المتوسط "مقبرة" للمهاجرين وأوروبا تتحرّك بحثاً عن حلول

إنها المأساة عينها، باتت تتكرر يومياً، جثث تغرق في مياه البحر الأبيض المتوسط، وترغم أوروبا على التخلي عن سياسة غض الطرف وترك المهاجرين لمصيرهم، إذ أعلن رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي أن بلاده تدرس احتمال اتخاذ "اجراءات محددة الهدف" ضد مهربي البشر انطلاقاً من ليبيا.


وكان رينزي يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره المالطي جوزف موسكات، وقال إن "فرضية تدخل عسكري (في ليبيا) غير مطروحة، ولكن من الممكن اتخاذ إجراءات محددة الهدف للقضاء على عصابات اجرامية".
وناقش رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هاتفياً مع نظيريه الايطالي والمالطي الاجراءات الواجب اتخاذها لمنع تكرار مآسي غرق المهاجرين. وتوافق معهما على وجوب اتخاذ إجراءات لعرقلة نشاطات شبكات التهريب، وعلى أن قيام حكومة وحدة وطنية في ليبيا أمر أساسي للتوصل إلى حل مستدام لهذه المشكلة.
وفي جديد يوميات موت العشرات غرقاً، وغداة تقارير عن غرق 700 شخص، تخوف موسكات من بلوغ الحصيلة 900 شخص بعد ورود معلومات جديدة عن عدد الركاب. وأُعلن عن اختفاء 400 آخرين في المياه في مركبين قبالة السواحل الليبية، وكذلك قضى ثلاثة أشخاص وأُنقذ 93 من قارب خشبي كان ينقل عشرات المهاجرين انطلاقاً من تركيا، وقد غرق قبالة جزيرة رودس اليونانية بجنوب شرق بحر إيجه.
وأمام توالي هذه الحوادث، دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى قمة استثنائية أوروبية الخميس "حول مسألة الوضع في المتوسط". وعقد وزراء الخارجية والداخلية الأوروبيون اجتماعاً في لوكسمبور امس. وصرحت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغريني بأنه لا يمكن القبول بمزيد من الأعذار لعدم التحرك، مطالبة بـ"خطوات فورية لوقف شر تهريب البشر".
وتضمنت الحلول التي طرحها وزراء الخارجية قبل دخولهم الاجتماع دعوة من بريطانيا لملاحقة المهربين في شمال أفريقيا الذين يتقاضون آلاف الدولارات لنقل الناس على قوارب مطاط وزوارق صيد. وأيدت النمسا اقتراحاً إيطالياً لإقامة مخيمات في الشرق الأوسط وأفريقيا حيث يستطيع الناس طلب اللجوء في أماكنهم من دون اضطرارهم الى المخاطرة بحياتهم لعبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا. كذلك تريد إيطاليا من مصر وتونس أن تضطلعا بدور في إنقاذ زوارق المهاجرين الغارقة.
واتهم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان زيد رعد الحسين الاتحاد الاوروبي بتحويل المتوسط عبر سياسات الهجرة التي يتبعها، "مقبرة مفتوحة".