف ما تنتجه أكبر شركة للنفط مدرجة في العالم وهي "إكسون موبيل" وتبلغ احتياطاتها أكثر من عشرة أضعاف ما تملكه "إكسون موبيل". ولو طرحت أسهم "أرامكو" للتداول العام، لصارت على الأرجح الشركة الاولى على الإطلاق تبلغ قيمتها السوقية تريليون دولار أو أكثر.
وعيّن العاهل السعودي الملك سلمان خالد الفالح الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" رئيساً لمجلس إدارة الشركة ووزيراً للصحة، في إطار تغييرات واسعة في المناصب القيادية في أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقال إحسان الحق إن هذه قد تكون إشارة إلى أن الفالح قد لا يصير وزيرا للنفط، مضيفاً أن انتقال الفالح "إلى وزارة الصحة يشير إلى أنه قد لا يخلف النعيمي. من ناحية أخرى لم يكن تعيينه رئيسا لمجلس إدارة أرامكو إلا أمرا شكلياً".
وقالت شركة "أرامكو" في حسابها بموقع "تويتر" الجمعة إن النائب الأعلى لرئيس الشركة للاستكشاف والإنتاج أمين الناصر قد عين رئيسا تنفيذيا للشركة حتى إشعار آخر.
ونشرت الشركة في وقت سابق ايضا بيانا جاء فيه إنه تم تأسيس مجلس أعلى جديد لها يضم عشرة أعضاء ويرأسه ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.
وأوردت قناة "العربية" في حسابها بموقع "تويتر" أن "المجلس الاقتصادي يوافق على رؤية محمد بن سلمان لإعادة هيكلة أرامكو... إعادة هيكلة أرامكو السعودية تتضمن فصلها عن وزارة البترول".
ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية هو هيئة جديدة أسسها الملك سلمان في وقت سابق من السنة لتحل محل المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن الذي كان يساهم في وضع السياسة النفطية للمملكة. ويرأس المجلس الجديد الأمير محمد بن سلمان نجل الملك، في خطوة اعتبرها بعض المحللين بمثابة وضع الأساس لنقلة عبر الأجيال في طريقة تطوير الرياض استراتيجياتها على صعيد قطاع الطاقة والاقتصاد عموماً.