هل ترد الحكومة على نتنياهو وهجومه على "حزب الله"؟

خليل فليحان

ما يلفت الانتباه هو الصمت الرسمي اللبناني تجاه ما ورد في خطاب رئيس الوزراءالاسرائيليبنيامين نتنياهو امام الكونغرس الاميركي الثلثاء الماضي من انتقادات قاسية ضد لبنان، اولا بان ايران تسيطر عليه على غرار ما تفعله حيال سوريا والعراق واليمن، وثانيا ان واشنطن يجب الا تتوصل الى اتفاق نووي مع طهران لأن الامين العام لـ "حزب الله "السيد حسن نصرالله يوجه التهديد تلو الآخر، وثالثا ان عماد مغنيه قتل من الاميركيين اكثر بكثير ممن سقط في حوادث 11أيلول.


من الملاحظ ان نتنياهو أقحم لبنان في خطابه الذي كان مركزا على تخوفه على أمن الدولة العبرية من ايران او ممن تدعم من قوى عسكرية في الخارج، اذا وقعت اميركا اتفاقا نوويا معها .ولا حاجة الى التبرير ان اتهام اسرائيل الاول هو غير واقعي . صحيح ان ايرانتدعم"حزب الله " وتسلحه وهي صاحب نفوذ، لكن بالفعل لا تسيطر عليه بدليل ان هناك العديد من الاتفاقيات المعقودة مع طهران ابرم معظمها ايام حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري، وهيلم تطبقالى الان على الرغم من مراجعات طهران بواسطة سفيرها في بيروت . الكل يعلم ان ايران طرحت تسليم لبنان كميات من الاسلحة لمواجهة التهديدات الاسرائيليةلكنه رفضها، وآخرها كان هبة عاجلة بعد اشتداد الخطر الإرهابي الآتي من جرود عرسال ولم تقبلها الحكومة على الرغم من الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الى طهران على رأس وفد عسكري واطلاعه على نوعية الاسلحة والذخائر . هذه أمثلة على عدم سيطرة طهران على بيروت وفقا لمزاعم نتنياهو.


اما بالنسبة الى الاتهام الثاني فهو ان نتنياهو يعلن ان تهديدات نصرالله تشكل خطرا على اسرائيل، وهذا سبب إضافي لعدم توقيع الاتفاق بين الغرب وإيران. لكن في الواقع أن نتنياهو هو الذي يهدد الحزب بقيادته وبمقاتليه من وقت الى آخر،وما تهديدات الامين ألعام للحزب الا ردا على هذه التهديدات .
اما الزعم ان عماد مغنيه قتل من الاميركيين اكثر مما قتل لهم في حوادث 11 أيلول، فهذه قمة المغالاة التي لا تنطلي على اي متابع لهذه الملفات .
وإزاء هذا التجني المتعمد لنتنياهو والنيات السيئة التي يضمرها للبنان في شكل عام وللحزب في شكل خاص، ابى الا ان يظهر تبعية لبنان لإيران وسيطرتها عليه وان كل من يؤيدها صديق لها من اللبنانيين يشكل تهديدا أمنيا لها.


ومن هنا يرى عدد من والمسؤولين والنواب انه يجب عدم سكوت الحكومة على هذا التهجم الذي شنه نتنياهو على لبنان امام الكونغرس الاميركي من خارج سياق سبب حضوره لالقاء خطابه في هذا المحفل.


ويرى مسؤول أمني أنه من المفيد طرح الخطر الإرهابي الذي يحاول ان يغزو لبنان من جرود عرسال المحتلة على مجلس الشيوخ الأميركي وان اميرا جديدالـ "داعش " عينّ امس هو "ابوالقاسم " العدناني، عراقي الجنسية، وذلك في أعقاب مقتل أمير التنظيم السابق "ابو اسامة "البانياسي .
كذلك يجري التشديد على ضرورة توجيه الانتقاد المركز لنتنياهوامام مجلس الشيوخ على لبنان وعلى تشويه صورته وضرورة عدم التردد لتصحيح ذلك بسرعة وخصوصاً ان البلاد مقبلة ربما على مواجهة كبيرة مع" داعش "و"جبهة النصرة "في جرود عرسال ومحيطها .