افتتاح اتحاد بلديات جبل عامل

رونيت ضاهر

لفت وزير المال علي حسن خليل الى ان الحوار لا يزال يشكّل ضرورة بالنسبة للجميع لأنه خيار استراتيجي مشيراً الى ان الحكومة اتّخذت قرارا في جلستها الأخيرة بمناقشة موازنة العام 2016 داعياً الى اقرار سلسلة الرتب والرواتب من ضمن الموازنة أو من خارجها.


واعتبر النائب الدكتور علي فياض ان لبنان يمر بمرحلة تحدّيات وتعقيدات نتيجة ما يعصف بالمنطقة مهدّدة الكيانات والحدود، ما يستدعي تقارباً من اللبنانيين وحوارا لردم الفجوات مشيرا الى ان المقاومة والجيش والقوى الامنية قد نجحت نسبياً في حماية البلد من التداعيات الأمنية الخطيرة الحاصلة في المنطقة والتي حاولت الجماعات التكفيرية نقلها من سوريا إلى لبنان.


وجاءت مواقف خليل وفياض خلال رعايتهما حفل افتتاح مركز اتّحاد بلديات جبل عامل في الطيبة، وذلك بحضور النائب الدكتور قاسم هاشم وقائمقام مرجعيون وسام الحايك ورئيس الاتحاد علي الزين ورجال دين وضباط امنيين ورؤساء المصالح العامة ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من المنطقة.
وبعد النشيد الوطني فيلم وثائقي عن الاتحاد الذي يضمّ 16 بلدية، ثم كلمة للزين قال فيها: "إننا لا نبني الطين والحديد بل نبني عناصر مؤسسة عاملية لها منظومة قيم إدارية وسياسية عاملة بلدية تتحمل القدرة والإمكانية على الاستمرار في خدمة أهل الجنوب، والهدف من افتتاح هذا المبنى هو إطلاق مؤسسة محلية أهلية لها الصفة الإدارية والخدماتية المجهزة بأفضل الأدوات الحديثة لتكون عونا للمنطقة في تحقيق التنمية الإجتماعية والإقتصادية والبشرية".


واعتبر فياض أن "بلدنا يمرّ في مرحلة دقيقة ومليئة بالتهديدات والتحديات نتيجة ما يعصف في المنطقة من صراعات مفتوحة تهدد الكيانات والحدود والجماعات، وهي مرحلة تحولات مفتوحة على شتى الاحتمالات، وقد نجحنا نسبياً في حماية البلد من التداعيات الأمنية الخطيرة الحاصلة في المنطقة والتي حاولت الجماعات التكفيرية نقلها من سوريا إلى لبنان، وذلك عبر المقاومة التي أدت دوراً أساسياً في حماية البلد على عكس ما يدعي البعض، وعبر الجيش والأجهزة التي كان لها دورها الفعّال في ذلك أيضا".
وشدد فياض على ضرورة معالجة الفجوات الموجودة بين اللبنانيين في علاقاتهم ببعضهم البعض واحتوائها، لأنها تشكل نقاط ضعف ترتدّ سلباً على الدولة والأمن والإستقرار، مؤكداً على أن الحوار هو السبيل الأنجح لمعالجة هذه الفجوات كما أنه يجب أن يحاط ببيئة مؤاتية وإيجابية كي يكون أكثر إنتاجا وفاعلية، داعيا إلى السير في مسارين متوازيين في آن هما الإسراع في مناقشة موازنة العام 2015 في مجلس الوزراء بهدف إقرارها وتحويلها إلى المجلس النيابي للتصويت، والإسراع في استكمال مناقشة سلسلة الرتب والرواتب في اللجان المشتركة من خلال جلسات مفتوحة بهدف إحالتها على الهيئة العامة للمجلس النيابي لإقرارها. ولفت إلى أن معالجة ما نختلف عليه يكون إما بالتوافق أو بالتصويت، لكن السلسلة يجب أن تصدر دون تلكؤ، لأن حقوق الناس مسألة تعلو على الخلافات السياسية والفرصة مؤاتية للاتفاق على سلسلة واقعية توازن بين حقوق الناس وإمكانات الدولة، كما أن تحديد مصادر التمويل بات ناضجاً ومختمراً والاتفاق عليها غير مستبعد.


