تونس تستعد لمسيرة ضد الارهاب.. والآمال عالية

تتواصل الاستعدادات في تونس لانجاح مسيرة الاحد "ضد الارهاب" التي من المتوقع ان يشارك فيها عشرات الاف الاشخاص، اضافة الى مجموعة من القادة الاجانب بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اثر الهجوم الدامي على متحف باردو.


وقال المتحدث باسم الرئاسة معز السناوي في مؤتمر صحافي "اعتقد انه سيكون هناك عشرات الاف الاشخاص، في اي حال فان الرئيس (الباجي قائد السبسي) لم يتردد في توجيه الدعوة الى الشعب التونسي"، للمشاركة، مشددا على "وحدة" البلاد ضد "الارهاب".


ووجه السبسي مساء الاربعاء نداء عبر التلفزيون دعا فيه التونسيين الى المشاركة بكثافة في المسيرة التي ستبدأ قرابة الساعة 10,00 ت غ (الحادية عشرة بالتوقيت المحلي) في ساحة باب سعدون لتختتم امام المتحف الذي استهدف باعتداء في 18 اذار خلف 21 قتيلا هم عشرون سائحا وشرطي.


وقال الرئيس في مداخلة مقتضبة "اوجه نداء لكل التونسيات والتونسيين شبابا وكبارا وصغارا، ليشاركوا في هذه المسيرة وليعبروا عن قوة تونس وعزيمتها في مكافحة الارهاب".


وعلى الشبكات الاجتماعية، تنشر الرئاسة التونسية منذ ايام عدة شعار "العالم هو باردو".


وبين الزعماء الذين اعلنوا مشاركتهم الرؤساء الفرنسي فرنسوا هولاند والبولندي برونيسلاف كومورفوسكي والفلسطيني محمود عباس اضافة الى وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو.


وتامل تونس ايضا بحضور رئيسي الوزراء الايطالي ماتيو رينزي والجزائري عبد المالك السلال ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني.
وتذكر هذه المسيرة بتلك التي شهدتها باريس في كانون الثاني بمبادرة من هولاند بعد الهجوم الذي تعرضت له اسبوعية شارلي ايبدو ومتجر يهودي.


واعلنت حركة النهضة الاسلامية التي تشارك في الائتلاف الحكومي الى جانب خصوم الامس، انها ستشارك في التظاهرة واصفة الارهاب بانه "عدو الدولة والثورة والحرية والاستقرار والتنمية".


بدوره، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) "جميع اعضائه (...) ومجمل الشعب التونسي الى المشاركة بكثافة" في التحرك.
من جهتها، لم تعلن الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة موقفها حتى الان.


وبعد الاعتداء على المتحف، نددت فئة من اليسار العلماني بمشاركة النهضة في اي شكل من الوحدة الوطنية "ضد الارهاب"، معتبرة ان الحركة الاسلامية تربطها علاقات مشبوهة بالتيار الجهادي، وخصوصا حين تولت السلطة بين نهاية 2011 وبداية 2014.


وترى شخصيات اليسار ان النهضة مسؤولة، وربما متورطة، في اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي المناهضين للاسلاميين في 2013.
وفي هذا السياق، اعتبر حزب المسار ان اي "وحدة وطنية قائمة على المبادىء الديموقراطية والقيم الجمهورية للتصدي بصدق للارهاب، لا يمكن ان تشمل حزبا سياسيا معروفا بصلاته باوساط ارهابية".


في هذا الوقت، يستعد متحف باردو لمعاودة نشاطه الطبيعي بعد الهجوم عليه والذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، علما بان السلطات التونسية حملت مسؤوليته لمجموعة مرتبطة بالقاعدة.


والجمعة، فتح المتحف ابوابه امام التلاميذ والطلاب على ان يعاود استقبال العموم الاثنين.


وقالت الشابة الالمانية لينا بوتلندر لوكالة فرانس برس فيما كانت تزور المتحف "كنت خائفة بعض الشيء، لكنني الان هنا والاحظ ان المكان آمن".
واوردت سمية، الشابة التونسية التي اتت مع مجموعة اطفال ان هؤلاء "صدموا بما شاهدوه على التلفزيون، ونحن هنا لنثبت ان لا شيء نخاف منه".