مجلس الأمن يُوجب "محاسبة" مستخدمي غاز الكلور بسوريا

نيويورك - علي بردى

أبدى مجلس الأمن في قرار جديد اتخذه أمس "قلقا بالغا" من استخدام غاز الكلور في الحرب السورية، وهو ما خلصت اليه "بدرجة عالية من اليقين" بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قائلا إن الأفراد المسؤولين عن استخدام الكلور سلاحاً كيميائياً "يجب أن يحاسبوا".


وعلى رغم أنه لم يسم مباشرة الجهة المعنية، عبّر أحدث التقارير لبعثة تقصي الحقائق عن "اقتناع" بأن غاز الكلور استخدم بواسطة البراميل المتفجرة التي ترمى من طائرات الهليكوبتر. وهذان السلاحان تملكهما القوات السورية النظامية وحدها.
وندد مجلس الأمن، في القرار 2209 الذي أقر بغالبية 14 صوتاً وامتناع فنزويلا عن التصويت، "بأشد العبارات بأي استخدام لأي مادة كيميائية سمية، مثل الكلور، باعتبارها سلاحاً" في سوريا. وأبدى "القلق البالغ" من استخدام مواد كهذه "كما خلصت اليه بدرجة عالية من اليقين بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، ملاحظاً أن "أي استخدام من هذا القبيل للمواد الكيميائية باعتبارها سلاحاً من شأنه أن يشكل انتهاكاً للقرار 2118 لاتفاق حظر الأسلحة الكيميائية".
وأشار الى "قراره ألا تقوم سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية أو استحداثها أو انتاجها أو حيازتها بأي طريقة أخرى أو تخزينها أو الاحتفاظ بها، أو بنقل الأسلحة الكيميائية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، الى دول أخرى أو جهات من غير الدول". وأكد أنه "ينبغي ألا يقوم أي طرف في سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية"، مرحباً "باعتزام المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن يدرج في تقاريره الشهرية التي يوافي بها مجلس الأمن التقارير اللاحقة لبعثة تقصي الحقائق" في شأن سوريا. ورأى أن "الأفراد المسؤولين عن أي استخدام للمواد الكيميائية، بما في ذلك الكلور أو أي مادة كيميائية سمية، يجب أن يحاسبوا"، مشيراً الى القرار 2118 ومقرراً أنه "في حال عدم الإمتثال في المستقبل لأحكام القرار 2118، أن يفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".


عقوبات اوروبية جديدة
وفي بروكسيل، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مزيد من أنصار الرئيس السوري بشار الأسد وحذر من ان الوضع في البلاد "آخذ في التدهور".
وقال المجلس الأوروبي الذي يمثل أعضاء الاتحاد وهم 28 دولة في بيان إن أسماء سبعة أشخاص وست منظمات أضيفت إلى قائمة سابقة تضم 211 فردا و63 كيانا ستعلن في إخطار قانوني اليوم. وتجميد أصول المدرجة أسماؤهم على القائمة في الاتحاد الأوروبي ويمنعون من دخول الاتحاد.
وفي إشارة الى قرارات سابقة، أضاف المجلس أن الاتحاد "مستمر في فرض العقوبات التي تستهدف النظام وأنصاره ما استمر القمع" وأن الاتحاد سيواصل دعم الجهود الرامية إلى تسوية سياسية تشمل رحيل الأسد عن السلطة.
وتضغط بعض دول الاتحاد من أجل مزيد من الحوار مع الأسد الذي لا يزال في السلطة على رغم انتفاضة مسلحة بدأت قبل أربع سنوات ويواجه الآن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي تريد الدول الغربية هزيمته. لكن القوتين العسكريتين الكبيرتين في الاتحاد وهما فرنسا وبريطانيا تعارضان اعادة العلاقات مع دمشق.


الوضع الميداني
ميدانياً ، قال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له انه حصل على "معلومات مؤكدة من مصادر في جبهة النصرة تؤكد مقتل قائدها العسكري ابو همام الشامي متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة قصف جوي" في ريف ادلب.
وأوضح ان ابو همام الشامي هو واحد من القادة الخمسة في "جبهة النصرة" الذين كان افاد عن مقتلهم في وقت سابق، لكنه لم يجزم في ما اذا كان القائد العسكري قتل مع الاربعة الآخرين في قصف جوي لمنطقة لم يحددها في ريف ادلب، ام اذا كان اصيب في غارة جوية شنها الائتلاف الدولي في 27 شباط في ابو طلحة القريبة من الحدود التركية وقتل فيها قياديان آخران في الجبهة.
وفي محافظة اللاذقية، تمكنت قوات النظام السوري من دخول قرية دورين في جبل الاكراد الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وتقع البلدة على هضبة، مما جعل بلدة سلمى، كبرى مدن جبل الاكراد، في مرمى مدفعيتها.