وتطّرق فيّاض الى الشأن البيئي في المنطقة مبدياً تخوّفه من التعديات الحاصلة على محمية وادي الحجير وسهل مرجعيون ما يهدّد هذين المعلمين البيئيين والسياحيين نتيجة العمران العشوائي.


ولفت خليل الى انّه "بغض النظر عما يمكن أن تمر به حياتنا السياسية بالتفصيل يومياً من تصعيد في خطاب يحاول بعض مطلقيه أن يعيقوا عملية الحوار الداخلي القائم، فإن الأسباب التي دفعتنا للجلوس على طاولة الحوار كقوى أساسية في هذا البلد لا زالت قائمة وهي أسباب مرتبطة بوضع المنطقة والتحديات التي تواجهها وإمكانية انعكاسها على الداخل اللبناني، وبضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، وبمحاولات تخفيف الاحتقان المذهبي الذي وصل إلى ذروته انعكاساً لما يجري في المنطقة، ومن أجل المحافظة على المؤسسات وإعطائها الدفع اللازم لكي تقوم بواجباتها، وقال: "لا يزال الحوار يشكل ضرورة بالنسبة إلينا جميعا كلبنانيين وليس فقط للقوى المتحاورة بل أيضا للبنانيين الذين ارتاحوا وتطلّعوا لفتح آفاق في الحياة السياسية من خلال هذا الحوار، ولإعادة تنظيم العلاقات الداخلية على قاعدة الإنفتاح والحوار وطرح الموضوعات بمسؤولية. وقد جدّدت القوى المعنية في جلستها الأخيرة التزامها بالحوار خيارا استراتيجيا علينا أن نحفظه بضبط الخطاب الإعلامي إلى الحد الذي لا يتجاوز الخصوصيات ولا يؤدي لأن نواجه بعضنا البعض بالشتائم والاتهامات، لأننا نؤمن أننا نتحاور لأننا مختلفون بالسياسة، وأن الإختلاف السياسي هو أمر مشروع ومن حق كل طرف أن يعبر عن موقفه السياسي بالطريقة التي يريد، لكن ليس من حق أحد على الإطلاق أن يمسّ بالقضايا الأساسية التي تعبر عن التزامات هذا الفريق أو ذاك. وندعو كل القوى السياسية وليس فقط حزب الله وتيار المستقبل أن تبني جسور الحوار في ما بينها على المستوى الثنائي أو الثلاثي وعلى مستوى التواصل الخاص، لأن التحديات التي نعيشها تزداد رغم كل ما يقال، وبالتالي علينا أن نكون في أعلى درجات الاحتياط لمواجهتها لأننا بهذا نحفظ استقرار البلد ونسمح لأنفسنا بأن نطلق معاً مثل هذه المشاريع التي نطلقها اليوم".


ودعا خليل الى تسليم البلديات مستحقاتها والاسراع في انجاز موازنة العام 2015 مشيرا الى ان الحكومة في جلستها الاخيرة اتّخذت قراراً بمناقشة الموازنة في 16 الشهر المقبل من اجل تصويب عملية الانفاق في الدولة بعد تقاعس منذ العام 2005، وقال: "تشكّل الموازنة لأي دولة وللبنان حاجة لعكس رؤية الدولة في كيفية ادارة شؤونها وتنمية المناطق. نحاول تصويب المسار عبر جملة من الاجراءات، ولكن لا يمكن الحديث عن اصلاح حقيقي دون اقرار الموازنة حتى لو اضطرّ الامر الى عقد جلسة مفتوحة واحالتها على المجلس النيابي. كما يجب اقرار سلسلة الرتب والرواتب سواء من ضمن الموازنة او من خارجها، المهم الا نربط الامور ببعضها ما يعطّل اقرار الاثنين معا. بدأنا النقاش ولو بشكل متعثّر حول السلسة التي هي حقّ لاصحابها".
وفي الختام أزاح المشاركون الستارة عن اللوحة التي تحمل اسم الاتحاد ثم جالوا في ارجائه.