"يوم الضيعة" في القليعة: خبز صاج ومشاوي وعرق وسنبوسك "ببلاش"

مرجعيون – من رونيت ضاهر

يكتسب عيد مار جرجس في بلدة القليعة طابعا خاصا ومميّزا، فهو شفيع البلدة وركيزة ايمان ابنائها الذي اعتادوا على الاحتفال مدة اسبوع تكريما له. ولـ"يوم الضيعة" مكانته الخاصة ضمن الاحتفالات، اذ يستذكر ابناء البلدة تاريخ اجدادها وعاداتهم وتقاليدهم في جو من الفرح يتخلّله رقص الدبكة والعرس التراثي والمأكولات اللبنانية.


وغصّت ساحة الكنيسة بالمشاركين، سواء من "القليعانيين" او من ضيوفهم العراقيين الذين يقيمون في البلدة كذلك ابناء القرى المجاورة وعناصر "اليونيفيل". فرحة اللقاء و"الجمعة" على وقع قرع جرس الكنيسة والاغاني اللبنانية التراثية لا تكتمل الا بالدبكة التي ينتظرها ابناء البلدة كلّ عام في "الساحة"، وهي تقليد قديم يحيونه باستمرار.


يتميّز هذا اليوم بتقديم المأكولات اللبنانية مثل التبولة والكبة النية والمناقيش وخبز الصاج والمشاوي والعرق البلدي والسنبوسك في شكل مجاني، لأن الاهالي تبرّعوا بها ويشاركون بتقديمها تطوّعا. ولا ننسى رش الكنافة اذلي يُعتبر من التراث في البلدة اذ عادة ما يُصنع في اسبوع المرفع الذي يسبق الصيام، وهو عبارة عن عجينة لزجة من الطحين والمياه يتم رشها على صينية خاصة بشكل خيطان لتصبح "شلة" تلف لاحقا بجوز وسكر.


ولا يكتمل "يوم الضيعة" دون العرس التراثي الذي يبدأ بحلاقة العريس وهي عادة لا تزال البلدة تحييها في كل عرس، اذ يجتمع اقارب العريس واصدقائه لحلاقة ذقنه في مراسم احتفالية تتخلّلها الزغاريد ونثر الورود. وبعد الاكليل الديني والتهانئ، يأتي دور "النقطة" او "الشوبشة" التي يجمع من خلالها المال هدية للعروسين، ولكن في يوم الضيعة تكون هدية للكنيسة، كذلك "خلعة باب الدار" وهي الهدية التي يمنحها اهل العريس للعروس بعد "لصق الخميرة" على باب مدخل المنزل.


مساعد كاهن الرعية الخوري بيار الراعي لفت الى ان جمعة العيد مفرحة ويوم الضيعة هو مميّز لأهالي البلدة والقرى المجاورة، اذ يستذكر الجميع العادات والتقاليد والأهم ان كلّ ما يُقدّم هو مجاني، ممازحا ان "مار جرجس القليعة، هو غير كل مار جرجس، بحسب اهالي البلدة!".